نابلس - النجاح الإخباري - أظهرت معطيات نشرها مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الإثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت (122) ألف حالة اعتقال خلال سنوات الانتفاضة الثانية التي تمر ذكراها الـ20 هذا اليوم.

وبين المركز في تقرير له بهذه المناسبة، أن من بين المعتقلين (2200) امرأة وفتاة، و(17400) طفل.

ولفت رياض الأشقر مدير المركز، إلى أنه عند اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، لم يكن في سجون الاحتلال سوى 700 أسير فقط، ثم ارتفع العدد بشكل كبير نتيجة انتهاج الاحتلال لسياسة الاعتقالات، خاصةً بعد عملية إعادة احتلال الضفة الغربية عام 2002، إلى أن وصل عدد الأسرى في أعلى معدلاته في عام 2004 إلى 12 ألف أسير.

وبين أن أعداد الأسرى انخفضت تدريجيًا في السنوات التالية إلى أن وصل عددهم في الوقت الحالي إلى (4500) أسير، بينهم (38) أسيرة، و(150) طفلاً، و(8) نواب في المجلس التشريعي، و380 أسيرًا إداريًا.

ونوه الأشقر إلى أن الاحتلال لم يستثنِ النساء من حملات الاعتقال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، بينما صعد خلال الأعوام الأخيرة من استهدافهن بالقتل والاعتقال والاستدعاء، مشيرًا إلى أنه تم رصد (2200) حالة اعتقال لنساء وفتيات فلسطينيات منذ سبتمبر 2000، بينهن العشرات من القاصرات، والجريحات، والمريضات، والمسنات، وأكاديميات، وزوجات لشهداء وأسرى.

بينما ما يزال الاحتلال يعتقل (38) أسيرة داخل السجون في ظل ظروف قاسية ومأساوية، ويحرمهن الاحتلال من كافة حقوقهن المشروعة ويمارس بحقهم كل أشكال الإهانة والتعذيب والتضييق بحقهن، بما فيها تركيب كاميرات في ساحات وممرات السجن، مما يعد انتهاكًا لخصوصيتهن وتقيد لحرية الحركة داخل السجن.

وخلال انتفاضة الأقصى وضعت أربع أسيرات مواليدهن داخل السجون، حيث اختطفن وهن حوامل ووضعن في ظروف أقل ما يطلق عليها بأنها غير إنسانية، وهن مقيدات ولم يسمح الاحتلال لأحد من ذويهن بالتواجد بجانبهن خلال عملية الولادة.

وذكر الأشقر أنه مع اندلاع الانتفاضة لم يكن هناك أي طفل في سجون الاحتلال، وخلال سنواتها، اختطف الاحتلال ما يزيد عن (17400) طفل لم تتجاوزوا أعمارهم الثامنة عشر، ومنهم العشرات تم إطلاق النار عليهم وإصابتهم قبل الاعتقال ونقلوا إلى التحقيق والسجون في ظروف قاسية، وتم التحقيق معهم قبل تقديم العلاج لهم.

وبين أن عدد الأطفال الأسرى الآن بلغ (150) طفلاً موزعين على سجن عوفر ومجدو والدامون، ومراكز التوقيف والتحقيق المختلفة، بينهم عدد لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً، ويمارس الاحتلال بحق الأطفال أبشع أساليب التنكيل، ويحرمهم من كافة حقوقهم المشروعة، ويضغط عليهم للعمل مع المخابرات.

وكذلك صعد الاحتلال خلال الأعوام الأخيرة من إصدار احكام انتقامية بحق الأطفال وصلت إلى السجن المؤبد، دون مراعاة لأعمارهم، وكذلك اعتقل العشرات منهم جرحى بعد إطلاق النار عليم بحجة نيتهم تنفيذ عمليات طعن ضد جنود أو مستوطنين.

وأشار مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، إلى أنه خلال انتفاضة الأقصى ارتقى (102) شهداء للحركة الأسيرة، حيث ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (225) أسيرًا شهيدًا، نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب الشديد أو نتيجة القتل العمد والتصفية الجسدية بعد الاعتقال.

وأوضح الأشقر بأن (40) استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، بينما استشهد (3) بسبب التعذيب العنيف والقاسي، وشهيد آخر استشهد نتيجة إطلاق النار الحي والمباشر عليه خلال صدامات مع الإدارة في سجن النقب، وهو الشهيد "محمد الأشقر" من طولكرم، بينما ارتقى الشهيد "راسم سليمان غنيمات" من رام الله حرقاً عام 2005 إثر حريق اندلع في معتقل مجدو نتيجة ماس كهربائي.

وذكر الأشقر بأن محاكم الاحتلال أصدرت خلال سنوات الانتفاضة ما يزيد عن (30800) قرار اعتقال إداري ما بين قرارات جديدة وتجديد، وذلك بشكل تعسفي دون تهم واضحة، حيث يتذرع الاحتلال بوجود ملف سري لهؤلاء لا يسمح لأحد بالاطلاع عليه سوى ممثل النيابة العسكرية والقاضي الذى يصدر الأمر الإداري.

وبين أن محاكم الاحتلال أصدرت خلال سنوات انتفاضة الأقصى ما يزيد عن 500 حكم بالسجن المؤبد بحق أسرى اتهمتهم بتنفيذ عمليات أدت إلى مقتل جنود أو مستوطنين، هذا عدا عن عشرات المحكومين بالمؤبد الذين تحرروا في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وأُعيد اعتقالهم وأعيدت أحكامهم السابقة.