نابلس - إيناس حاج علي - النجاح الإخباري - روى أخصائي البصريات والعيون الصناعية ياسر صبح، قصته التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي والتي أفقدته عينه بداية الانتفاضة الأولى في عام 1987، عندما قنصه جندي إسرائيلي حاقد في عينه أثناء قيادته لهبة جماهيرية بتاريخ 6/6/1987 ، معتبراً تلك الحادثة بمثابة وسام شرف.

وقال صبح في لقاء خاص عبر فضائية النجاح، أن الرصاصة اخترقت رأسي وأفقدتني النظر في عيني اليسرى ولم أتخيل في تلك اللحظة أنني فقدت عيني حيث شعرت فقط بجسم غريب دخل رأسي وأسقطني للخلف. وأضاف توجهت للمستشفيات وتم تحويلي للقدس وفي الطريق إلى هناك حاول الاحتلال على حاجز الجلزون منعي من الوصول للمستشفيات حيث أوقفوا سيارة الاسعاف وعندما اكتشفوا أنها إصابة برصاص جنودهم قاموا بضربي وتكسير أقدامي باستخدام أسلحتهم وأنا لم أكن غائب عن الوعي بالمطلق وكنت لا أشعر بالضرب إلا أن أقدامي تم تكسيرها وبعد شجار مع عمي تم السماح بمرور الإسعاف حيث قضيت يوم كامل في مستشفى المقاصد بحالة نزيف كامل وحجم الرأس كان أضعاف حجم رأسي الآن ولم أدرك حينها أنني فقدت عيني".

وتابع، في اليوم التالي تم تحويلي من مستشفى المقاصد إلى مستشفى العيون ، وهناك قرر الأطباء إزالة العين، ولم أدرك حينها أنه تم إزالة العين كاملة بسب وجود تهتك كامل فيها بسبب الرصاصة التي استقرت داخل العين.

واجمع الاطباء على ازالة العين حتى لا تؤثر على العين الأخرى أو على الدماغ لأن الرصاصة اخترقت العين وكسرت الجمجمة وإلى اليوم الرابع كانت المفاجأة وفي ذلك الوقت كان صراخي من الألم قد تسبب بتفريغ كل المرضى في الغرفة التي كنت أتواجد فيها.

وفي اليوم الرابع كان هناك فحص من الطبيب وقبل الدخول لعيادة الطبيب قمت بمغافلة الدكتور ودخلت إلى الحمام حيث قمت بإزالة غطاء العين لأرى ما الذي حصل لعيني ورأيت المنظر فحدث نزول في الضغط عندي وأصبح عندي حالة إغماء وكان عمري في ذلك الوقت 19 عاماً".

أما بالنسبة لعملي في البصريات فقد عملت في مركز للبصريات منذ صغري والإصابة تركت لدي أثر كبير لإكمال العمل في موضوع العيون والبصريات حيث كانت هذه الحالة الحافز الأساسي لإكمال العمل في مجال البصريات والعيون".

وتابع" وهذه الإصابة أعطتني دافع للحياة والاستمرار في النضال أما بالنسبة لفقدان عضو مهم كالعين فأنا أشعر يومياً أنني فقدت شيء ولا يمكن لهذا الموضوع أن يكون له تبعيات والجزء الآن الموجود مكان العين هو صناعي وهو غير حيوي حيث يحتاج لمتابعة يومية على مدار 30 سنة".

وتحدث صبح عن إصابة معاذ عمارنة حيث قال في اللحظة التي عرفت فيها بإصابته "رأيت معاذ ياسر" وأصبحت العين اليمين لياسر والعين اليسار لمعاذ عينين اثنتين".

وتابع" مع العلم أنني جئت في هذا التخصص متأخراً ؛إلا أنني ذهبت لهذا التخصص لمساعدة من يعاني من نفس الإصابة حيث أن المعاناة والتخصص تزيدان من الابداع وأنا على اطلاع دائم بهذا المجال على مستوى عالمي".

وبالنسبة لموضوع فقدان الأعضاء وخلال معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال فإنه يوجد الكثير من الاعاقات وفقدان الأعضاء ولكن يفترض مع وجود المستشفيات والمتابعات وحالات التأهيل النفسي والإرشادي موجودة ويفترض أن الشعب كامل يعلم أنه يتعامل مع محتل لذلك لا يجب توقع أي شيء غير ذلك من الاحتلال".

أما بالنسبة للتعامل القانوني مع هذا الاعتداء يومها رفعت قضية على وزارة أمن الاحتلال الاسرائيلية ودخلت في عدة محاكم فشلت لأن ملفي كان أمني وخاصة في الانتفاضة وكانت قوات الاحتلال تستمر بالمضايقات حتى أثناء المحاكمات وتم رفض الموضوع وفض القضية من ناحية قانونية".