نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - اعتقلت لأول مرة عام 1989 لمدة شهر أثناء تنظيمها فعالية خاصة بيوم المرأة العالمي، واعتقلت في 2-4-2015 لمدة 15 شهرًا في السجن، وأعيد اعتقالها بعد عام من الإفراج عنها في 2-7-2017 وأمضت 20 شهرًا في الاعتقال الإداري لمدة أربع مرات منها 3 مرات تجديد اعتقال إداري، وأفرج عنها في 28-2-2019، وتوفي والدها وهي في السجن في اعتقالها الأخير.

خالدة جرار الاسم أحد أهم الرموز النسائية الوطنية في فلسطين، اسمها الكامل خالدة كنعان محمد الرطروط، ولدت في مدينة نابلس عام 1963، وتنحدر عائلتها من بيسان الرطروط، وحملت اسم عائلة زوجها بعد اقترانها به عام 1984، ولديها ابنتان يافا (حاصلة على درجة الدكتوراة في القانون من كندا)، وسهى (حاصلة على درجة ماجستير في البيئة والمرأة).

نالت جرار درجة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال من جامعة بيرزيت عام 1985ن ودرجة الماجستير من جامعة بيرزيت في الديمقراطية وحقوق الإنسان وهي حاصلة على دبلوم عال في إدارة المؤسسات.

عضو في المجلسين الوطني والمركزي، ونائبة بالمجلس التشريعي المنتخب قبل حله. إضافة إلى عضويتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مثّلت كتلة الشهيد أبو علي مصطفى في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006.

وشغلت منصب رئيسة لجنة الأسرى في المجلس التشريعي. ومثلت فلسطين في قمم حقوق الإنسان في فرنسا واليونان. كما شغلت منصب مديرة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان قبل ما يتم انتخابها عضوا في التشريعي.

وفي الوقت الذي يحيي فيه العالم في الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، تتعرض المرأة الفلسطينية وخاصة الأسيرة لانتهاكات جسيمة من قبل قوات الاحتلال، وهذا ما كشفته جرار خلال حوار خاص أجراه "النجاح الإخباري" عن معاناتها والأسيرات داخل السجون.

ونقلت جرار معاناة 50 أسيرة يقبعن داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدة أن ظروف اعتقالهن صعبة خاصة في سجن الدامون.

الاستحمام

وأوضحت أن أماكن الاستحمام للأسيرات خارج الزنازين في الدامون الأمر الذي ينتهك خصوصيتهن، إضافة إلى فرض ساعات معينة للاستحمام ما أجبرهن على الاستحمام ضمن ساعات الفورة التي تتجزأ لأربع ساعات فقط.

الكاميرات

وأضافت أن سجن الدامون مليء بكاميرات المراقبة، ما يمنع خروج الأسيرات من أجل التعرض لأشعة الشمس أو السير بحرية او ممارسة الرياضة البدنية اثناء ساعات الفورة نتيجة تعرضها للمراقبة طيلة الوقت من قبل السجان.

وأوضحت أن الأسيرات امتنعن عن الخروج للساحة مدة 63 يوما، احتجاجا على لجنة أردان التي أقرت إعادة تشغيل الكاميرات في قسم النساء، بعد زيارة لجنة سحب إنجازات الأسرى، التي شكلها وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، حيث كانت أولى إجراءاتها الاستيلاء على آلاف الكتب الخاصة بالأسرى بمعتقل هشارون.

البوسطة

وأشارت إلى أن أحد أهم الإنتهاكات التي تتعرض لها الأسيرة، هي مرحلة نقل في البوسطة (وسيلة النقل من المحكمة إلى السجن أو إلى المستشفيات وبالعكس) وهي مليئة بزنازين حديدية صغيرة.

وأوضحت أن الأسيرة تنقل بظروف قاسية مكبلة بالسلاسل لساعات طويلة دون مراعاة احتياجاتها الاساسية.

ابتزاز وإهمال

وأكدت جرار أن الأسيرات يتعرضن لابتزاز أثناء التحقيق، والإهمال الطبي، هذا عدا عن الإستهتار بحالتهن الصحية، واحترام خصوصيتهن في الحجاب.

وأضافت أن الطبيب المعالج للأسيرات يستهتر بمشاعرهن، من خلال كلمات قاسية وخاصة الجريحات منهن بعد إهمالهن طبيا ونقلهن بعد مدة للمشفى بقوله "ما قمتي به هو السبب وتستحقين هذه المعاناة".

وأكدت جرار أن تصرفات الأطباء ممنوعة في القانون الدولي، فدورهم العلاج وليس محاكمة الأسيرات".

وكانت قد أجرت جرار بحثا حول ابتزاز السجان للأسيرات أثناء التحقيق، وانتهاك خصوصيتهن ذكرت فيه ما تعرضت له الأسيرة إسراء الجعابيص والاستهتار بمشاعرها بعد إصابتها.

وتعتبر الأسيرة إسراء الجعابيص من أصعب الحالات بين الأسيرات والتي تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة بعد إصابتها بحروق شديدة أثناء الاعتقال إذ تم بتر 8 من أصابعها، بينما يماطل الاحتلال في إجراء العمليات اللازمة لها.

20 ساعة داخل الزنزانة و4 ساعات مجزأة للفورة تحت المراقبة

وعلى الرغم من معاناة المرأة الفلسطينية داخل سجون الاحتلال، لكنها تحاول جاهدة استغلال هذه الأوقات العصيبة بما يفيدها، ويعزز من صمودها.

وأوضحت أن الأسيرة تقضي 20 ساعة داخل الزنزانة، تستغلها الأسيرات بطريقة متفاوتة، جزء منهن في القراءة والتعليم على الرغم من منعه إلا أن لديهن إصرار على ذلك، إضافة إلى الرسم والكتابة ومتابعة الأخبار، والأشغال اليدوية، وفي الأعمال اليومية من خلال التنظيف وإعداد الطعام.

تعليم الأسيرات

أما عن جرار فأكدت أنها ركزت على الجانب التعليمي والتثقيفي للأسيرات في قضايا حقوق الإنسان، والتدريس للحصول على شهادة الثانوية العامة، وتمكنها من الالتحاق في الجامعة بعد الإفراج عنها.

وأضافت أنها تحاول جاهدة من أجل الحصول على قرار يمنح الأسيرة الإلتحاق في الجامعة أثناء فترة اعتقالها خاصة من يخضعن لأحكام عالية في السجون.

ونوهت إلى أنها كانت تخصص ساعتين يوميا للتدريس، وساعة للدورة في مجالات حقوق الإنسان داخل سجن الدامون، واثناء وجودها في سجن هشارون كانت تخصص 7 ساعات تقريبا للتدريس.

هذا عدا عن تدريبها من خلال دورات تثقيفية على قضايا حقوق الانسان، وأوضحت أن التدريب شمل الحديث عن إتفاقيات حقوق المرأة والطفل ومناهضة التمييز العنصري وغيرها من الإتفاقيات التي تهتم بشؤون المرأة وحقوق الإنسان.

علاقة جرار في الأسيرات

أكدت جرار أن علاقتها كانت قوية ومفتوحة مع الأسيرات، مشيرة إلى أنه على الرغم من معاناتهن حاولن إدخال الأجواء الإيجابية للسجون، واحتفلن بها بمناسبة الإفراج عنها قبل أسبوع.

ولفتت إلى أن الأسيرة إسراء الجعابيص أثناء الإحتفال الخاص بجرار ألفت عملا مسرحيا فكاهيا عن معاناة الأسرى داخل السجون، ودربت بعض الأسيرات على تمثيله.

وصايا الأسيرات

وحملت جرار وصايا الأسيرات ومطالبهن كان أهمها: السعي من أجل الحرية، مؤكدة أنه المطلب الأساسي، إضافة إلى السعي من أجل الحصول على التعليم الجامعي داخل السجون مشيرة إلى أن الأسيرة المحررة ناريمان والدة الأسيرة المحررة عهد التميمي قطعت شوطا كبيرا في ذلك، وقررت جرار استكماله.

تغييب إعلامي

وأوضحت أن الأسيرات يتساءلن عن سبب التغييب لقضيتهن سواء إعلاميا أو دوليا، مؤكدة أن إضرابهن لم يتم تغطيته إعلاميا بالشكل المطلوب مؤكدة أنهم على أمل برفع مستوى الإهتمام الشعبي والمساندة لهن.

وأضافت أنه يوجد تقصير وعدم احتضان للاسيرات، مشيرة إلى أن الاحتلال عاقب 7 أسيرات بنقلهن للدامون بعد إرجاع الوجبات من خلال العزل ومنع الزيارة مدة شهر ولم يتناول الإعلام ذلك.

وأكدت أن الأسيرات ينتظرن التغطية الإعلامية للفعاليات التي تقام لذويهم من أجل رؤيتهم عبر التلفاز إلا انه يتم إهمال ذلك إعلاميا أيضا.

وشددت جرار على مطلب مهم لدى الأسيرات بالعمل من أجل إغلاق سجن الدامون ونقل الأسيرات منه بشكل عاجل.

سجن الدامون عبارة عن مبنى قديم جدًا أنشئ منذ أيام العثمانيين وكان يُستخدم لتخزين التبغ في حيفا،وفي داخل السجن تنتشر الرطوبة، والأرضيات باطون قديم متشقق، أما الخزائن فهي صغيرة جدًا ويملؤها الصدأ. بينما الكراسي الموجودة فيه فهي عبارة عن "اسكملات" وهي غير كافية إذ تستخدم كل أسيرتين واحدة، أما التلفاز المعلق في الغرفة فهو قديم ومرتفع جدًا، ويسبب للأسيرات آلامًا في الرقبة، ومشاكل في العيون، إذ إن أغلب الأسيرات لديهن مشاكل في النظر.

وفي السجن 13 غرفة، منها غرف كبيرة وأخرى صغيرة، كما أنه لا توجد مكتبة لدى الأسيرات، فقبل أن يتم نقل الأسيرات من "هشارون" كانت لدينا مكتبة تضم 800 كتاب، وحينما تم نقل الأسيرات إلى الدامون رفضوا أن يدخلوا سوى 250 كتابًا وضعت في علب كرتونية.

في الدامون يُمنع على الأسيرات أن يجتمعن سوى في الفورة المليئة بالكاميرات ويُسمح لهن بالخروج 3 مرات فقط.

رسالة جرار

في اليوم العالمي للمرأة، وجهت جرار رسالتها للعالم مشددة على ضرورة الإلتفات لحوالي 50 أسيرة يعبشون في ظروف حياتية صعبة لا تصلح للحياة البشرية، وحرمان من حق التعليم وممارسة الأنشطة البدنية.

وأكدت أن قضايا النساء مرتبطة بقضايا الشعوب وواقعها، والاحتلال يزيد من تعقيد الحياة بفرض مزيد من الضغوط التي تنتهك حقوق المرأة.

ونوهت إلى أن المرأة تعيش واقع على مدار عقود منها نضال وطني واجتماعي، ومن اجل ذلك تستحق في هذه المرحلة ان يكون لها  لفتة في القضايا كافة وخاصة الاجتماعية ، واحترام الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية سيداو والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإلغاء التمييز، وتحقيق العدالة الاجتماعية ودعمها لتكون منتجة، وسن قوانين وتشريعات تحارب العنف الاحتلالي والاجتماعي لمساعدتها على التحرر.

ويذكر أن الأسيرات يحتجزن في أماكن مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية واتفاقية جنيف الرابعة التي نصت المادة 85 منها على أنه يجب توفير بيئة صحية مناسبة للأسرى والأسيرات.

50 أسيرة يقبعن حاليًا في سجن "الدامون"، من بينهن 20 أسيرة من الأمهات، و6 أسيرات مصابات بالرصاص خلال عمليات الاعتقال، ونصف العدد الإجمالي من الأسيرات صدر بحقهن أحكامًا متفاوتة وصل أعلاها إلى 16 عامًا، والنصف الآخر لا زال قيد التوقيف.

واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من (16 ألف) امرأة فلسطينية، منذ العام 1967، وكانت سنوات انتفاضتي العام 1987 والعام 2000 فيها النسبة الأعلى من حيث اعتقال النساء، فيما اعتقل (133) امرأة خلال العام 2018، و(156) امرأة خلال العام 2017، و(164) امرأة خلال العام 2016.