نابلس - النجاح الإخباري - سجلت فلسطين عددا كبيراً من الاصابات بفيروس كورونا خلال الاسبوعيين الماضيين، ولا تزال هذه الموجة من تسجيل اعداد مرتفعة من الاصابات مستمرة، حيث تم تسجيل ما يقارب 700 اصابة خلال 24 ساعة في محافظات الضفة كافة، وتركزت الاصابات في الخليل، بينما ارتفع عدد الوفيات بالفيروس الى 20 حالة.

وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أكدت خلال لقاء يوم امس،  أن المؤشر الوبائي مقلق في فلسطين وفق معيار الوقت المضاعف ومعيار ‏(R-not) أي عدد الأشخاص الذين يتم نقل العدوى لهم من مصاب واحد وفق هذين المعيارين أصبحت الخليل أعلى من نيويورك في شجرة انتشار الوباء فكل شخص في الخليل يقوم بنقل العدوى الى 3 أشخاص وهم بدورهم ينقلون العدوى الى 9 أشخاص وهكذا وهذا ما يفسر الارتفاع في أعداد المصابين بسبب المخالطات الواسعة.

المصاب  قد ينقل العدوى لتسعة اخرين

 المختص في علم المناعة والفيروسات بجامعة النجاح الوطنية د. وليد الباشا، أكد ان الاغلاق ليس الحل لمنع تفشي كورونا،  مشيراً الى انه من الممكنان يساعد، بمنع التفشي لكن الحل الافضل والمنطقي هو التعايش والالتزام باجراءات السلامة والوقاية، حتى ظهور اللقاح.

وشدد الباشا خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري"،  على ضرورة الإلتزام بارتداء الكمامة مع وضعها بشكل صحيح، لتغطية الأنف، فالفيروس ينتقل عن طريق التنفس، فمهما بلغ سعر الكمامة فهي توفر المطلوب للحماية من الفيروس".

وتابع:"  ما يؤكد على اهمية الالتزام ان الصحفيين الذين اجروا مقابلات مع مصابين وهم ملتزمين بالكمامة، وسبل الوقاية لم ينتقل لهم المرض".

واضاف الباشا: نحن لم ندخل الموجة الثانية، ولسنا بالذروة، مضيفا:" الشخص المصاب بكورونا ينقل العدوى الى تسعة اشخاص فهي سلسلة متتالية، وهو سبب رئيسي لهذا العدد المرتفع من الاصابات".

واكد الباشا  على ان الوضع الوبائي في الخليل سيء جدا، فقد وصل لمرحلة الانتقال عبر موجات عائلية،  مضيفاً:" نحن نختلف كفلسطينيين وشرقيين عن العالم الثاني، لاننا اجتماعيين، فسلوكياتنا، وعاداتنا وتقاليدنا جعلت الفيروس ينتقل بشكل سريع.

صعوبة بتتبع الخارطة الوبائية

 الاخصائي في علم الاوبئة د. حمزة الزبدي،  اكد ان مصادر العدوى متعددة داخل المجتمع، والوباء موجود في كل بيت وشارع ، مضيفا :"الطواقم الطبية والصحية تواجه صعوبة في تتبع المصابين ودوائر المخالطين، في ظل الامكانيات المتاحة".

وأضاف خلال حديثه لـ"النجاح": اسباب الانتشار للفيروس عديدة، فالعامل الاجتماعي، والثقافي السائد في المجتمع، وعملية الانكار، ونظرية المؤامرة لدى الافراد وايمانهم بها، كما ان عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، والحجر المنزلي ادى الى اتساع رقعة انتشار الوباء".

وتابع الزبدي:" ضعف الامكانيات المادية والبشرية خاصة في الفترة الاخيرة، والضغط الحاصل على الطواقم الطبية، والمختبرات،  ادى الى تأخر ظهور نتائج الفحوصات الى يومين او اكثر".

واكد  ان الخليل تشكل ربع تعداد سكان الضفة الغربية، ما يعادل(760)الف مواطن، كما ان الامكانيات من اجهزة تنفس اصطناعي محدودة، وما يزيد الامور صعوبة ان كبار السن ومن يعانون من امراض مزمنة يشكلون ما نسبته(20%) من المصابين بكورونا والاجهزة لن تكفي لكل الحالات اذا ما احتاجت للتنفس الاصطناعي.

ضرورة وضع برتوكولات للتعامل مع مصابي كورونا

الدكتور عبد الرؤوف البياع رئيس قسم العناية المركزة بالمستشفى الاهلي بالخليل، اكد على ضرورة تشكيل لجان طبية متخصصة لوضع بروتوكلات للتعامل مصابي كورونا.

وتابع البياع في حديث لـ"فضائية النجاح":  افضل الطرق لايقاف انتشار الفايروس في محافظات الضفة و خاصة الخليل هي الالتزام التام بالبيوت و التباعد الاجتماعي و عدم حضور المناسبات التي تشهد حضور اعداد كبيرة كالاجتماعات و الافراح و بيوت العزاء و الالتزام بشكل كامل بتعليمات وزارة الصحة".

واضاف:" حتى الان نسبة المرضى الذين وصلوا العناية المركزة ضئيله مقارنه بالمرضى المصابين و لا يجب اغلاق المستشفيات او تخصيصصها كافة لكورونا، فنحن لدينا مرضى اخرين ولا يجب ان نتجاهل هذا الامر".

الخارطة الوبائية بالخليل سيئة جداً

  الدكتور خليل البابا أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة، أكد أن الخارطة الوبائية حسب ما تم مناقشتها مع طواقم الطب الوقائي سيئة جدًا في محافظة الخليل وهي نتاج طبيعي بسبب الاختلاط الشديد وبسبب عدم العمل باجراءات وقرارات وزارة الصحة من ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.

وأضاف البابا في حديث لـ"فضائية النجاح"، بالنسبة لنقابة الأطباء في فلسطين كانت في حالة انعقاد دائم منذ اليوم الأول كما وتم التواصل مع الخبرات الفلسطينية في الداخل والخارج وتحديدا من لديهم خبرة في مجال الوبائيات والجهاز التنفسي ورفع توصيات لوزارة الصحة ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي".

وتابع البابا:"  أكثر ما يعانيه القطاع الصحي والمستشفيات هو نقص الطواقم المجهزة والمدربة على التعامل مع هذه الحالات ولا يوجد أيضا عدد كافي للتعامل مع غرف العناية المكثفة، حيث أن العدد الموجود الآن لا يكفي لمواجهة الأرقام التي يتم توقعها عبر الخارطة الوبائية لذلك من الواجب تدريب طواقم طبية للاستعداد لهذه الموجة".

وأكد أن هناك بعض المستشفيات سواء الحكومية والأهلية أو الخاصة غير جاهزة لمواجهة جائحة كورونا، وبذلك  لا يتم استقبال مرضى كورونا واجراء عمليات جراحية لهم، مضيفاً:"  لذلك نحن بحاجة إلى خطة وطنية طبية شاملة للحصول على كوادر طبية مجهزة بالكامل للتعامل مع الجائحة".

وتابع البابا:"  محافظة الخليل تمتلك أكبر ثلاث مستشفيات في الضفة الغربية ولكن قمنا برفع توصيات لوزارة الصحة بأن يكون مستشفى الخليل الحكومي "عالية" هو المستشفى الخاص بمرضى فيروس كورونا سواء الحالات الحرجة أو المصابين لعدة أسباب واهمها توافر جميع الأقسام في هذا المستشفى وووجود المختبرات الطبية اللازمة".

وأضاف:"  الطواقم الطبية والمرافق الصحية في فلسطين مقارنة مع عدد السكان  عددها قليل جدًا لذلك أي اغلاق لأي مشفى بسبب اصابة أحد الكوادر أو اكتشاف أحد الحالات المصابة داخل المشفى سيسبب زيادة في العجز وسيكون بمثابة دمار للمنظومة الصحية.

يذكر ان فلسطين سجلت حتى اللحظة 4458 اصابة بفيروس كورونا العدد الاكبر منها تم تسجيله بالخليل وهو حتى اللحظة (2931) اصابة.

الجدير ذكره ان الرئيس محمود عباس اصدر اليوم  الاحد مرسوما بتمديد حالة الطوارئ لثلاثين يوما، تبدأ من اليوم، لمواجهة استمرار تفشي فيروس كورونا.

وجاء في المرسوم: "تستمر جهات الاختصاص باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة المخاطر الناتجة عن فيروس "كورونا"، وحماية الصحة العامة وتحقيق الامن والاستقرار".