رام الله - النجاح الإخباري - أعلن المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، في تقرير أصدره بمناسبة عيد الأضحى المبارك ان نحو (4500) اسير واسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بينهم (39) أسيرة، و(160) طفلا، و(360) معتقلا اداريا، و(6) نواب سابقين، وقرابة (700) اسير وأسيرة يعانون من أمراض مختلفة، بينهم عشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان و كبار السن وأكبرهم الأسير فؤاد الشوبكي "أبو حازم" الذي تجاوز عمره الثمانين عاما.

وأوضح أن أن قرابة (٨٦%) من اجمالي عدد الاسرى والمعتقلين هم من محافظات الضفة الغربية، وهؤلاء الأسرى موزعين على قرابة 22 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف منها: النقب وريمون ونفحة وبئر السبع وهداريم وجلبوع وعسقلان والدامون وشطة وعوفر ومجدو والرملة والمسكوبية ..الخ. 

وقال: "يحل عيد الأضحى هذا العام وأوضاع الأسرى عموما، وظروف احتجازهم، تزداد قسوة، في ظل ارتفاع وتيرة القمع وقسوة السجان وتفشي فايروس " كورونا " وزيادة القلق لديهم وعليهم من خطر إصابتهم بهذا "الوباء"، مع غياب اجراءات الوقاية وتدني مستوى تدابير السلامة واستمرار الاستهتار الإسرائيلي بحياتهم وأوضاعهم الصحية". 

وأشار فروانة إلى أنه وبالرغم من قسوة الظروف وما يعانيه الأسرى من ألم ووجع وحرمان، فهم يستقبلون عيد الأضحى بأشكال وصور متعددة، ونظرتهم للعيد تنطلق من بعدين؛ الأول العقائدي والديني وهذا يجعل الأسير يستشعر مكانة العيد بفرحة وسعادة باعتباره مناسبة إسلامية عظيمة ذات دلالة في الشريعة.

وأضاف، أما البعد الآخر فهو المتمثل في نفسية الأسير في تلك اللحظات التي يبدأ معها بتقليب شريط الذكريات، ويتخيل نفسه بين أهله وعائلته، ويتمنى أن يكون بينهم يشاطرهم هذه المناسبة ويشاركهم الفرحة، فيزداد حزنا وألماً. فالحياة والمشاعر داخل السجن مختلفة. 

وبيّن فروانة إلى وجود نحو (50) أسير فلسطيني معتقلين منذ أكثر من 20سنة، وقد حرموا من مشاركة عائلاتهم في عشرات الأعياد الماضية، بينهم (29) أسيراً معتقلين منذ ما يزيد عن 25سنة، ومن بين هؤلاء يوجد (14) اسيرا مضى على اعتقالهم اكثر من 30 عام بشكل متواصل، أقدمهم الاسيرين كريم وماهر يونس من المناطق المحتلة عام1948 والمعتقلان منذ يناير1983. 

وبالإضافة الى هؤلاء فان هناك العشرات ممن تحرروا في صفقة وفاء الأحرار (شاليط) عام2011، وأعيد اعتقالهم عام 2014، وقد أمضوا هم الآخرين ما يزيد عن 20 سنة، وأبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي أمضى قرابة 40 سنة على فترتين وما زال في السحن.

واستحضر فروانة قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة منذ عام 1967  والتي ارتفعت هذا العام الى (224) شهيدا ارتقوا بعد الاعتقال وداخل السجون جراء التعذيب والاهمال الطبي او بسبب القتل العمد واطلاق الرصاص وهم في السجن. هذا بالإضافة الى مئات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن بسبب أمراض ورثوها عن السجون جراء ما تعرضوا له من تعذيب واهمال طبي خلال فترة وجودهم داخل السجن الإسرائيلي.

وذكر فروانة بأن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز جثامين (6) لأسرى ارتقوا  في السجون في أوقات مختلفة وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، عزيز عويسات استشهد عام2018، وفارس بارود ونصار طقاطقة و بسام السايح وثلاثتهم استشهدوا خلال العام المنصرم2019، وسعدي الغرابلي الذي استشهد مطلع الشهر الجاري. 

ودعا فروانة كافة الجهات والمؤسسات المعنية ومنظمات حقوق الإنسان إلى توظيف كافة الآليات والأدوات الدولية للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الافراج عن كبار السن والمرضى.

وطالب منظمة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بارسال وفد طبي دولي محايد لزيارة السجون والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع الصحية هناك وتقديم العلاج اللازم والمناسب للأسرى المرضى واجراء فحوصات "كورونا" للأسرى في ظل التشكيك الفلسطيني الدائم بالرواية الإسرائيلية.

وشدد على ضرورة توفير الحماية لكافة الأسرى من خطر الموت أو الاصابة بالأمراض، وضمان اتخاذ كافة اجراءات الوقائية وتدابير السلامة وتوفير مواد التعقيم والنظافة والغذاء المناسب لحمايتهم من خطر الاصابة بفايروس "كورونا"، في ظل تفشي الفايروس وتزايد أعداد المصابين من السجانين وارتفاع درجة القلق على الأسرى مع استمرار توقف الزيارات للغالبية العظمى من الأسرى وانعدام آليات التواصل البديلة بين الأسرى وعوائلهم.