غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - الابداع والموهبة لا حدود لهما في غزة، فشبابها يبدعون في المجالات كافة ،ليقدموا فناً راقياً وهادفاً إلى العالم ، ليثبتوا أنهم قادرون على التغيير.

فتاة فلسطينية تعيش في مخيم النصيرات ، وسط قطاع غزة، تعلمت الفن حتى عشقته روحها ،فرسمت العديد من اللوحات الفنية التي تسلب نظر المتفرجين ،على الأوراق وأيضاً الحجارة ، فحولتها للوحات إبداعية جميلة ،لكنها فكرت بشيء مختلف ، في محاولة منها أن توصل فكرة بأن "الابداع لا حدود له" .

فبحرص شديد تقوم "لين الحاج "21عاماً" بقطف أوراق العنب من حديقة منزلها ،لا لتعد منه أكلة محببة للقلوب ،ولكنها أرادت أن تغذي الأعين هذه المرة ،فتتوجه بها إلى المرسم الخاص بها لكي تحولها للوحات فنية بأناملها وفرشاتها .

تقول لين عن بدايات تعلمها :" رغم انني أعشق الفنون ، الا أنني لم أدرسها في الجامعة ،بل درست علم النفس ، لان هناك ارتباطاً وثيقاً بين تخصصي العلمي وموهبتي، حيث يمكن استخدام الرسم في تفريغ كل ما بداخل الإنسان على ورق".

وأوضحت الحاج ،طريقة تعاملها مع أوراق العنب تقول :" في البداية أقوم بقطف أوراق العنب الكبيرة والقوية ، ومن ثم أنظفها جيدا من الاوساخ ، وأضعها لعدة أيام داخل كتاب ،بحيث تكون الورقة مستقيمة ،ليسهل الرسم عليها بكل سلاسة ."

وأضافت "الفكرة جاءتني ، بسبب وجود شجرة العنب الكبيرة في حديقة منزلنا ،فجاءني الالهام ،بالبحث عن فكرة جديدة بعيداً عن استخدام أوراق العنب في الأكل فقط "

وعن مدة الرسم على أوراق العنب أشارت الحاج إلى أن مدة الرسم تستغرق أكثر من 3 ساعات ،لكي تتحول أوراق العنب للوحات فنية جميلة ،ومن ثم تضعها في برواز زجاجي ،لحفظها من التلف ."

وبعد أن رسمت الحاج أول لوحة لها على ورقة عنب، وجدت تشجيعاً من جميع من شاهدها، وهو ما جعلها تواصل العمل في هذا المجال.

وحول الصعوبات والتحديات التي تواجهها في عملية الرسم على ورق العنب تقول الحاج إن أكبر مشكلة كانت تواجهها في عملية الرسم على ورق العنب ،هو جفاف الورق وتلفه، ولكن تم التغلب عليها من خلال وضع الورقة بعد الرسم في إطار زجاجي، وهذا يمنعها من التلف".

ولفتت إلى أن ورق العنب يتوفر فقط في فصل الصيف ، وهذا يحرمها من الاستمتاع من هذا الفن خلال فصول السنة الأخرى ،ولكنها نوعاً ما قد تغلبت على تلك المعضلة ،فقامت بوضع الأوراق داخل صفحات الكتب ،لاستخدامها وقت الحاجة للرسم عليها بكل سهولة ."

وعن الرسومات التي تركز عليها الحاج في رسوماتها ،فقد توجهت لرسم الطبيعة " أوراق الشجر جاءت من الطبيعة فالأولى أن نرسم عليها الطبيعة بشكل جميل وملفت."

كثير من المعجبين والمعجبات برسوم الفنانة الغزية لين الحاج ، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، منهم تناقل رسوماتها على ورق العنب ووضعوها على صفحاتهم الخاصة ، مشيدين بها بعبارات جميلة ومشجعة لتلك الفنانة المميزة.

اسراء عبد الرحمن قالت ل"النجاح الاخباري " :ما أعجبني في رسومات لين ،هي ألوانها المميزة في الرسم ،فهي مالت بالرسم للألوان الزاهية والمحببة للقلب وللعين ،كونها ترسم الطبيعة ، وابتعدت عن الألوان القاتمة ،والتي تدخل التشاؤم إلى النفس."

محمد عبد الدايم ، قال:" لقد أبديت اعجابي الشديد برسومات لين ،وتوجهها للابتكار ،بعيداً عن الطرق التقليدية المتعارف عليها ، ومثل تلك المواهب على المؤسسات وجهات الاختصاص رعايتها والاهتمام بها ."

نيفين صلاح"21 عاما" ،قالت :"لين في نفس عمري ،وأنا أعشق الرسم كثيراً، وأرسم بين الفينة والأخرى ،لكن فكرة الرسم على ورق العنب لم تخطر على بالي ،وسأحاول مثلها الرسم على أوراق العنب ، كتجربة وليس تقليد ."