نابلس - خاص - النجاح الإخباري - لم يكتب لأي من صولات وجولات حوار المصالحة منذ العام 2007 حتى الآن النجاح أو الانتقال الجدي من الصفحة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني إلى صفحة بيضاء وظل الرمادي والأسود طاغيان.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الفلسطيني نتائج الحوار الجاري بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، تقول الأنباء القادمة من القاهرة إن تلك الحوارة تعرضت إلى انتكاسة لرفض حركة حماس قرار عودة الاتصالات بين السلطة الوطنية والاحتلال، في الوقت الذي تعتبر فيه حركة فتح أن خيار الوحدة الوطنية هو استراتيجية لديها، وأنه يجب عدم خلط الأوراق، داعيةً إلى ضرورة عدم ربط المصالحة بملفات أخرى لا علاقة لها بوحدة الصف الفلسطيني.

انتكاسة بين فتح وحماس

نائب رئيس صحيفة الأهرام المصرية والمختص في الشأن الفلسطيني، أشرف أبو الهول قال: إن انتكاسة حصلت لمحادثات المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة بعد إعلان السلطة الفلسطينية استئناف العلاقات مع "إسرائيل".

وأشار أبو الهول إلى أن هناك محاولات وجهود مصرية متواصلة لإنقاذ حوارات القاهرة وحل الموضوعات العالقة، بين وفدي حركتي فتح وحماس، اللذان وصلا مساء السبت للقاهرة من أجل استكمال حوارات المصالحة.

ولفت إلى أن هناك عدد من القضايا المعقدة التي لا تزال محل خلاف بين الحركتين، وإنجاح المصالحة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن القاهرة تسعى إلى إنهاء اي خلافات جذرية بها من أجل الوصول إلى صيغة توافقية مسؤولة لإنهاء الخلافات.

فرص المصالحة صعبة جداً

وفي ذات السياق، قالت مصادر صحفية مصرية لـ"النجاح الاخباري": إن فرص المصالحة صعبة جدا وأصبح من المستحيل عودة عقارب الساعة لما كانت عليه في عام 2007 ولابد من مراعاة ما جرى من تغيرات على أرض الواقع طوال فترة سنوات الانقسام.

لا يجب خلط الاوراق

الناطق باسم حركة فتح د. حسين حمايل، أكد على ضرورة عدم خلط الأوراق وربط الأمور ببعضها البعض، مشيراً إلى أن الوحدة الوطنية تمثل استراتيجية لدى حركة فتح ولا يمكن التراجع عنها، ولا يجب أن تتأثر المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية بأي أمور أخرى، كونها مطلب وطني يريده الكل الفلسطيني".

وتابع في حديث لـ "النجاح الاخباري": لا يجب أن نربط موضوع استلام أموال المقاصة، بأي شيء آخر سوى أنه حق فلسطيني، ودليل واضح على ثبات القيادة والشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أن صفقة القرن لم تعد موجودة، ونحن كفلسطينيين حقوقنا وثوابتنا واضحة ولن نتراجع عنها، واستطعنا أن نقف أمام كل محاور الظلم والاجرام في دولة الاحتلال والادارة الامريكية".

وفيما يتعلق بقرار السلطة بعودة العلاقات مع دولة الاحتلال قال حمايل:" كان هناك جهود دولية فيما يتعلق باستلام أموال المقاصة، وتم استلامها وفقاً للاتفاقات الموقعة مع الاحتلال، وهي حق للشعب الفلسطيني، وكان الاحتلال يصر على تحويلها منقوصة وهذا ما رفضته القيادة الفلسطينية التي أكدت أنه لو بقي فلس واحد لديها فسيكون لأسر الاسرى والشهداء".

حماس: عودة العلاقات مع الاحتلال لطمة للفصائل

من جهتها، أدانت حركة حماس قرار السلطة الفلسطينية العودة إلى العلاقة مع الاحتلال، معتبرةً ان هذا الامر بمثابة ضربة بعرض الحائط بكل القيم والمبادئ الوطنية، ومخرجات الاجتماع التاريخي للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.

وفي هذا السياق أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. محمود الزهار في تصريحات صحفية، أنَّ عودة العلاقات بين السلطة والاحتلال "الإسرائيلي" يمثل "لطمة كبيرة على وجه الفصائل الفلسطينية، التي هرولتْ لتنسيق المواقف مع منظمة التحرير الفلسطينية، في ظل عدم مغادرة الأخيرة منطق التسوية".

المصالحة ستتأثر بعودة العلاقات مع "اسرائيل"

المحلل السياسي سامر عنبتاوي يرى بأن عودة العلاقات مع الاحتلال ستؤثر على المصالحة، خاصة وأن المصالحة بنيت على قرارات اجتماع المجلس المركزي، ثم قرارات الامناء العامين، الذين أشادوا بقطع العلاقات مع الاحتلال وشكلت هذه الصيغة صيغة توافق وطني وكانت من اسس الحوار الداخلي الفلسطيني لإنجاز برنامج وطني مبني على هذا الأساس.

وتابع في حديث لـ "النجاح الاخباري": العودة للاتفاقات مع الاحتلال ستؤثر على القضية الفلسطينية برمتها من جهة وستلقي بظلالها على ملف المصالحة من جهة أخرى، وهذا ما شهدناه أمس من قبل فصائل فلسطينية عارضت العودة للاتفاقات مع الاحتلال وعارضت التفرد بالقرار وربطتها بسياسة التحول من قبل القيادة بالعلاقة مع امريكا بعد نجاح بايدن بالانتخابات، لذلك فإن ملف المصالحة سيتأثر بشكل كبير وكذلك ملف الانتخابات الفلسطينية".

وأضاف عنبتاوي:" عندما اتخذ قرار وقف الاتفاقات مع الاحتلال كان قرار جماعيا فلسطينيا، أما قرار العودة للعلاقات مع الاحتلال كان قرار منفرد من السلطة الفلسطينية، ولم يتم التشاور به مع الاطراف كافة، ولذلك فملف المصالحة سيتأثر لان أساس المصالحة هو الشراكة الوطنية الكاملة بين كافة مكونات الشعب تحت برنامج وطني واضح".

يذكر أن رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ أعلن مساء امس الثلاثاء،  عودة العلاقات مع الاحتلال.

وقال الشيخ في تغريدة على تويتر "إنه على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس محمود عباس بشأن التزام اسرائيل بالاتفاقيات الموقعة معها واستنادا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية بما يؤكد التزام اسرائيل بذلك ، فإنه سوف يتم إعادة مسار العلاقة مع اسرائيل كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020".