رام الله - النجاح الإخباري - شاركت دولة فلسطين في أعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، ممثلة بعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم علي زيدان أبو زهري، بصفته رئيسا للمؤتمر العام للمنظمة، وذلك في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

واكتسبت هذه الدورة أهمية بالغة، حيث تمتع المجلس خلالها بصلاحيات المؤتمر العام، أعلى سلطة تمثل الدول الـ54 الأعضاء، وبحضور ممثلين عنهم، في الإشراف على عمل المنظمة وسياساتها العامة، إضافة لحضور عضو المجلس التنفيذي عن دولة فلسطين، أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية دواس دواس.

وقال أبو زهري: "نلتقي اليوم والقضية الفلسطينية تواجه ما تسمى بـ"صفقة القرن"، ونحن على ثقة بأن دولنا الإسلامية والعربية لن تخذل الحق الفلسطيني والعدالة الإنسانية بتحقيق السلام العادل والشامل"، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وشعبنا الفلسطيني المناضل سيفشلون كل المؤامرات والمخططات العبثية.

وأضاف أن انعقاد هذا الاجتماع الهام يتزامن مع فترة عصيبة تعيشها أمتنا الإسلامية والعربية والمنطقة برمتها، وخاصة في قطاعات التربية والثقافة والعلوم، مشيدا بالهمة العالية للقائمين عليه والعاملين في المنظمة وعلى رأسهم المدير العام سالم بن محمد المالك، وسعيهم الحثيث لإحداث التطوير والتغيير الإيجابي، الذي من شأنه أن يفرض واقعا جديدا أكثر ازدهارا وحضورا ومواكبا للتطور الحضاري على مستوى العالم.

وشدد أبو زهري على أهمية الانفتاح على العالم، والخروج بخطة استراتيجية إسلامية على غرار خطة التنمية المستدامة، وأن تكون قادرة على رسم مستقبل مشرق يقوم على توظيف موارد ذاتية والاستثمار بالوقف الإسلامي ضمن رؤية استراتيجية موحدة.

وتطرق للتحديات التي تواجه العاصمة القدس الشريف، واصفا إياها بمهجة القلب التي ما تزال تتعرض لأبشع هجمة شرسة، خاصة باستهداف واسع لقطاعات التربية والثقافة والعلوم فيها، والتي كان آخرها وأخطرها الخطة الخمسية التي تستهدف تهويد القطاع الثقافي والتربوي في المدينة بشكل كامل، وتم رصد مئات ملايين الدولارات لتنفيذها، والسعي لأسرلة كل ما هو موجود داخلها من ذاكرة جمعية ومكونات حضارية وثقافية.

وطالب بزيادة الدعم وتفعيل وحدة القدس لمجابهة التحديات التعليمية والثقافية والتربوية في فلسطين والقدس، وذلك من خلال إعادة النظر بآليات المواجهة والدعم للمدينة، وزيادة المشروعات والأنشطة الموجهة نحوها حتى يستطيع أهلها المرابطين والقابضين على جمر نارها الصمود والاستمرار بالتحدي.

وأجمع المشاركون في أعمال الدورة على استحداث قسما خاصا لبرامج القدس بناء على طلب اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم ضمن مشروعات وبرامج تربوية وثقافية وعلمية، وذلك لتنسيق وتعزيز وتكثيف البرامج الموجهة للمدينة في ظل ما تتعرض له من سياسات احلالية تهدف لطمس معالمها الحضارية خاصة في مجالات عمل المنظمة الإسلامية في حقول التربية والعلوم والثقافة.

وخلال أعمال الاجتماع جرى اعتماد قرار تغيير المسمى القديم للمنظمة ليصبح "منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"، وتم عرض رؤية المنظمة الجديدة على الدول الأعضاء، في صورة قرارات وتوجهات للعمل خلال المرحلة المقبلة، تتبنى مزيدا من الانفتاح والتعاون مع الدول الأعضاء، باعتبار الإيسيسكو بيت خبرة لدول العالم الإسلامي، وبما يجعل منها منارة إشعاع حضارية تعزز العمل الإسلامي المشترك، إضافة لاستعراض تقارير عملها خلال السنوات الماضية، والتقرير المالي.

وناقش المجلس عدة أمور تنظيمية مهمة، منها مشروع الهيكل التنظيمي الجديد، ومشروع إنشاء وقف تنموي للإيسيسكو، ومشروع إنشاء المجلس الاستشاري الدولي للإيسيسكو، وتم خلال الدورة انتخاب أعضاء لجنة المراقبة المالية، واعتماد شركة تدقيق الحسابات الجديدة، وتحديد مكان انعقاد الدورة الـ41 للمجلس وزمانها.