النجاح الإخباري - كتب غازي مرتجى

يُمكن وصف خطاب الرئيس في الجمعية العامة للأمم المتحدة  بخطاب "أبو الرسائل".. رسائل الرئيس كانت في كل الاتجاهات , الجديد في خطاب الرئيس تلويحه بحل السلطة وما ستؤول له الأمر في حال "الحل" . الرئيس أشار في خطابه ولأول مرة إلى المجلس الوطني وسمّاه بتسميته الحقيقية "برلمان دولة فلسطين" . أبدى ارتياحًا لتفاهمات القاهرة لكنه لم يكن مفرط التفاؤل وأبقى الأوضاع قيد التجربة (وتوجه الحكومة لغزة بدايتها) .. .يُمكن تلخيص الخطاب بالنقاط التالية :

  1. الخطاب الأخير للرئيس وهو رئيس "سلطة" فإن خطب العام القادم فإما كرئيس دولة (تطبيق فعلي لاعتراف 2012) أو كرئيس لمنظمة التحرير (اللجنة التنفيذية) .
  2. ثبتّ الحق التاريخي للفلسطينيين وإن كان هناك قراءة تاريخية للحقائق التي ذكرها الرئيس فيُمكن أن تكون عنوان السياسة الفلسطينية القادمة , فقد نجد خلال الفترة القادمة مطالبات باعادة الروح لقرار "التقسيم 47" !
  3. لن نقبل بحل لا يعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس , حل الدولتين هو الأفضل للعالم ولإسرائيل كذلك !
  4. التلويح بأنّ على اسرائيل تحمُل  كل شيء فلن نقبل أن نبقى سلطة بلا سلطة من على منبر الامم المتحدة وعلى مسمع كل الدول يؤكد أنّ الرئيس ضاق ذرعًا من تصرفات الحكومات اليمينية المتطرفة وأنه لن يسمح باستمرار لعبة التسويف المتبعة منذ أوسلو.
  5. برلمان دولة فلسطين وتفعيل المجلس الوطني لاتخاذ قرارات "مصيرية" ستكون داخلية بمُعظمها لكنها ستهدي سلاحًا جديدًا بيد الرئيس تُخوله اتخاذ قرار حل السلطة وعودة الأوضاع إلى سيرتها الأولى بعد إعادة الاعتبار للشرعية الفلسطينية (م.ت.ف).
  6. خطأ "بلفور" لن يمر تاريخيًا مرور الكرام وسيبقى الفلسطينيون يطالبون بريطانيا بالتكفير عن تلك الجريمة التاريخية فإن فعلت فقد أهدت شعب فلسطين حقه المعنوي وإن لم تفعل فعلينا التفكير بتحويل يوم وعد بلفور إلى ذكرى "هولوكست" بريطاني ضد الفلسطينيين .
  7. الإيعاز للحكومة بالتوجه لتسلم مهامها في القطاع من على المنبر الأممي رسالة تحمل معاني متعددة أهمها (لا دولة في غزة) والالتزام بغزة وضرورة فك حصار اسرائيل عليها أمام العالم يجب أن تستغلها أطراف الانقسام بشكل إيجابي .
  8. الرئيس قدّم عرضًا للوقاحة الاسرائيلية المستمرة والصمت الأمريكي والعالمي , طلب منهم احترام أنفسهم وقراراتهم .
  9. انتصار القدس على الاجراءات الاسرائيلية ثبتّه الرئيس في خطابه وأبلغ العالم به . لن تمر المؤامرة الاسرائيلية في القدس ولن تنجح بالتهويد . كلانا (السلطة والأردن) مسؤولان عن القدس رسالة حمّالة أوجه كلها تصب باتجاه تأكيد "الظلم" الذي يتعرض له أهل العاصمة ليس من اليمين الاسرائيلي فحسب بل من العالم الصامت أجمع . والاستمرار بالصمت يؤدي حتمًا إلى صراع ديني سيحرق السفن التي تبقّت رغم اهترائها .
  10. الرئيس يقفز إلى "الداخل" ويُعطي الفرصة الأخيرة لـ"ترامب" , إلى أن يأذن العالم بقيام الدولة الفلسطينية سيكون على الرئيس ترتيب البيت الداخلي وصولًا لإجراء الانتخابات العامة وتفعيل منظمة التحرير المُنقذ الوحيد في حال فشل كل الخيارات !