نابلس - النجاح الإخباري - أوضح الكاتب والمحلل السياسي، د. علاء أبو عامر، مساء اليوم الأحد أن السيناريوهات المتوقعة سواء نجح ترامب في الانتخابات الأميركية، فإن سياسته ستكمن في المزيد من الضغط على الدول العربية، لابتزازها بالتطبيع مع اسرائيل، إضافة إلى تجاهله حق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، واستمرار الضغط المالي على الدول الداعمة لفلسطين، ومحاولة تركيع القيادة الفلسطينية ودفعها باتجاه القبول بصفقة القرن، مشيرا إلى أن القادم سيكون أسوأ مما نراه اليوم حال فاز ترامب بالانتخابات المقبلة. 

وبين خلال لقاء عبر "فضائية النجاح" أن ادارة ترامب الجديدة، ستعمل بكل جهدها ومحاولاتها لاستبدال القيادة الفلسطينية بقيادة تقبل الاملاءات الأميركية، وفق ما صرح به سفير أميركا في دولة الاحتلال "فريدمان"، وهذا لن يقبل به أي فلسطيني.

وأشار إلى أن "بايدن" كان ضمن ادارة أوباما، التي كانت تتصادم مع طلبات نتنياهو، ولم تكن متعاونة معها، وحاولت أن تكمل جهود كلينتون، مشيرا إلى أنه في نهاية الأمر اصطدم عمل الرئيس السابق "أوباما" باللوبي الصهيوني، وبالتالي تم احباط محاولات السير على نهج سلفه "كلينتون" باستكمال مسار السلام في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن مواقف ادارة "أوباما" كانت جرئية بحيث حمل وزير الخارجية الأميركي "جون كيري"، نتنياهو المسؤولية عن فشل المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين والوصول إلى تسوية بين الطرفين، واصفا اياه بالموقف الجرئ من الادارة الديمقراطية، اضافة إلى أن ادارة أوباما في آخر شهر لها بررت قرارها لمجلس الأمن (2334) الذي أدان الاستيطان ودعا إلى حل الدولتين على حدود 67، مرجحا أن يكون عودة إلى سياسة أوباما السابقة من خلال "جو بايدن".

ورجح أن يقوم بايدن بتنفيذ قرار مجلس الأمن (2334)، وسيعيد تمويل الاونروا، كما سيعيد فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، كذلك سيعيد الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن الديمقراطيين لا يقبلون بحل الدولة الواحدة العنصرية الذي طرحته إدارة ترامب.

وأضاف، سيسعى الديمقراطيين إلى اعادة توازن للعملية السلمية، ليس إنحيازا للفلسطينيين، لكنهم يرون أن ما تفعله ادارة ترامب ونتنياهو هو ذهاب باتجاه حل عنصري وأنه دون قبول الفلسطينيين بالحل لن تحل القضية مهما صدع الهرم، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تغيير ولكن ليس جذريا، بمعنى أنه لن يقوم بسحب الاعتراف بأن القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، ولن يقوم باغلاق السفارة في القدس، ولن يلغي التطبيع بين الدول العربية واسرائيل، بل سيعودون إلى القرار الذي صوتوا عليه في مجلس الأمن (2334).

وأشار إلى أن أي مفاوضات مقبلة ستتجاوز موضوع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، مشيرا إلى أن قرار نقل السفارة أقره الكونغرس الأميركي، وكان الديمقراطيين يؤجلون تنفيذه، وعندما أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية نفذ القرار.

وأكد على أن مفاوضات قادمة ستتجاوز موضوع القدس، وربما خلق حلول خلاقة مثل طرحها لأن تكون عاصمة موحدة، وطرح حلول متجاوبة.

ونبه إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي من تقرر سياسة اسرائيل وليس العكس، وصناع القرار يخشون من التصعيد في المنطقة.