نابلس - النجاح الإخباري - عزز الإحتلال الاسرائيلي من قواته على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، بعد تعهد حزب الله بالانتقام لأحد قادته الذي قتل في غارة للإحتلال قرب مطار دمشق الدولي الاثنين الماضي، ولم يكتفي بهذا الحد، بل سارع اليوم لنشر القبة الحديدية أيضا، ومنع رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، إلى التعميم على الوزراء الأعضاء في المجلس المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، بعدم التعليق على "الأحداث في الشمال"، في إشارة إلى التوترات العسكرية في ظل التوقعات الإسرائيلية بأن حزب الله سينفذ هجوما عسكريا ضد هدف للاحتلال.

وقلل الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي، د. هاني العقاد من حدة التوتر التي تشهده الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وتأهب قوات الاحتلال واستعدادها لرد عسكري من حزب الله اللبناني، بعد أن اغتالت اثنين من قادة الحزب في دمشق الاثنين الماضي.

ووصف في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" ما يحدث بـ"التهييج" الإعلامي التي تسعى دولة الاحتلال لتسويقه إلى العالم، بأنها مهددة من قبل حزب الله وإيران، مشيرا إلى أن "اسرائيل" تسعى لأن تدفع هذه الجهات ثمن وجودها في سورية ولبنان، إضافة إلى التذرع باستمرار الاحتلال في ضرب لبنان وسورية.

وشدد على أن أي رد لحزب الله إن لم يكن بمثل اعتداء الاحتلال بقصف دمشق أي ضرب مدينة في دولة الاحتلال، لن يكون رادعا.

ونبه إلى أن الاعلام الاسرائيلي ينقل عن الاحتلال أن هناك تحركات لعناصر حزب الله في الجنوب اللبناني، ويحذرون من عمليات الاصطياد، موضحا أن هذه التحذيرات تأتي في اطار ترهيب المستوطنين والالتزام الكامل بتعلميات مؤسسة قوات الاحتلال العسكرية.

وعلى تويتر، كتب المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "نظرا لتقييم الوضع تقرر إرسال تعزيزات بقوات مشاة إلى القيادة الشمالية العسكرية".

وذكرت تقارير بأن الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب في القيادة الشمالية على طول الحدود مع لبنان، وعزز قواته العسكرية بإرسال كتيبة مشاة تابعة "للواء النخبة جولاني"، وجاء ذلك بعد تقييمات أمنية أجراها الاحتلال الليلة الماضية تحسبا لرد حزب الله على مقتل أحد عناصره البارزين في هجوم قوات الاحتلال على العاصمة السورية، دمشق.

واستبعد العقاد أن يكون هناك رد من حزب الله في الوقت الحالي نظرا للوضع الشائك في سوريا وأيضا الأزمة الاقتصادية التي تهدد لبنان، لكنه توقع أن يكون الرد من خلال اصطياد مركبة للاحتلال في قابل الأيام.

ونبه إلى أن حزب الله يلعب على عامل الوقت ويريد اشغال الاحتلال في الوقت الراهن ووضعه في حالة تأهب وترقب، لحين الوصول إلى هدفه.

ذكرت القناة الـ 13 العبرية اليوم الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي قام بنشر القبة الحديدية على الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك في إطار تزايد الخشية من إقدام حزب الله على مهاجمة أهداف الاحتلال، وأوضحت أن مكتب رئيس حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو ، أوعز لوزراء الكابينت، بعدم الإدلاء بتصريحات تتعلق بالأحداث الحاصلة في الشمال، وجاءت توجيهات نتنياهو بعد ساعات من تصريح وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس ، قال فيه إن لبنان وسوريا سيتحملان المسؤولية عن أي عمل ضد دولة الاحتلال ينطلق من أراضيهما.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حزب الله في لبنان، حسام عرار، أن حزب الله لا يستعجل الرد بقدر ما يستعجل العثور على "طريدته"، مشيرا إلى أن الحزب يبحث عن رد موجع وقاسي بالنسبة للاحتلال وأهم ما يوجعهم أن يروا المركبات العسكرية تتحول بمن فيها إلى اشلاء.

وأوضح في تحليل لـ"النجاح الإخباري"، أن حزب الله أقسم بالانتقام لقادته الميدانيين الذين اغتالهم طائرات الغدر في العاصمة السورية دمشق، والاحتلال بات متيقننا من ذلك بدفعه المزيد من التعزيزات العسكرية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.

واتفق مع العقاد في أن حزب الله يريد في الوقت الحالي اشغال الاحتلال، ووضع الاحتلال والمستوطنين في شمال فلسطيني المحتلة تحت الضغط لفترة من الزمن، إلى ان يقوم بتجهيز هدفه وتنفيذ ما وعد به من رد انتقام للشهيدين في دمشق.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، عن تعزيز قواته على الحدود الشمالية، في إشارة إلى "تصعيد محتمل" في سوريا أو لبنان، وقال: "نظرًا لتقييم الوضع الذي يجرى في القوات، تقرر إرسال تعزيز معيّن بقوات مشاة الى القيادة الشمالية العسكرية"، ولكن صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية قالت إن القرار جاء بعد إعلان منظمة حزب الله اللبنانية مقتل أحد أعضائها في هجوم جوي للاحتلال، في العاصمة السورية، دمشق، مساء الإثنين.

ونبه "عرار" إلى أن الأيام القادمة سوف تكشف أن رد حزب الله هذه المرة سيكون مختلفا بل موجعا نظرا لتمادي الاحتلال في قصف معاقل الحزب أو الجيش السوري في سوريا.

وأكد على أن االحتلال يعي هذه المرة حجم الرد من حزب الله، لذلك أخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وقام بتعزيز قواته بلواء مشاة ومركبات عسكرية ونصب للقبة الحديدية على غير العادة في المرات السابقة.

وأجرى وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، جولة تفقدية لقيادة الجبهة الشمالية، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان-11") أن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل تعزيز قواته في مختلف القطاعات في الشمال، ودفع إلى المنطقة بالعديد من القدرات، بينما يستعد لاحتمال التصعيد"، في حين لفتت تقارير إلى نشر منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في المنطقة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشارت القناة الرسمية ("كان-11") إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يتعامل بجدية كبيرة مع تهديدات حزب الله، ويستعد لسيناريوهات مختلفة، أسوأ ما قد تصل إليه هو الحرب"، فيما أغلق الاحتلال الإسرائيلي المنطقة أمام حركة المركبات المدنية، وأقام الحواجز لمنع الدوريات العسكرية من الاقتراب للمناطق الحدودية.

في المقابل، أشارت تقارير لبنانية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ألقى قذائف دخانية قرب الساتر الغربي لموقع رويسات العلم العسكري في مرتفعات كفر شوبا المحتلة المقابلة للبلدة، ولفتت إلى تحليق متواصل لطائرة استطلاع "إسرائيلية" في أجواء كفر شوبا وشبعا.