منال الزعبي - النجاح الإخباري - الثانويّة العامَّة أو الحرب النفسيَّة كما يُسميها البعض، إذ هي المرحلة الفاصلة في حياة الطالب، والمفتاح الأهم لبوابة مستقبلهم العلمي والأكاديمي، في كلّ عام يبدأ استعداد الطلبة لاجتياز امتحان الثانوية العامَّة منذ العطلة الصيفية، استغلالًا للوقت.

هذا العام تداول الناس نسخًا غير معتمدة من وزارة التربية والتعليم العالي وبدأ الطلاب بالالتحاق بالمراكز التعليميّة بناءً عليها، ما أثار حالة من الجدل حول المنهاج المعتمد.

وأكَّد رئيس مركز المنهاهج في وزارة التربية والتعليم العالي ثروت زيد، أنَّ الوزارة لم توزِّع بعد النسخة النهائيّة المعتمدة من كتب الصف الثاني عشر وفقًا للمنهاج الجديد، لافتًا إلى أنَّ الوزارة قد لاحظت في الآونة الأخيرة تداول بعض الكتب التي هي عبارة عن مسودات لا أكثر.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضورلـ"النجاح الإخباري": "النسخ التي يتم تداولها بين الناس لمنهاج التوجيهي هي نسخ غير نهائية وقد أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميمًا بهذا الخصوص، وتمَّ توزيع مجموعة من النسخ قبل شهرين على لجان عكفت على دراستها وتمحيصها وعمل تغذية راجعة لها، وتلقينا الاقتراحات حول إضافة بعض الموضوعات وحذف أخرى".

وأشار الخضور أنَّ ما بين يدي الناس والطلاب حاليًّا هي مواد قابلة للحذف والإضافة وبناءً عليه من غير المجدي إعطاء دورات للطلاب فيها.

وبيَّن أنَّ الكتب النهائيّة حاليًّا في المطابع وستطرح خلال أيّام معدودة في الضفة وغزَّة على حدٍّ سواء، حيث سيتم طباعة كتب غزَّة في غزَّة تجنُّبًا للتأخير، وليكون المنهاج بين يدي الطلاب بأقرب وقت.

الإنجاز والمنهاج الجديد

وعن المنهاج الجديد الذي سيتم طرحه أشار الخضور، أنَّ موضوعات المنهاج بذات المحاور السابقة لكن تمَّ تطوير نمط التفكير والتركيز على مهارات الاستنتاج، وفي بعض المواد اللغوية، الاجتماعيَّة تمَّ تضمينها نصوصًا تثرى المحتوى وتساعد الطالب على الفهم والتفكير، حتى أنَّ المُطَّلع على منهاج اللغة العربية على سبيل المثال سيجده يتساوق ويتناغم مع ما المناهج التي تُدرَّس في الجامعات.

وأكَّد الخضور أنَّ المنهاج سيكون عصري وحديث، ويُعمّق الهويَّة الوطنيّة.

وحول امتحان الإنجاز الذي لقي قبولًا وارتياحًا في بدايته ثمَّ ما لبثث أن أثار التذمرات و الشكاوى من  الأهل والطلاب وحتى المراقبين، وضّح الخضور أنَّ الامتحان يراعي المستويات الثلاث للطلاب، العليا والمتوسطة ودون المتوسِّطة، بالإضافة إلى أنَّ الهدف من الامتحان هو إبراز التمايز بين الطلاب.

وأكَّد الخضور أنَّ الوزارة تتابع عن كثب مجريات الامتحانات من خلال التواصل مع المصحّحين، وكلُّ المعطيات حتى اللحظة تشير إلى أنَّ الأمور بخير.

امتحان التوظيف وردود الفعل

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي قد أعلنت يوم أمس نتائج اختبار التوظيف للمتقدمين للوظائف التعليميّة والمهنيَّة والإرشاد التربوي، وكان لافتًا تدني نسبة النجاح التي بلغت (36%).

وأكَّد الخضور أنَّ النتائج مقاربة للأعوام السابقة، وأنَّ الموضوع يرتبط بالواقع العام الذي يعيشه الخريجون في فلسطين.

وبخصوص أزمة التوظيف والسخط كلَّ عام، أشار إلى أنَّ المسألة خارجة عن سيطرة وزارة التربية والتعليم التي تتمنى تعيين كلِّ الخريجين، لكنّها مسألة صعبة في ظلِّ  ما يزيد عن (43.000) متقدّم نجح منهم ما يقارب (15.000) منهم (2200) من الذكور والبقيّة  إناث، ما يُشير إلى التكدسات الهائلة في بعض التخصصات.

في الحين ذاته ذكر الخضور أنَّ بعض التخصصات فيها شحّ خاصة تخصصات اللغة العربية، والرياضيات، والعلوم للذكور، ما يُحتِّم قراءة نتائج الاختبار لتوجيه الطلبة لدراسة المباحث المطلوبة وهي مسؤولية أولياء الأمور والجامعات.

ووضّح أنَّ بعض الجامعات قد تجاوبت مع دعوات الوزارة هذا العام وخصَّصت منحًا سيتم الإعلان عنها للطلبة الذكور الذين سيدخلون بعض التخصصات المطلوبة كالعلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة العربية.

من الجدير بالذكر أنَّ نتائج امتحان التوظيف أثارت بلبلة وسخطًا بين المتقدمين للامتحان، وعجَّت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات والاحتجاجات وعدم الرضا عن النتائج والسياسة المتَّبعة بخصوص التوظيف، مطالبين بحقّهم بوظيفة تضمن لهم حياة كريمة وتخفّض نسبة البطالة وآثارها الهدّامة.