غزة - هاني أبو رزق - النجاح الإخباري - بعد انتهائه من تأدية صلاة العيد صعد محمد العجلة (٢١عاما) عربته التي يجرها حصان وهرع مسرعا باحثا عن ضالته من جلود الأضاحي والتي يعمل المُضحين على التخلص منها كونها تعتبر غير صالحة بالنسبة لهم.

على آخر الطريق المؤدي إلى شارع النزاز بحي الشجاعية شاهد العجلة أثارا للدماء وبدأ يتتبعها إلى أن وجد "فريسته" وتحديدا جلد لأحد العجول ملقى على الرصيف،

استأذن العجلة من صاحب الأضحية بأخذ الجلد وبالفعل رحب صاحبها بذلك، شمر العجلة عن ساعديه وحمل الجلد ووضعه على متن العربة وواصل رحلته في عملية البحث عله يجد جلد أضحية أخرى.

يقول العجلة وقد تلطخت ملابسه بالدماء:" أعمل خلال أيام العيد بالبحث عن جلود الأضاحي تلك التي تكون موجودة أمام منازل المواطنين أو محال الجزارين والمسالخ ومن ثم أتوجه بها إلى تجار الجلود وأقوم ببيع الجلدة الواحدة مقابل عشرة شواكل ".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري" :" هناك بعض من الجلد الذي أقوم بجمعه لا يقبل بِه التاجر كونه لا يصلح للبيع وذلك لانه يحتوي على ثقوب دائرية ، منوها إلى أن الاشخاص أصحاب الأضحية يرحبون بنقل الجلد كونه يعتبر من مخلفات الأضحية.

وأشار العجلة إلى أنه نجح في بيع 5 جلود في أول أيام العيد وحصل على 50شيكل لقاء ذلك، مبينا أنه اتجه إلى بيع الجلود بسبب أوضاعه الاقتصادية الصعبة وتعطِّله عن العمل.

ففي مثل هذه الأيام يعمل العديد من الشباب خاصة العاطلين عن العمل بالذهاب والبحث عن جلود الأضاحي كالخراف والعجول والتي يتخلص منها المُضحين برميها أمام منازلهم أو تلك الأماكن التي تختص بالذبح.

وتعتبر مهنة بيع الجلود والتي تستمر لمدة أربعة أيام "فريسة" ثمينة لدى الكثيرين من الشباب العاطلين عن العمل كونها تدر عليهم دخلا جيدا ولا تحتاج تلك المهنة إلى تكاليف لقاء العمل بها ، فقط تحتاج إلى وسيلة لنقل الجلود من مكان الحصول عليها إلى مكان البيع.

ويستغل الشباب الذين يمتلكون وسائل النقل، كالعربة التي يجرها حصان أو "التوك توك" على البحث عن تلك الجلود التي تكون ملقى في الشوراع والقرى وأمام محال الجزارين وجمعها ومن ثم يقومون ببيع تلك الجلود إلى التجار الذين يصدرونها إلى الضفة الغربية بهدف استخدامها في العديد من الصناعات.

باسم الشوا أحد تجار الجلود والذي يقع محله بمنطقة ساحة الشوا بمدينة غزة،يقول :" يعمل العديد من الشباب العاطلين عن العمل خلال أيام عيد الأضحى على البحث عن الجلود الصالحة وبيعها لي مقابل 10شواكل ، أما الجلود التي هي غير صالحة لا أقوم بشرائها كونها لا تصلح للتصدير".

وتابع اـ"النجاح الإخباري": " يعمل العمال الذين يعملون معي على تفحص الجلد لمعرفة مدى صلاحيته، في الأيام العادية يحتوي المكان الذي يتم فيه تمليح تلك الجلود على ثلاثة عمال ، أما خلال العيد فوصل عددهم إلى خمسين عاملا كون أن نسبة البيع والشراء تزيد خلال أيام العيد .

وأشار الشوا الى أن الجلود التي أقوم بشرائها تخضع لعملية تنظيف وتعقيم بإستخدام الملح لمدة تصل إلى٢٠يوما ، وبعد ذلك أعمل على تصديرها إلى الضفة وبيعها بما يقارب ٦٠شيكلا من أجل استخدامها في صناعة الأحذية والحقائب والملابس والعديد من المستلزمات الأخرى .

وعلى مقربة من الشوا يقوم أحد عماله ويدعى محمود البيوك بإستقبال الشباب الذين يرغبون في بيع الجلود ، يقول : "منذ خمس سنوات وأنا أعمل في مهنة شراء الجلود ، فمهمتي هي فرز الجلد بعد تفحصه إن كان خالي من الثقوب أم لا ، موضحا أن الثقوب التي تكون بالجلد ناتجة عن الطريقة الخاطئة بسلخ الاضحية .

وأضاف :" يمارس العديد من الفلسطينيين ذبح الاضاحي داخل منازلهم والتي تعتبر من طقوس العيد، الامر الذي جعل من العاطلين يبحثون عن تلك الجلود بغرض بيعها للتجار والحصول على مقابل مادي لقاء بيعها ، فلحتى هذه اللحظة تعتبر نسبة البيع جيدة .

وأخيرا ، فإن الأوضاع الاقتصادية المتردية و الصعبة دفعت العديد من الشبان العاطلين عن العمل بإقتناص بيع الجلود والتي تعتبر فرصة ثمينة خلال هذه الأيام بالعمل بها حتى وإن كان العمل بشكل موسمي مؤقت.