نابلس - النجاح الإخباري - كورونا الفيروس الذي أجبر الملايين على البقاء في منازلهم، وقلب حياتنا رأساً على عقب، فخلف الأبواب المغلقة تحاول آلاف الشركات اكتشاف سبل الاستمرار في العمل.

فإذا كنت  عزيزي القارئ تعمل في مجال الاعلام، أكاد اجزم ان مستوى الضغط في عملك اصبح الضعف، نظراً لحاجة المواطن المتواجد في الحجر المنزلي للمعلومات الدقيقة والمستمرة، لتكون السلطة الرابعة بمثابة "المرهم"، الذي سيخفف توتر وقلق المواطن،  واقصد هنا الاعلام المسؤول الذي يعمل على ايصال المعلومة بكل دقة وشفافية.

أنقل لكم من خلال هذا التقرير تجربتنا في مركز الاعلام، فأول اصابة بفيروس كورونا في فلسطين، شكلت تغيراً جذريا في الية عملنا، حيث وجد الزملاء في قسمي الهندسة الاذاعية والتلفزيونية انفسهم، يعملون عن بعد، ولم يختلف الأمر بالنسبة لأقسام الاخبار والسوشال ميديا.

التجربة لم تكن بالسهلة ولكنها جعلتنا ندرك ان الانتماء للعمل هو اساس النجاح، وهو ما يجعلنا نتغلب غلى كل الازمات، فمع اعلان حالة الطوارئ وحفاظاً على سلامتنا، عملت ادارة المركز على تطبيق الية العمل بأقل عدد ممكن من الموظفين، ليجد جزء منا نفسه يعمل عن بعد، والبعض الاخر وهو ليس بالعدد الكبير كان ضمن الحجر ليكون على عاتقه ابقاء العمل مستمراً على مدار الساعة، وبهذا اصبحنا نشكل فريقين، أحدنا يعمل عن بعد والاخر في المركز، بما لا يتجاوز الـ20 موظفاً من الكادر الكلي.

الزميلة هيا المصري نائب مدير البرامج في فضائية النجاح، وصفت العمل من خلال الاون لاين "بالسهل الممتنع"، مؤكدةً انها التجربة التي لطالما ظنت انها صعبة وغير فعالة، ولم تتخيل يوماً ان تعمل عن بعد، كون عملها مرتبط بالتواصل مع الزملاء كافة، وحرصها على التأكد من المعلومة من الشخص بطريقة التواصل المباشرة.

وتضيف:" أعلنت حالة الطوارئ في البلاد،  لأرى نفسي مضطرة للعمل من المنزل خوفا على صغيرتي البالغة من العمر 8 أشهر فقط وهاجس الخوف يتربص بي،  وتماشيا مع الأوضاع ورؤيتي لمجموعة من الزملاء وزميلات مثلي هوّن علي الأمر لأحضر جهازي الحاسوب المتنقل واختر افضل موقع بالمنزل لأستقر به".

وتتابع:" كخطوة أولى تأكدت من وجود أرقام جميع الزملاء بحوزتي وهممت لأضيف أي زميل وزميلة لم أسبق أن تواصلت معهم عبر حسابي على فيسبوك وما هون الأمر علي فعلا تواصل مديري المباشر معي واطلاعي على آلية العمل".

 وأكدت انه وبعد مرور بضعة أيام ورؤيتها لتقاريرها التلفزيونية على شاشة الفضائية تبث بجودة الانتاج المطلوبة و الضيوف الذين نسقت معهم،  عن بعد يظهرون عبر الفضائية ويتحدثون بموضوعات هامة شعرت حقا بفاعلية الأمر لتبرهن لها التجربة أن فريق مركز الاعلام يعمل بروح الجماعة والتكامل والمسؤولية الاجتماعية.

الزميلة علا عامر والتي تعمل في الموقع الاخباري، اكدت ان تجربة العمل عن بعد أضافت لها الكثير، من حيث تطوير قدرتها على التواصل مع الزملاء، وانجاز العمل بنفس المستوى المطلوب، والحرص على الكم والنوع فيما يتعلق بعملها من تحديث زواية الموقع، والترجمة من المواقع المختلفة للاخبار السياسية والاخبار المنوعة والصحية وغيرها.

أما الزميلة لميس ابو صالح، والتي تعمل ضمن كادر موقع النجاح الاخباري، فتقول:"  لأول مرة أخوض تجربة عمل "الاون لاين، وحفاظا على السلامة التزمت بالعمل من المنزل،  وتركز عملي على تحديث الموقع الاخباري، والتصريحات الخاصة، احببت التجربة كونها اضافت لي الكثير، بالرغم من انني اشتقت للزملاء، ولاجواء العمل المكتبي".

وتضيف:" العمل عن بعد جعلني اواجه صعوبة في بعض الاحيان، عندما كنت ارغب بالاستفسار عن بعض المهام، ولكن بالرغم من ذلك تمكنت من التأقلم وانجاز ما يطلب من مهام".

والان انتقل الى الزميلة رباب  صالح والتي تعمل في قسم الهندسة، لتنتقل بسبب هذه الظروف الى العمل بالموقع الاخباري.

وتقول رباب:" بعض المعيقات التي واجتها نقص الخبرة، فأنا لم اتخيل يوماً ان انتقل من العمل في قسم الهندسة، الى تحرير الاخبار، ولكن تمكنت من استغلال دورة التحرير التي تم تقديمها لنا في المركز لمواكبة العمل ولأكون على قدر المسؤولية في ظل هذه الازمة".

الزميل مصعب كذلك الحال فهو يعمل ايضا في قسم الهندسة، ليجد نفسه يعمل في قسم الاخبار، حيث اكد انه تمكن من التأقلم مع العمل عن بعد، مشيراً الى ان هذه التجربة اضافت له الخبرة في مجال العمل مع طاقم الموقع الاخباري،وهي ما لم يكن يتوقع يوماً ان يكتسبها".

اما عن تجربة الزميل خلف خلف مدير الاعداد في فضائية النجاح، يقول:" فرض علينا وباء كوفيد 19 معادلات كثيرة منها العمل من المنزل، وإن كان هذا الأمر يحمل من الإيجابيات ويمنحنا المزيد من المرونة اثناء اداء المهام، إلا أننا نواجه تحديات عدة، ابرزها عدم توفر الامكانيات اللوجستية المتاحة في مركز الإعلام، كما أن التواصل الإلكتروني يحمل في طياته صعوبات".

ويتابع:"  احيانا تريد إيصال معلومة لزميل وهو ما يستهلك وقتا اطول من الاتصال الوجاهي، او يحدث خلالا خلال نقل المعلومة، لذلك نعزز دائما التواصل عبر الصوت والفيديو، ونكتسب كل يوم خبرات جديدة، تساعدنا على أداء مهام العمل بشكل أفضل، حيث تمكنا من خلال هذه الوسائل من ردم فجوة التواصل عن بعد".

الزميلة ميساء ابو العوف والتي تعمل في قسم الهندسة الاذاعية أكدت ان تجربة العمل عن بعد كانت رائعة، تمكنت من خلالها استرجاع مهاراتها في التحرير الصحفي، واشارت الى ان عملها بالموقع الاخباري كانت تجربة غنية ، مؤكدة انها اضافت لها الكثير ووظفت خلالها كل ما كانت قد تعلمته خلال عملها في اذاعة صوت النجاح.

وتضيف:" بالنسبة لطبيعة العمل تركزت على التصريحات اضافة لمساعدة قسم الاعداد في اعداد بعض البرامج".

وحول الصعوبات أكدت ان العمل عن بعد في ظل الحياة الاسرية صعب نوعا ما، الا انها تمكنت من تجاوز هذه المعيقات، بفضل التعاون من قبل الزملاء.


اما الزميلة ديما العكر مسؤولة البرتوكول في مركز الاعلام،  فتؤكد ان  تجربة العمل  عن بعد لم تكن بداية بالأمر السهل، حيث ان طبيعة المهام والمكان قد اختلفت، الا انها ومع مرور الوقت تمكنت من التأقلم مع الية العمل الجديدة، لترتب برنامجها اليومي وفقاً لحاجة ومتطلبات العمل والمهام.

الزميل مهدي مراعبة والذي  يعمل  في قسم التقارير والعمل الميداني، اكد ان تجربته في العمل بالموقع الاخباري، والسوشال ميديا، طورت من مهاراته، كما وأكد ان الدعم والتقدير لجهوده اكدت له ان الشخص قادر على الابداع وان لا شيء صعب ما دمنا نريد.

اما الزميلة مرح العبوة والتي تعمل محررة ومقدمة اخبار، أكدت ان العمل عن بعد يستوجب جهدا وتركيزا اكبر لنقل المعلومة للمواطن الذي يعتمد في هذه الظروف على الدقة والموضوعية بنقل الاخبار.

وتضيف:"  ولربما تتساؤلون كيف يمكن بث موجز اخباري عبر الاذاعة والمقدم متواجد في المنزل، نحن في مركز الاعلام اعتمدنا الية اعداد الموجز وتسجيله في المنزل من خلال برنامج عبر الهاتف النقال وارساله لمهندس الصوت ليقوم بعمل اللازم من مونتاج واضافة الموسيقى الاخبارية وبثه عند راس كل ساعة".

واكدت انه وبالرغم من صعوبة الموازنة بين كونها ام لطفلين والعمل الا انها تمكنت في النهاية من التأقلم على هذا العمل، لتكون تارةً تسجل الموجز الاخباري وتارةً اخرى تحضر الطعام وتقوم باعمال المنزل.

الزميل محمود رزق مدير اذاعة صوت النجاح، اكد ان نجاح الية العمل عن بعد، التي حققها مركز الاعلام كانت نتيجة التعاون بين جميع الاقسام، والزملاء، ليتوج هذا الامر ببرامج مشتركة ما بين الفضائية والاذاعة، وبرنامج هنا فلسطين الصباحي الذي يبث بشراكة مع ما يقارب 20 اذاعة وموقع اخباري، ليكون وجبة دسمة للمواطن وليجيب عن كل تساؤلاته ويقدم له المعلومة الدقيقة.

ويتابع:" تمكنا من كتابة فكرة سيناريو وقمنا بتسجيله من خلال برنامج عبر  الهاتف، وكل هذا عن بعد، وبالرغم من ان الكادر في الاذاعة لم يتجاوز الثلاثة اشخاص، الا اننا تمكنا من مضاعفة عدد البرامج، ومن تغطيات اخبارية لمواكبة التطورات بخصوص فيروس كورونا، وبرنامج يبث يوميا نسمع من خلاله مطالب وهموم المواطن، بالتعاون مع الزملاء المتواجدين في مركز الاعلام والتواصل المستمر معهم.

مسؤول قسم التقارير في فضائية النجاح الزميلة لارا زايد، والتي يعتمد عملها  بشكل كبير  على التواجد داخل المركز، لمتابعة التقارير والية اخراجها مع قسم المونتاج اضطرت ايضاً لخوض تجربة العمل عن بعد نتيجة الازمة الحالية.

حيث اكدت ان المسؤولية المجتمعية تحتم على الصحفي ان ينقل الصورة بكل وضوح وان يحاول من خلال الصورة والصوت ان يوصل الرسالة كاملة، لتعبر عن هموم المواطن ولتجيب عن تساؤلاته.

وتضيف:" إلا أن هذه التجربة قد أضافت لنا وعلمتنا الكثير، ورغم صعوباتها استطعنا أن ننجز العمل وان نوصل الرسالة للمواطنين".

قسم السوشال ميديا ايضاً خاض تجربة العمل عن بعد، الزميلة نانسي عبد الهادي، نائب مدير وحدة الاعلام الجديد، اكدت على اهمية التواصل المستمر بين جميع الاقسام داخل المركز، لان السوشال ميديا هدفها نشر ونقل كل ما يتم انتاجه من فيديوهات وتقارير وغيرها على كافة منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بفضائية النجاح.

وتتابع:" بالرغم من اننا نعمل عن بعد بسبب الازمة الحالية الا اننا تمكنا من البقاء على تواصل مستمر مع الزملاء في الاقسام كافة، وكذلك متابعة كل ما ينتجه قسم السوشال ميديا ايضا.

فيروس كورونا الذي لا يرى بالعين المجردة، اجبرنا على خوض غمار تجربة العمل عن بعد  والتي لم نكن نتوقع يوما ان نخوضها كون عملنا كمركز اعلام يستوجب وجودنا بشكل مستمر في الميدان.

مع الإعلان عن حالة الطوارئ في فلسطين، أعدت إدارة مركز الإعلام خطة متكاملة وفق سيناريوهات محددة وشرعت فورا في تطبيقها،  حرصت من خلالها على استمرار سير العمل بنفس الوتيرة والجودة، وكذلك الحفاظ على سلامة الموظفين.

وتضمنت جزئية العمل من المنزل تزامنا مع عمل زملاء آخرين من داخل المركز وفق منظومة متكاملة حققت من خلالها النجاح التميز في تغطية أخبار وباء كورونا والظروف في فلسطين وكانت دوما حاضرة بالمعلومة الصادقة.

وما ترونه يوميا عبر شاشة فضائية النجاح واذاعة صوت النجاح وموقع النجاح الاخباري، ومنصات السوشال ميديا، يؤكد ان لا مستحيل عندما تتوفر الارادة والانتماء للعمل.