نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، أن القيادة الفلسطينية تسعى من أجل إحياء جبهة شعبية عربية لمواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وحماية الثورة الفلسطينية.

وقال مجدلاني في حوار لـ "النجاح الاخباري"، اليوم الأحد: "لقد بدأنا في تقييم علاقاتنا في إطار جامعة الدول العربية، وإعادة ترتيب أوراقنا الاقليمية بما يكفل مصالحنا ودفاعاً عن حقوقنا، وهذا الأمر بحاجة إلى بحث معمق"، مضيفاً أن ما قامت به دولتي الامارات والبحرين بعدها من تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي لم يكن معزولاً عن التحولات الجارية عن النظام الرسمي العربي.

وأضاف: "رأينا بروفة منه في الجامعة العربية وواضح تماماً أن النظام الرسمي عربي أبن نفسه تأبيناً واضحاً بخروجه لتخليه عن الاجماع وقراراته، كان هناك محاولة من أجل اعطاء الشرعية لخطوة الامارات من خلال الرفض الواضح لإدانة خطوة الامارات".

وأشار مجدلاني إلى أن موضوع انسحاب فلسطين من جامعة الدول العربية، بعد إفشالها المشروع الفلسطيني بإدانة التطبيع بحاجة إلى تقييم، منوهاً إلى أن النظام الرسمي العربي تآكل لدرجة أنه لم يعد هذا النظام موجوداً.

وتابع: "نحن الآن بحاجة إلى بحث دقيق وعميق وصيغ للعمل بها، ومراجعة جميع خطواتنا بعد هرولة الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال".

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إلى أن منظمة التعاون الاسلامي لا تقل أيضاً عن مواقف جامعة الدول العربية في سكوتها عن تطبيع الدول العربية، "وسنبحث أيضاً في ترتيب أوضاعنا بهذا الأمر"، معتبراً أن منظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية تم انشائهما بالأساس من أجل دعم القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "منظمة التعاون الاسلامي نشأت في عام 1969م بعد إحراق المسجد الأقصى والجامعة نشأت من أجل تحرير فلسطين، وهذا التحول الكبير الذي يجري في هذه المنظمات بحاجة إلى مراجعة وتدقيق شديدين".

وعن تطبيع دولة البحرين بعد الامارات، بيّن مجدلاني أن هذا التطبيع بالتوقيت الذي يجري فيه الآن وإقامة علاقات بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية والأمنية، يرتبط بالمرحلة التاريخية وبحاجة الإدارة الأمريكية لمثل هذه الخطوات ارتباطا بالحملة الانتخابية للرئيس الامريكي دونالد ترامب.

وأضاف: " نحن نلاحظ أن هناك تحولات جارية في المنطقة العربية خاصة في الفترة الأولى للرئاسة الأمريكية الحالية، وهي تغطية الاتجاه الاستبدالي في الأولويات بالمنطقة، بدل من أن تكون "إسرائيل" هي المهددة للأمن القومي تم استبدالها بإيران أن تكون المهددة وقد تكون "إسرائيل" جزء من منظومة الدفاع".

وتابع مجدلاني ان "الهرولة العربية نحو "إسرائيل" لها علاقة ليس فقط بالتطبيع، بل أن العديد من البلدان العربية وخاصة الخليجية لها مصلحة استراتيجية من إعادة انتخاب ترامب لقطع الطريق على عودة الديمقراطيين على الحكم، لأن برنامج الحزب الديمقراطي يضع كقضية أولوية هي إعادة الاعتبار للاتفاق النووي الايراني".

ومضى قائلاً: "هذا ينعكس استراتيجيا على علاقة هذه البلدان بما في ذلك مجمل السياسيات الشرق أوسطية، بما في مقدمتها خطة ترامب المسماة "صفقة القرن"، مشدداً على أن هذه السياسية والمصالح ستلحق ضررا بالفلسطينيين وتضعف الموقف الفلسطيني وتمزق الموقف العربي أكثر مما هو ممزق، وفق قوله.

ويرى الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أن هذا الغطاء العربي عن القضية الفلسطينية والفلسطينيين يشكل تهديداً للقضية الفلسطينية ويضعف الموقف الفلسطيني، منوهاً إلى أن هذا الأمر له تبعات وأبعاد مختلفة.

وقال: "لن نغفل عن البعد الشعبي الذي تشكل فيه فلسطين في كل البلدان العربية وشعوبها شيئا في وجدانه ووعي السياسي والمجتمعي، وذلك من خلال شبكة علاقاتنا سواء مع الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني والنقابات وغير ذلك".

وأضاف: " نحن نميز ما بين الشعوب والانظمة وندرك أن هذا الأمر كان بحاجة إلى متابعة بالنسبة لنا".

وعن اللجان التي انبثقت من اجتماع الأمناء العامين الأسبوع الماضي، أكد مجدلاني أن كل ما صدر عن اجتماع الامناء العاميين ملتزمون به وبتطبيقه، مشيراً إلى أنه تم الاعلان اليوم عن قيادة وطنية موحدة بقيادة المقاومة الشعبية، واصفاً هذه خطوة بـ "الاستراتيجية".

وتابع: إن "هناك لجان أخرى فيما يتعلق بالمصالحة وإنهاء الانقسام، وهناك لجنة أخرى فيما يتعلق النظام السياسي الفلسطيني والشراكة الوطنية في اطار المنظمة يجري البحث فيها، لذلك نحن ملتزمون وماضون في تطبيق كل التزاماتنا".