نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أكد مستشار الرئيس الراحل، ياسر عرفات، أحمد عبد الرحمن، أن الشعب هو الأساس في أي عملية انتخابات، إذا ما توفرت لديه العزيمة والإرادة لإجرائها وتجديد الأدوات التي تتولى إدارة شؤونه.، مشيراً إلى أن فوز حركة حماس في الانتخابات السابقة جعلها ترفض تعريض ما حققته من نجاحات لخطر فقدانه".

وأضاف عبد الرحمن في حديث خاص لـ "النجاح الإخباري"، أن فلسطين في وضع مغاير تماماً عن الانتخابات التونسية، بمعنى أن القوى الأساسية العريقة في الحياة السياسية والوطنية تراجعت أمام أشخاص مجهولين"، موضحاً أن هناك مخاوف لدى الكثيرين بأن هذا ما سيحدث في الانتخابات الفلسطينية حال تم إجراؤها.

وعن الوضع في قطاع غزة، ذكر مستشار الرئيس عرفات، أن طبيعة الحكم في غزة (حكم حماس) قائم بعمل الإكراه، مؤكداً أن أي محاولة شعبية تقوم في غزة تطالب ببعض الحقوق تواجه بالرصاص من قبل أجهزة أمن حماس.

وتابع: "الوضع في غزة في حالة تشنج بسبب موقف الجمهور الفلسطيني من حركة حماس وإجراءاتها، وبات واضحاً أنها خسرت الكثير في حكمها لغزة بسبب أفعالها"، مشبّهاً خسارة حماس في غزة كخسارة الاخوان المسلمين في مصر.

وأوضح عبد الرحمن، أن حماس ليست لديها التجربة في الحكم كالإخوان المسلمين، "وقامت بانقلابها آنذاك وكان رئيس الوزراء منها"، مبيّناً فشل حكم حماس في غزة أنها تعتبر الآن أكثر المناطق فقراً في العالم.

وأردف "من الصعب جداً أن يكتب النجاح للإسلام السياسي في الحكم، فالسلطة ليست فقط عدد المقاعد فقط، وإنما تريد اعتبارات وخبرات واستعدادات للتفاوض مع الآخر وإشراك الآخر واحترام رأي الأقلية، وكل هذا غائب عند حماس".

وبيّن عبد الرحمن أن الإسلام السياسي يقوم على نظرية الفتوى حول مواقفه، ومستعد أصحاب الفتوى أن يفتوا بأن كل تصرفات حماس هي تتفق وتنسجم مع الدين الإسلامي، لافتاً إلى أن "حماس تشن حملة شعواء ضد التطبيع وهي واقعة في حضن "إسرائيل" وليس التطبيع فقط"، حسب تعبيره.

وشدد على أن حماس هي مطلب حقيقي لإسرائيل لمنع قيام دولة فلسطينية، مضيفاً أن " نتنياهو مستعداً لأن يحمل حقائب الدولارات القطرية على كتفيه ويذهب بها إلى حاجز بيت حانون (ايرز) ليسلمها للسنوار"، كما قال.

وأشار القيادي السابق لفتح إلى أن سياسة قطر تقوم بالأساس على التعددية، تريد أن تخدم مصالحها مع أي دولة في العالم بموافقة أمريكية.

وقال: "عندما يصل السفير القطري محمد العمادي لغزة كل قيادة حماس تهب للقائه والاجتماع معه، وهي تعرف أنه قضى ليلته في تل أبيب وأن طيارته تنزل في مطار تل أبيب معززاً مكرماً".

وأضاف عبد الرحمن: " في المقابل حماس سلمت "إسرائيل" قوائم بأسماء كل من يأخذ من أموال العمادي اسمه الكامل ورقم هويته وبصمته من هؤلاء الناس وتقول أنها ضد التطبيع مع أنها في أسوأ أوضاع التطبيع"، مشدداً على أن حكم حماس يخدم "إسرائيل".

وعن صفقة القرن، أكد عبد الرحمن أن صفقة القرن محاولة من محاولات عديدة على مدى تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتاً إلى أن هذه المحاولات فشلت بسبب إصرار الشعب الفلسطيني على النضال من أجل حقوقه الوطنية ورفض للتسليم للصهاينة.

ولفت إلى أنه لا يمكن أن يكتب لصفقة القرن بالنجاح طالما واجهها الفلسطينيين بكل إرادة وقوة، ومنعوا حتى التعاطي معها، منوهاً إلى أن هذا الأمر كلّف الفلسطينيين كثيراً "إلا أنهم ما زالوا عند موقفهم الرافض لهذه الصفقة، وهذا يسجل لهم".