نابلس - النجاح الإخباري - ربما ينتنابك الخوف بمجرد رؤيتك لعقرب أو أفعى أو حتى أم أربعة واربعين لكن بالنسبة لفايزة البطة وشقيقتها عرين فقد قررتا تربية مثل هذه الزواحف المرهوبة و"استضافتها" في منزل العائلة التي تقطن ببلدة حجة في محافظة قلقيلية.

وفي هذا الإطار، تؤكد فايزة وهي طالبة بكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية أنها بدأت مشوارها في تربية الزواحف عندما صادفت عقربا في محيط منزلها،حيث دفعها "فضول المعرفة" الى التقاطه عن الأرض متجاهلة كل ما يشاع عن خطورة لدغته.

وتضيف لـ"النجاح الإخباري": " بعد أن استهوتني هواية تربية العقارب بدأت أحرص على اصطياد الأفاعي وغيرها من الزواحف ووضعها في أوان بلاستيكية محكمة الإغلاق".

بداية فايزة وشقيقتها في هذا الطريق لم تخلو من معقيقات وتحديات ليس أقلها النجاح في إقناع العائلة بمثل هذه الهوايةالغريبة.

وفي هذا السياق، أكدت فايزة أنها تمكنت من اقناع والديها بتوجهها وهوايتها عبر الحديث معهم عن قرب وبشكل علمي بأهمية التعرف على مثل هذه الزواحف وتغيير الصورة النمطية عنها لدى الكثيرين.

"بعد سنوات من الدخول في معترك تربية العقارب والافاعي وغيرها من الزواحف أجد نفسي قريبا من تحويل الهواية وهذا الشغف الى برنامج عملي يخدم المجتمع المحلي في منطقتنا أول قبل التوسع الى أماكن أخرى" تضيف فايزة.

وفي هذا الصدد، تعكف فايزة وشقيقتها على إطلاق تطبيق ذكي بهدف نشر الثقافة العامة في موضوع الزواحف في فلسطين،وذلك في محاولة غير مسبوقة على مستوى الوطن.

وخلال الأيام القادمة تخطط الشقيقتان لإطلاق  مجلة خاصة ودليلا شاملا عن الأفاعي في فلسطين بكل أنواعها.

وحول فكرة المجلة تقول عرين "إنها بحثت بشكل متواصل في مراجع علمية موثوقة عن الافاعي في فلسطين وتمكنت من جمع مئات المعلومات والصور في دليل واحد."

وتضيف عرين :"  نفذنا الكثير من المحاضرات في مدارس البلدة،في إطار المساهمة بنشر ثقافة مجتمعية من خلال هذا الدليل وتوعية الأهالي وطلبة المدارس بأنواع الأفاعي وخصائصها،ونحن الان بصدد العمل على اطلاق تطبيق ذكي شامل يدخل كل المنازل في فلسطين"

وتطمح الشقيقتان أن يتحول شغفهما وهوايتهما بتربية الزواحف للخوض في مشروع اقتصادي يدر عليهما دخلا ماليا.

وأشارت عرين الى المشروع يتضمن المضي قدما في تربية العقارب واستخلاص سمها بعد الاستعانة بالمختصين في هذا المجال.

ويعتبر سم العقارب من أغلى السوائل في  العالم.

وتنقسم أنواع العقارب بحسب خطورتها إلى ثلاثة مستويات، يحتل منها المستوى الأول، الذي لا يشكل خطورة كبيرة، نسبة 90 في المئة من مجموع الإصابات، مقابل تسعة في المئة من المستوى الثاني الخطير نسبيا، وواحد في المئة للمستوى الثالث شديد الخطورة.

وتتمثل الخطورة في حالة اللدغ في تسرب كمية من سم العقرب إلى جسم المصاب قد تؤدي، في حالة عدم الإسعاف والعلاج بالسرعة المطلوبة، إلى انشطار (الهيموغلوبين) في الكروات الدموية إلى مادتين إحداهما شديدة السمية.