نابلس - تمارا حبايبة - النجاح الإخباري - بين مؤيد ومعارض تنقسم آراء الناس، تجاه الوظيفة في مؤسسة أو العمل الحر، فمنهم من يفضل الأولى ويعتبرها وظيفة الأحلام، وآخرون يفضلون الثانية ولا يلقون بالاً للوظيفة وارتباطاتها.

يقول الكاتب الأمريكي كيفين هارت "راتبك هو تلك الرشوة التي تحصل عليها مقابل أن تنسى أحلامك"، ويتفق د. محمد بشارات أخصائي التنمية البشرية مع تلك المقولة والذي يرى في حديثه مع النجاح الاخباري إلى "أن العمل ضمن مؤسسة يعني تطور محدود، ويدعو الشباب إلى أن يكونوا منتجين لا أن يقفوا في أماكنهم، ويضيف "إذا أراد الشباب العمل ضمن مؤسسة فيفضل أن يكون العمل من ثلاث إلى خمس سنوات من أجل خوض التجربة واكتساب الخبرة"

وفي استطلاع أجراه "النجاح الإخباري" عبر منصة الفيسبوك، فقد تبين ميول الأغلب وخاصة المتزوجات إلى العمل ضمن المؤسسة بمعنى أن يكون لهن راتب ثابت دون الحاجة للتفكير شهرياً بالربح والخسارة الناجم عن العمل الخاص.

نور جاموس التي تفضل الوظيفة على العمل الخاص لخصوصية الحالة الاقتصادية في فلسطين أشارت  بقولها "الي عنده مشروع بكون على أعصابه إنه ما ينجح .. فخلينا ع الوظيفة أحسن"، فيما ترى المتقاعدة نرمين ناصر أن أجمل أيام حياتها ذهبت وهي بالعمل.

تصف السيدة نرمين تجربتها في أول يوم لها بعد التقاعد قائلة "أول يوم تقاعد ذهبت لمطعم صباحا َكان المطعم مليئا بالنساء فقلت في نفسي كنت أذهب واتعب نفسي، والمطاعم والمتنزهات مليئة بالناس فعلا جريمة بحقنا نحن الموظفات، لكن في ذات الوقت هناك معاش نهاية كل شهر بتنبسطي فيه بعد تعب شهر كامل، ولكن أكرر أن وقتنا الجميل يذهب وقت العمل  ولا تشعرين بمتعة تربيه أولادك الصغار"

ويرى آخرون بأن الموظف في المؤسسة يتمتع بمزايا إضافية تجعله يفضل العمل في المؤسسة على العمل الحر كالتأمين الصحي والإجازة مدفوعة الأجر وإجازة الأمومة وراتب ما بعد التقاعد أما في حالة العمل الحر فأنت مسؤول عن ذاتك وعائلتك وعليك أن ترتب تأمينك الصحي وتقاعدك وبالطبع أنت مسئول عن تدريب نفسك، وتطوير مهاراتك ففي أغلب المؤسسات هي من تتابع هذه الأمور.

وبالعودة إلى خبير التنمية البشرية محمد بشارات الذي يؤكد بأن على الشباب الاهتمام في اختياراتهم وأن تعمل الوظيفة على تلبية طموحاتهم وتطوير مهاراتهم ويشير إلى أن إنتاج  الأشخاص الذين يعملون في العمل الحر يعادل 8 أضعاف الأشخاص الذي يعملون في المؤسسات.

ويرى الكاتب خليل المساوي بأن الوظيفة تسرق العمر بلا فائدة فيقول "أقبح شيء في هذا الوجود هو أن تكون موظفا مقبوضا عليك من الثامنة حتى الثالثة، بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها، حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة.

البطالة في ازياد وعلى الشباب شق طريقهم بأيديهم

في تقرير صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تبين صعود معدل البطالة في فلسطين إلى 26.6 % خلال الربع الثاني 2020، مقارنة مع 25 % في الربع الأول، وسط تأثير سلبي لتفشي فيروس كورونا على الوظائف وأظهر وتراجع عدد القوى العاملة الذين هم على رأس عملهم، في سوق الضفة الغربية بنسبة 10%

وتعليقاً على هذه النسب يشير بشارات" إلى أن الوضع الاقتصادي تأثر في العالم أجمع، وفلسطين لها خصوصية في ظل التضييق "الإسرائيلي" على الشباب، وعلى الجميع العمل شق طريقهم الخاص بهم، ولا مانع من ازدواجية الوظائف في بادئ الأمر، وعدم التفريط بالوظيفة في ظل عدم أمان استمرارية المشاريع الخاصة"

أما مدير الأكاديمية الدولية لقيادة الأعمال جمال الزبيدي أشار في حديثه للنجاح الإخباري الى أن المحترفين عادة هم من يصنعون الفرص، بغض النظر عن نسب البطالة العالية ومن أهم هذه الفرص: برمجة العقل في احتراف العمل الحر، فما بين الوظيفة والعمل الحر شعرة الاستثمار الذكي في الشخصية، فلكل مسار نتيجة، إما أن تغوص في المغامرة لإنشاء مشروعك، وإما أن تسلك طريق الحياة التقليدية تعيش لتموت، وأكد الى أن الريادة في المشاريع تعني المغامرة المدروسة، لا مجرد اختيار بدون مقومات، فطبيعة الحياة تحتاج إلى صناع الفرص ليكونوا ذات تأثير قوي في هذا المجتمع.