نابلس - خاص - النجاح الإخباري -  أكد أحد العلماء المشاركين في لقاح جامعة أكسفورد ضد فيروس كورونا، الباحث المصري د.أحمد محمود سالمان، مساء اليوم السبت، أن نتائج الحماية للقاح أكسفورد ضد كورونا بمتوسط 70%، بناء على نتائج تم تحليلها من 24 ألف متطوع طبقا للمتطوعين في التجارب السريرية للمرحلة الثالثة المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل.

وأوضح خلال استضافته عبر "فضائية النجاح" أنه تم تصنيع كمية كبيرة بمعدل 30 مليون جرعة من اللقاحات بناء على النتيجة الأولية، موضحا أنه لا يمكن استخدامها خارج نطاق التجارب السريرية حتى يتم اكتمال نسبة النجاح، وأضاف، بدأت "أكسفورد" في أوراق اعتماد اللقاح، آملا أن يتم اعتماده خلال أسبوعين، كونه تخطى نسبة الأمان والحماية.

وأشار إلى أن عدد المشاركين في النصف جرعة والجرعة المعززة الكاملة كان حوالي 2700 شخص، مقابل 900 متطوع حصلوا على جرعتين كاملتين، لافتا إلى أن هناك حوالي 30 ألف متطوع لم يتم اجراء الاختبارات عليهم.

وبين أن بعض التفسيرات العلمية والأقرب إلى الصح أنه طالما يتم استخدام نفس الناقل الفيروسي لاعطاء جرعتين كاملتين من نفس اللقاح، فقد يحدث عند اعطاء جرعة عالية قد يسبب تحفيز الاجسام المضادة ضد الناقل الفيروسي نفسه، وليس الشيفرة الوراثية.

وأضاف، عند اعطاء الجرعة الثانية، الجسم يتخلص من جزء من الناقل الفيروسي قبل أن يؤدي وظيفته الأساسية بحقن المادة الوراثية الموجودة بداخله، متضمنة تركيب "السبايك بروتين"، وبالتالي، جسم الإنسان يصنع هذا البروتين ويحفز جهاز المناعة ضده.

وتابع، بصورة نظرية عند حقن جرعة أقل في المرة الأولى ينتج مناعة ضد "السبايك بروتين" الموجود داخل الفيروس، والتي يكون الفيروس قادر على احداث العدوى وحقن المادة الوراثية ولكن ينتج مناعة ضد الفيروس الناقل نفسه بكمية أقل، وبالتالي عند اعطاء الجرعة الثانية جزء كبير منها لا يتعرض له جهاز المناعة في جسم الانسان.

ولفت إلى أن حوالي 200 مجموعة بحثية على مستوى العالم يحاولون ايجاد لقاح ضد فيروس كورونا ووصلوا إلى مراحل مختلفة من التجارب السريرية، التي وصل إليها قرابة الـ50 لقاحا، بينما وصل 13 لقاحا إلى المرحلة الثالثة، و3 لقاحات تم اعلان نتائجهم، وهما فايزر بيونتيك ومودرنا، واكسفورد.

وأضاف، الطريقة التي يعمل بها لقاح فايزر أو موديرنا، متشابهة، من خلال استخدام المادة الوراثية المشابهة لتركيب "السبايك بروتين" الموجود داخل الفيروس، مغلفة بمناعة تعطي قرابة الـ90% فما فوق.

وتابع، طريقة أكسفورد، تعتمد على الناقل الفيروسي "فيروس برد" ضعيف ويتم اضعافه بصورة أكبر عبر ازالة جينين من هذا الفيروس ويمنع تكاثره، ويجعله أكثر أمانا، ويكون قادر على تحفيز جهاز المناعة والأجهزة المضادة، وبالتالي يعمل بطرقة مختلفة عن لقاح موديرنا وفايزر فاكسين.

وأوضح أن لقاح أكسفورد أكثر ثباتا في درجات الحرارة المرتفعة نسبيا ويتم نقله وتخزينه من 6 أشهر إلى سنة في درجة حرارة الثلاجة العادية 8مئوية، مقارنة بالتكلفة العالية للنقل والتصنيع والتخزين في لقاحات أخرى تعتمد على -40 أو -70 درجة تحت الصفر، مما تحتاج إلى تجهيزات لوجستية صعب توافرها في الدول النامية.

وبين ان الفيروس في تحور مستمر مثل أي فيروس وتم تسجيل أكثر من 30 طفرة حدثت منذ بدايته في نهاية العام 2019، لكن لم تؤثر على قدرته في العدوى أو الانتقال.

وشدد على أن اللقاح يعد المخرج الأساسي للعودة إلى الحياة الطبيعية، مشيرا إلى أنه حال افترضنا توفير اللقاح، فإننا أمام تحدي آخر، وهو تصنيعه وتوزيعه بحاجة إلى تمويل وتنسيق بين الدول وستحتاج إلى المزيد من الوقت.

وأضاف لم يسبق أن سجل الحاجة إلى لقاح بنسبة 70% من سكان العالم.