نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - تسعى حكومة الاحتلال اليوم لتطبيق مخطط الضم والتوسع الاستيطاني قبيل استلام الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، من خلال المصادقه على العديد من المخططات الاستيطانية، لمنحها الشكل القانوني في محاولة منها لاستغلال الفترة المتبقية للرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد لترامب الذي أعطى إسرائيل الضوء الأخضر للكثير من القرارات المصيرية، والذي اتخذ بدوره العديد من القرارات من اجل انهاء القضية الفلسطينية.

مختصون بشؤون الاستيطان اكدوا ان فترة حكم ترامب كانت بمثابة فترة ذهبية للاحتلال، لتمرير العديد من المشاريع الاستيطانية، والتغول في سرقة الارض، وتقسيم الضفة.

فترة ذهبية لإسرائيل 

وحول التوسع الاستيطاني قال الخبير في شؤون الاستيطان وليد أبو محسن لـ"النجاح الإخباري": إنَّ "هناك ثورة في البناء الاستيطاني خلال فترة الانتخابات الأمريكية وبعد إعلان النتائج فهي فترة ذهبية بالنسبة لنتنياهو وحكومته إذ يحاولون إنجاز أكبر قدر ممكن من أجل الدعاية الانتخابية لحزب الليكود والأحزاب اليمينية المتصارعة داخل الحكومة الإسرائيلية".

وأكد أبو محسن أن وتيرة عمليات الهدم ازدادت مؤخرا خاصة بمنطقة القدس والأغوار والخليل، حيث تمَّ توسيع الاستيطان في منطقة الأغوار الشمالية وهدم حمصة بالكامل وتشريد أهاليها.

وأوضح أنه لم يسبق أن تكون الأرقام مهولة حيث تم إقرار 2200 وحدة استيطانية دفعة واحدة، و 550 وحدة خلال الأسبوع المنصرم، لافتا إلى أن المخططات الاسرائيلية تتضمن اعتماد 5000 وحدة استيطانية خلال فترة الانتخابات الأمريكية.

وقال أبو محسن: "إن نتنياهو وحكومته يعتبرون هذه الفترة فترة ذهبية يستغلونها في تطبيق قراراتهم التي وضعها ترامب في أدراجهم قبل وصول بايدن للبيت الأبيض، والذي ربما لا تكون حكومته فاعلة كسابقتها تجاه إسرائيل خاصة فيما يخص الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربية  والقدس الشرقية".

وأوضح أن ترامب وبايدن وجهان لعملة واحدة إلا أن الحزب الديمقراطي الذي يمثله بايدن هو الوجه الحسن لأمريكا حيث يتبنى حل الدولتين ما يترك مجالا لانفراجة في الأفق.

وشدد على الدور الفلسطيني في الوقوف بوجه الامتداد الاستيطاني بقوله: "المطلوب استراتيجية فلسطينية شاملة في مواجهة الاستيطان، نحتاج وقفة جادة من جميع مكونات الشعب حكومة ومنظمات فاعلة على الأرض وحقوق الإنسان وهيئة الجدار والاستيطان.

إسرائيل تسعى لتقسيم الضفة  لكانتونات

وفيما يخص خطة الربط بين المستوطنات أكد الخبير في شؤون الاستيطان، عبدالهادي حنتش أن اسرائيل، ستقضم المزيد من الأراضي وهو ما تسعى إسرائيل لتحقيقه في الفترة الراهنة.

وقال حنتش لـ"النجاح": "إن إسرائيل تسعى لتقسيم الضفة الغربية لعدة كانتونات منذ 1992 عبر قراراتها التي نفذتها على مراحل لافتا إلى أن إسرائيل في صدد شق شارع يربط بين مثلث "غوش عتصيون"، ومنطقة النبي يونس في حلحول بالخليل، ويبلغ طوله 7 كيلو متر، ضمن مخططاتها التي تم التوافق عليها من إدارة الرئيس الأمريكي المهزوم ترامب".

وأوضح أن الهدف من الشوارع، هو  تسهيل حركة قوات الاحتلال والمستوطنين، مما أدى إلى مصادرة الاراضي واقتلاع اشجار الزيتون مما يشكل عبء على الاقتصاد الفلسطيني.

ولفت إلى أن الشوارع الالتفافية، تخدم المستوطنين وقوات الاحتلال، ولا يسمح للفلسطينيين بالبناء إلا على بعد 150 مترا من الشارع، مما أدى إلى تدمير ومصادرة العديد من اراضي المواطنين في الضفة الغربية.

وشدد  حنتش على أن خطط الاستيطان متفق عليها من قبل اليسار واليمين الاسرائيلي، وليس هناك خلاف، بل الاختلاف يكمن في شكل التتنفيذ فقط وهم في سباق مع الزمن استغلالا للأيام الأخيرة لترامب في البيت الأبيض.

مخطط إنشاء  "وادي السيلكون" 

 وأوردت صحيفة جيروزاليم بوست  العبرية أن السلطات الإسرائيلية  أصدرت مؤخرا إخطارات رسمية لإخلاء العشرات من البيوت والمحال في منطقة وادي الجوز بالقدس الشرقية، مع تقدم الخطط لتسوية المنطقة بأكملها واستبدالها بمنطقة تجارية ضخمة جديدة ، يطلق عليها اسم" وادي السيليكون. 
وأشار المصدر إلى أن التعليمات  تأمر المستأجرين بالإخلاء بحلول 30 كانون الأول (ديسمبر) ، ثم ستشرع إسرائيل في عمليات الهدم. 
وأكدت الصحيفة أنه كجزء من الخطة ، "سيتم إخلاء حوالي 200 مبنى صناعي مملوك لفلسطينيين من المستأجرين وهدمهم".  ومن المتوقع أن يكلف مشروع وادي السيليكون 600 مليون دولار للبناء على مساحة 350 ألف متر مربع لإيواء شركات التكنولوجيا الفائقة والعقارات ومراكز التسوق والفنادق.

وبالخصوص قال الخبير بشؤون الاستيطان خليل التفكجي لـ "النجاح الإخباري" : "ان الاستيطان جزء من السياسة الاسرائيلية سواء من اليسار أو اليمين،  مجرد الحديث عن مليون مستوطن في الضفة الغربية، فإن الاحتلال يتكلم عن دولة واحدة  يلغي وجود الدولة الفلسطينية".

وأكد أن "إسرائيل" تسعى للمصادقه على الكثير من المخططات الهيكلية، قبل رحيل ترامب عن البيت الأبيض لمنحها صبغة قانونية بعد أن تمت الموافقة الأمريكية عليها".

و يسعى نتنياهو اليوم لاحتضان بايدن حيث كتب يوم الأحد على تويتر: "جو، لدينا علاقة شخصية طويلة ودافئة منذ ما يقرب من 40 عامًا، وأنا أعرفك كصديق عظيم لإسرائيل". وهنأ بايدن ونائبة الرئيس المنتخب كامالا د. هاريس دون أن يحدد ما يهنئهما عليه. "أتطلع إلى العمل معكما لتعزيز التحالف الخاص بين الولايات المتحدة وإسرائيل."

يشار إلى أن البيت الأبيض قاد خروجًا جذريًا عن الدور التقليدي للولايات المتحدة كوسيط نزيه بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عهد ترامب حيث تم نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس  وقطع التمويل عن منظمة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ، وتعديل وجهة نظر أمريكا بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي "تتعارض" مع القانون الدولي.