نابلس - النجاح الإخباري -  تعد قضية الأسرى من أبرز القضايا الفلسطينية على سلم أولويات القيادة الفلسطينية، حيث يعاني الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ظروفاً قاسية وانتهاكات عديدة كسياسة الإهمال الطبي المتعمد التي أدت إلى تدهور حياتهم، وسياسة العزل الانفرادي، وتصاعد سياسة التعذيب للأسرى داخل زنازين التحقيق، وما زاد صعوبة الوضع عليهم موجة الحر القوية التي حولت السجون إلى أفران حارقة.

هيئة شؤون الأسرى أكدت أن 700 حالة مرضية داخل السجون، من بينها 300 حالة تحتاج إلى رعاية، وإشراف طبي بشكل مباشر.

معاناة الأسرى تتفاقم في السجون

وأكد الناطق باسم هيئة شؤون الاسرى والمحررين، حسن عبد ربه، ان معاناة الأسرى والأسيرات تتفاقم في سجون الاحتلال مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير جداً، الأمر الذي خلق مضاعفات للأسرى المرضى داخل السجون، الذين يعانون من أمراض في القلب والرئتين، وضيق التنفس، والربو.

وأوضح عبد ربه لـ "النجاح الإخباري، "أن إدارة السجون تمنع توفير أية وسائل تهوية تكييف، وتبريد للأسرى مما يفاقم معاناتهم، مثل السجن النقب الصحراوي، ونفحة، وعسقلان وغيرها من السجون، التي هي بالأساس سجون مغلقة، بأبواب ونوافذ حديدية، وكذلك تعاني من حالة الاكتظاظ والازدحام في سجون الأسرى".

وتابع: المعاناة تزداد مع مخاطر انتشار وباء فيروس كورونا، وخاصة اجريت مئات الفحوصات للمعتقلين، والتي تتركز في سجن عوفر، قبل أيام قليلة من استشهاد داوود الخطيب.

وأضاف عبد ربه: أن 700 حالة مرضية داخل السجون، من بينها 300 حالة تحتاج إلى رعاية، وإشراف طبي بشكل مباشر، من بين هؤلاء نحو عشرة أسرى مصابين بأورام سرطانية مختلفة، وأسرى آخرين مصابين بشلل وإعاقة، أو مصابين بالرئتين أو القلب والكلى والكبد.

وبين عبد ربه إلى أن عدد الأسرى الحاليين في سجون الاحتلال يبلغ 4700 معتقل تقريبا، وهو رقم متغير متحرك مرهون بحجم الاعتقالات التي تتم يوميا في المحافظات الفلسطينية.

ضغوط دولية لدعم الأسرى

وقال الباحث الحقوقي الفلسطيني مصطفى ابراهيم، يعاني الأسرى من انعدام البيئة الصحية، وداخل غرف المعتقلين المكتظة بهم، وإلى جانب الانتهاكات بحق الاسرى منذ بداية كورونا.

وأوضح إبراهيم خلال حديثه لـ "النجاح الإخباري"، أن غياب المنظفات، والمعقمات، وعدم اتخاذ الاجراءات وقائية ساهمت في وصول الفيروس إلى الاسرى، وازادت التخوفات من احتمالية اصابة الأسرى المرضى خاصة الذين يعانون من السرطان، وأمراض مزمنة، بسبب ضعف جهازهم المناعي، وغياب الاجراءات الطبية.

وأضاف: بالرغم من الضغوط التي مارست من قبل مؤسسات المجتمع الدولي، ومن السلطة الفلسطينية، وأكثر من جهة إلا ان سياسة الاهمال والتقصير الإسرائيلية المتعمدة ما زالت بحق الأسرى الفلسطينيين، وجعلت من الأسرى هدف لجائحة كورونا، واستشهد عدد من الأسرى جراء الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج المناسب لهم.

وطالب عبد ربه إلى الضغط المستمر على الاحتلال من المجتمع الدولي، والقيادة السياسية بضرورة فضح انتهاكات الاسرائيلية من أجل تحسين شروط الأسرى الصحية في ظل انتشاء جائحة فيروس كورونا، مناشدا جميع الجهات المهنية محليا وإقليميا من أجل تقديم العلاج المناسب للمرضى وحمايتهم من كورونا والأخطار.

وأضاف: أن قضية الأسرى هي جزء من قضية الفلسطينيين، لكن في ظل الظروف الصعبة، والانقسام الفلسطيني، وغياب موازيين القوى، للضغط على المجتمع الدولي، وعلى الأمم المتحدة، مؤكدا أن "الفلسطينيين لا يثقون بإدارة السجون الاسرائيلية لأنها تقدم مصدر للأخبار والمعلومات الخاطئة عن أوضاعهم الصحية".

محاولة تطويق الاسرى من كورونا

بدوره، اكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن إدارة سجون الاحتلال في العامين الأخيرين لديها غطاء سياسي لأن تعتمد اسلوب الردع، لكن تقديري بأن ما حدث في سجن عوفر استوقف الحركة الاسيرة بأن يكون هناك تقيم شامل لما يحدث فيها من قمع وحشي.

وأشار إلى أن الاصابات ليست خطرة، موضحا أن البعض أصيب من خلال عمليات الضرب التي قامت بها قوات القمع، والبعض الآخر اصيب بحروق طفيفة وسطحية.

ولفت إلى أن سجن عوفر اكتشفت فيه اصابات بفيروس كورونا، ونحن في نادي الاسير متابعين لها، ونسعى لتطويق انتشار الفيروس.

وشدد على أن الفلسطينيين يواجهون احتلال عنصري فاشي ولا يعير انتباها للمناشدات، مشيرا إلى أن اسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون.

وبين أن المصابين بفيروس كورونا في سجون الاحتلال من فئة الشباب، وأوضح أنه لم يتم التبليغ من الاسرى عن تدهور على الحالات، موضحا أنهم يقومون حاليا بتهيئة قسم "18" ليكون جاهزا لعزل المصابين بفيروس كورونا.

يذكر أنه ومنذ انتشار الوباء سُجلت حتى اليوم (17) إصابة بفيروس "كورونا" بين صفوف الأسرى، بينهم أسيران محرران اكتشفت إصابتهما عقب الإفراج عنهما بيوم.

ما زالت قضية الأسرى تعصف قلوب الفلسطينيين وذويهم، نتيجة الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجون، وتقليص الزيارات، وتمزيق تصاريحهم على الحواجز، واستخدام سياسة منع الزيارات لإجراء عقابي ضد الأسرى.