خاص - النجاح الإخباري -  مجدَّدًا، بوابة العمود ذلك المعلم بطابعه التاريخيّ التراثيّ الإسلاميّ يُدنَّس بأبراج ونقاط رقابة عسكريَّة لقوات الاحتلال لينغِّص المشهد الجماليّ والمعلم المميز الذي يعدُّ عنوانَ البلدة القديمة والطريق الأشهر للمسجد الأقصى.

ونصبت طواقم تابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منصَّة مراقبة جديدة في محيط باب العامود، ليرتفع عددها إلى أربع منصّات للمراقبة ترصد حركة المواطنين الداخلين والمغادرين، كما ذكرت وكالة وفا الرسميّة.

وكانت سلطات الاحتلال، قد وضعت مقاطع حديدية عند المنطقة التي يستخدمها المقدسيون لركْن مركباتهم (خارج السور) من جهة باب العامود منذ أوِّل أمس الإثنين، في حين بدأت أمس بنصب جزء من المنصّة، ونقلتها داخل أسوار البلدة القديمة، ليبلغ عددها ثلاثة أبراج عسكريّة، شوّهت المعالم التاريخية والحضارية للبوابة الشهيرة.

وبحسب ما نُشر في ويكيبيديا المعلوماتية فإنَّ باب العامود أو باب دمشق، ويقال له أيضًا باب نابلس، وهو من أهمِّ وأجمل أبواب مدينة القدس المحتلة بفلسطين.

ويكتسب الأهميّة من كونه المدخل الرئيس للـمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، ويتم من خلاله الولوج إلى سوق تجاري يسمى سوق باب خان الزيت، ويتفرَّع إلى أسواق عدَّة منها سوق العطارين، وسوق الَّلحامين، وسوق القطَّانين، وسوق الصاغة، وسوق الحصر، ونصل عبره إلى الحيّ المسيحيّ المعروف بـ"حارة النصارى" من الجهة اليمنى والحي ّالإسلاميّ إلى اليسار والأمام.

ومن بين الأسواق المذكورة يعتبر سوق باب خان الزيت هو الشارع الرئيس الذي ينصِّف البلدة القديمة، من الشمال ويتجه نحو الجنوب، وبه نشاط تجاري مزدهر.

ولغويًّا سميَّ باب العمود، نسبة إلى عمودٍ من الرخام الأسود، ارتفاعه أربعة عشر مترًا، وضع في الساحة الداخلية للباب في الفترة الرومانية والبيزنطية، ويظهر العامود في خريطة الفسيفساء التي عثر عليها في الكنيسة البيزنطية في مادبا، عن طريق هذا العامود كان يتم قياس بعد المسافات عن القدس، بواسطة حجارة بطول واحد ميل وضعت على طول الطرق وقد بقي هذا العامود حتى الفتح الإسلامي.

وباللغة الإنجليزية يسمى: "باب دمشق"؛ لأنَّ القوافل كانت تخرج منه متَّجهة إلى دمشق.

وباللغة العبرية: "باب نابلس"، حيث يقع على الطريق المؤديَّة إلى نابلس.

وتاريخيًّا بنيت القدس حوالي عام (4000) قبل الميلاد، وبناها اليبوسيون وهم فرع من القبائل الكنعانية العربيَّة، وطلقوا عليها اسم يبوس.
وهدمت المدينة في العهد الروماني عام (70)م في حروب لإخماد ثورات داخلية، و أعاد بناءها الإمبراطور هادريان (117-138م)، وبنى ثلاث بوابات متجاورة أوسطها كان نواة لباب العامود الحالي.

وعثر على باب العامود القديم هذا في حفريات عامي (1936)م و (1966)م، وموقعه تحت الباب الحالي ولكنَّه أصغر بكثير من باب العمود الحالي العثماني وأقل فخامة.

وتعرَّض هذا الباب للتدمير الكامل أثناء الحروب، وأعيد بناءه بأمر من سليمان القانوني، سلطان الخلافة العثمانية، وتمَّ الانتهاء من بنائه عام (944هـ - 1538م).

وقد أوكلت مهمة عمادة محلّة باب العامود إلى عائلة الهدمي التي شغلت هذا المنصب من عام (1890) م وحتى أواخر القرن العشرين.

هذا ويُعدَّ باب العمود واحدًا من (15) بابًا للقدس والمسجد الأقصى، هي باب الخليل، وباب النبي داوود، وباب الجديد، وباب الساهرة، وباب الأسباط، وباب الرحمة، وباب المغاربة، وباب السلسلة، وباب القطانين، وباب الحديد، وباب المجلس، وباب الغوانمة، وباب العتم، وباب حطّة.

واتّخذه البعض نقطة التقاء، ولأخذ الصور التذكارية، وارتقى في المكان العديد من الشهداء خلال الفترة الماضية فيما يعرف بهبّة القدس والمسجد الأقصى، وأقام الاحتلال عليها نقاط حراسة ومراقبة.