هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - بعد أحداث الشغب التي حدثت أمس في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، إثر وفاة أحمد أبو حمادة الملقب بـ"الزعبور" نجحت الأجهزة الأمنية في الحفاظ على النظام العام، حيث وجِّهت اتّهامات للسلطة بأنَّ وفاة الزعبور كانت بسبب التقصير في علاجه أو تسميمه، وبهذا الصدَّد كشف محافظ نابلس لـ"النجاح" التفاصيل الكاملة حول الحادثة، تعقيبًا على الاتهامات الموجَّهة.

وصرَّح محافظ محافظة نابلس اللواء أكرم الرجوب أنَّ المستشفى الاستشاري برام الله بذل جهده في إنقاذ حياة الشاب أحمد أبو حمادة الملقب بـ"الزعبور" (28 عامًا) من مخيم بلاطة، والذي توفي أمس، بعد نقله منذ أسبوعين للمستشفى إثر تعرضه لنوبة قلبية.

وأضاف الرجوب، في تصريح لـ"النجاح"، أنَّ كلّ من  يوجَّه تهم للسلطة بتسميم "الزعبور" يصطاد بالمياه العكرة، مؤكّدٍا أنَّ النائب العام أقرَّ تشريح الجثمان.

وأكَّد أنَّ اللجنة ستشمل أطباء ممثلين عن ذوي الشاب، والنائب العام شريكًا في عملية التشريح، قائلًا: "التشريح سيكشف الحقيقة وزيف الادعاءات الباطلة التي تكال لهم".

ونفى الرجوب، الإشاعات التي وجِّهت للسلطة قبل أيام بأنَّ حالة الزعبور تستدعي علاجه بالمستشفيات الاسرائيلية والسلطة رفضت ذلك، مؤكِّدًا أنَّ ما يقال غير صحيح، هذا عدا عن أنَّ المستشفى الاستشاري يتمتع بخدمات طبية عالية وعولج بها الرئيس محمود عباس قبل ذلك ما يؤكّد مستواها الطبي الرفيع.

وحول أعمال الشغب أمام مخيم بلاطة أمس، عقب الرجوب على الأحداث قائلًا: "وجدت بعض المنغصات على الشارع العام في المنطقة الشرقية من نابلس، ولكن قوى الأمن بذلت جهدًا لتعزيز حالة الاستقرار، ونجحت بالحفاظ على النظام العام"، مضيفًا "لن نسمح بالإخلال في الأمن العام ونحن على استعداد للتعامل مع أيَّة ردة فعل".

وأكَّد أنَّ قوى الأمن موجودة وتسيطر على الحالة الأمنية، ولن تسمح بالفوضى والاعتداء على الأملاك العامَّة والخاصة، وهي مستمرة على هذا النهج.

ووجَّه الرجوب، رسالة لأهالي مخيم بلاطة، مشدّدًا على ضرورة الحفاظ على الأمن العام دون المساس بالقانون، خاصة وأنَّ بلاطة مخيم عريق وحالة نضالية في مواجهة الاحتلال، وقدَّم الشهداء والأسرى في سبيل الوطن وأمنه.

بدورها صرَّحت قوى الأمن أنَّها تعاملت مع "الزعبور" وفق القانون بما يضمن تمتع السجين بكافة حقوقه الإنسانية التزامًا بعقيدتها القيمية والأخلاقية.

وكان أحمد أبو حمادة قام بتاريخ (8/3/2017) بإطلاق النار بشكل مباشر صوب المواطن يحيى السلمان من مخيم عسكر القديم، وهو أب لسبعة أطفال، ما أدّى لمقتله على الفور، وعلى إثر ذلك أصبح مطلوبا للعدالة، وقد حاولت قوى الأمن الفلسطيني اعتقاله عدَّة مرات بعد أن رفض تسليم نفسه، وخلال فترة الملاحقة قام بإطلاق النار عدّة مرّات على قوى الأمن، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين ومنتسبي قوى الأمن.

وبتاريخ (19/3/2017) خلال قيام قوى الأمن بمهمة خاصة لاعتقال المذكور لتفادي وقوع إصابات في صفوف المواطنين بادر بإطلاق النار صوب القوة الأمنية بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاد الملازم حسن أبو الحاج/ مرتب الأمن الوطني، وقد ردّت القوة على مصدر النيران ما أدى لإصابة "أبو حمادة" بجروح بليغة نقلته قوى الأمن على الفور للمستشفى لإنقاذ حياته وأجريت له عدة عمليات جراحية.

وبعد تماثله للشفاء التام بداية شهر (5/2017) تمَّ نقله لمركز التوقيف لأخذ المقتضى القانوني بحقه أمام النيابة العامة وذلك بعد استجوابه من قبل الأجهزة المختصة حول التهم المنسوبة له، ثمَّ تمَّ تحويله لمركز الإصلاح والتأهيل موقوفًا على ذمة القضاء.

وفي صباح يوم الجمعة الموافق (3/8/2018) تعرَّض السجين لنوبة قلبية حادة خلال وجوده في غرفة السجن مع زملائه النزلاء نقل على أثرها للمستشفى الاستشاري على الفور لتلقي العلاج اللازم، وبتاريخ (12/8/2018) أعلنت إدارة المستشفى وفاته.