نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - توقف نبض شوارع الوطن اليوم الثلاثاء إذ خلت من الطلبة ولم ترصد خطواتهم لمدارسهم، حيث تسبب قرار اتحاد المعلمين الذي دعا المدرسين لاعتماد التعليم عن بعد، بإغلاق معظم المدارس أبوابها التي فتحت توًّا، بوجه الطلبة احتجاجا على عدم صرف رواتب كاملة للمعلمين منذ عدة أشهر.

وكان اتحاد المعلمين الفلسطينيين قد دعا في بيان، إلى عدم التوجه للمدارس، والانتقال للتعليم عن بعد (إلكترونيا)، بدءًا من الثلاثاء وحتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ احتجاجا على عدم صرف كامل رواتب المعلمين بانتظام، بعد تزايد شكاوى المعلمين من تردي وضعهم المادي.

القرار أثار موجة من الآراء المتناقضة والانقسام ما بين مؤيد ومعارض على جميع الأصعدة من معلمين ومسؤولين وأهالي وحتى الطلبة أنفسهم، حيث استجابت معظم المدارس لدعوة الإضراب في حين رفض معلمون القرار ورأوا أن التعليم عن بعد ليس خيارا صائبا.

وعاجلت الحكومة بالرد على قرار الاتحاد مطالبة المعلمين بالالتزام بالدوام وعدم إثارة الجدل وتفهم الأزمة المالية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، في حين طالب المعلمون الوزارة بالالتزام بقرارها بالتعليم المدمج والذي يشكل التعليم عن بعد 50% منه وفق الخطة التي رسمتها الوزارة منذ بداية العودة للدوام من بعد حجر صحي فرضته جائحة كورونا دام 6 شهور.

ولضبط الأمور أعلنت الحكومة الفلسطينية، في بيان أمس الإثنين عن صرف رواتب الموظفين الأحد المقبل بنسبة 50% مع إمكانية تعديل نسبة الحد الأدنى إذا سمحت الظروف النقدية وهي السياسة التي تمارسها منذ 4 أشهر حيث يتلقى 136 ألف معلم ومعلمة 50% من رواتبهم ما تسبب بأزمة اقتصادية لهم.

وأكد رئيس اتحاد المعلمين في نابلس ياسر مصطفى، أن هناك نسبة كبيرة من الالتزام بالقرار من قبل اتحاد المعلمين، مشيراً إلى أنَّ المعلمين سيذهبون لخيار التعليم عن بعد حسب بيان الاتحاد.

وأضاف في حديث لـ "فضائية النجاح": هذه الخطوة لم تأتِ جزافا بل جاءت بعد عدة فعاليات سابقة منذ بداية شهر أغسطس، وبعد أن وضعت الوزارة خطة للتعليم المدمج قالت فيها إنها جاهزة للتعليم عن بعد، فهذا الخيار جزء من خطتها" مشيرًا إلى خطة الوزارة بتجهيز فضائية "فلسطين التعليمية" لهذا الغرض وللصفوف كافة، إضافة للمنصة الإلكترونية ومايكروسوفت وتخصيص إيميل لكل طالب".

ونوَّه مصطفى إلى أنَّ الإغلاق تمَّ تأجيله للثلاثاء حتى يتسنى للمعلمين إيجاد آلية للتواصل مع الطلبة وأهاليهم وتزويدهم بها لوضع المهمات التعليمية المختلفة.

وأضاف الاتحاد في بيان عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك": نتعهد في تعميم لمنتسبينا بأننا سنوقف أي مسائلة من أي جهة كانت لأي معلم في حال الالتزام في بياننا وأي موقف جديد سنصدره".

على الصعيد الآخر أكدت وزارة التربية والتعليم في بيانها قبل أيام استمرار العمل وفق خطتها دون أي تغيير، وضرورة إبقاء أبواب المدارس مشرعة، وجذوة التعليم متقدة في كل مدرسة وكل بيت، داعية المعلمين والمعلمات للاستمرار في تحمل أعباء تأدية رسالتهم السامية، في ظل التحديات الجسام التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

"النجاح الاخباري" تواصل مع الناطق باسم التربية صادق الخضور، وعند سؤاله عن كيفية استمرار العملية التعليمية في حال لم يتوجه المدرسون للمدارس قال:" الوزارة تكتفي بالبيان الذي صدر عنها قبل ايام".

في السياق قال مدير التربية في محافظة نابلس أحمد صوالحة: لـ "النجاح" "من يريد الأوطان لابد من دفع الأثمان"، في إشارة منه لوقوف المعلمين إلى جانب الحكومة في عدم الرضوخ للاحتلال والصبر على انقطاع الرواتب، موجها لهم التحية لعطائهم وتفانيهم، وداعيا إياهم لضرورة الالتزام بالعملية التعليمية.

كما دعا صوالحة اتحاد المعلمين للعدول عن قراره لأنَّه طرح بطريقة تحمل في طياتها الكثير من الغموض، مضيفا أن على الاتحاد أن يحمل هم الطالب أيضا كما يحمل هم المعلم.

وفي ظل هذا التضارب بقرارات التربية واتحاد المعلمين، قالت د. سائدة عفونة مدير مركز التعلم الإلكتروني في جامعة النجاح الوطنية، إن حالة من الفوضى تسود العملية التعليمية وسط بيانات وقرارات التربية والتعليم واتحاد المعلمين، مشيرةً الة ان هذا كله سيؤثر سلبا على العملية التعليمية وعلى الطلبة.

وتساءلت عفونة عن دور وزارة التربية والتعليم والمسؤولين وغيابهم عن هذا القطاع الهام، معتبرة أن تعليم الأطفال أصبح في خطر، وأضافت: " لماذا لا يملكون الجرأة لإصدار قرار واضح وصريح يوجه المعلمين واهاليهم ؟". " التربية تأخذ دور المتفرج دون قرار حاسم".

وأكدت عفونة أن البنية التحتية للتعليم الإلكتروني في المنازل ضعيفة بسبب عدم توفر الإمكانات، كما وانه لا يوجد خبرة في هذا المجال لدى جميع المعلمين، والبعض ليس لديهم خبرات سابقة بذلك.

من جهة أخرى طالبت د. سائدة عفونة مديرة مركز التعلم الإلكتروني في جامعة النجاح الوطنية، الحكومة أن تخرج عن صمتها إزاء ما يحدث في العملية التعليمية، كما طالبت المجتمع أن يأخذ دوره لإنقاذ العملية التعليمية واستمرارها بالضغط على الحكومة.

حيث قالت عفونة إنه لم يتبق لنا سوى التعليم فلنحافظ عليه، مضيفة "كنا بالسابق نطالب بتحسين التعليم وهو منتظم، أصبحنا نطالب باستمراره الآن، ووزارة التربية والتعليم لم تبد أي موقف حاسم في بياناتها".

أما الأطراف الأساسية الأخرى من معلمين وأهالي فكان لهم وجهات نظر متباينة زادت الموقف صعوبة، وقد رصد النجاح الإخباري بعضها من مواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبح الحديث عن الإغلاق وتبعياته هو الموضوع الأول والأوسع انتشارًا، وبناءً على أسئلة تم توجيهها حول الموضع جاءت الآراء على النحو التالي:

ماذا سيحصل بعد نزول نصف راتب؟

ما رأيكم كمعلمين ومعلمات بالإغلاق هل أنتم مع أم ضد؟

أما عن الالتزام بالإضراب فكانت الإجابة عن سؤال موقفكم من الإضراب اليوم هل أنتم ملتزمون أم لا: