نابلس - النجاح الإخباري - قال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، إن العدو الأول للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية هو الاحتلال الإسرائيلي، وأن الولايات المتحدة تحاول الالتفاف على القضية الفلسطينية من خلال إبرام اتفاقيات سلام بين الإمارات والبحرين من جهة ودولة الاحتلال من جهة ثانية وهو الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن الخلافات العربية والإسلامية هي حالة طارئة ولا بد وأن تزول قريباً، وأن العرب والمسلمين هم أخوتنا وليسوا أعداءنا.

وأضاف الهباش خلال كلمته في أعمال مؤتمر المنتدى الإسلامي الأوروبي بعنوان "التضامن مع فلسطين كأساس لوحدة الأمة"، ان فلسطين ومدينة القدس كانت مركز توجه المسلمين في صلاتهم منذ بداية الإسلام ولمدة خمسة عشر عاماً، وهي نقطة انتهاء الإسراء وبداية المعراج للنبي عليه السلام نحو السماء، مشيراً الى أن القضية الفلسطينية هي قضية عقيدة ودين، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تؤكد أهمية القدس وفلسطين في الإسلام.

وأكد الهباش ان فلسطين كانت دوماً نقطة ارتكاز ومؤشر على قوة الأمة أو ضعفها، فكلما كانت فلسطين تقع تحت الاحتلال كان ذلك بسبب ضعف الأمة، وأنه رغم توالي النكبات على فلسطين بقيت مركز الصدارة في وعي الأمة الإسلامية.

وأوضح قاضي القضاة أن وعد بلفور المشؤوم الذي أصدرته بريطانيا بإعطاء الحق لليهود في الهجرة إلى فلسطين كان في نفس الوقت الذي انتهت فيه الحرب العالمية الأولى وسقوط دولة الخلافة، حيث لم يكن في الشرق الإسلامي أي خلاف بين المسلمين وبين أهل الكتاب وخاصة اليهود، وهو الصراع الذي كان قائماً في اوروبا، وهو دليل أن الغرب استعمل اليهود كأداة لتحقيق مصلحة استعمارية في العالم الإسلامي عبر زرع كيان يهودي غريب في فلسطين على اعتبار انها قلب الأمة الإسلامية.

وأشار الهباش ان منظمة التحرير الفلسطينية قبلت بالحل السياسي على أساس قرارات الشرعية الدولية وهو بالأساس ليس حلاً مثالياً وحل مؤلم وظالم، ولكن مع الأسف لم يلق هذا الحل أي تنفيذ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كونها الراعي الرئيس لدولة الاحتلال وطرحت ما يسمى "صفقة القرن" التي تكرس الاحتلال وتمنع الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه، وهي الخطة التي رفضتها القيادة الفلسطيني بشكل مطلق وترفض أي حلول تنتقص من حقوق شعبنا التي أقرتها الشرعية الدولية.

ونوه قاضي القضاة ان المطلوب من الأمة الإسلامية اليوم هو إعادة القضية الفلسطينية وقضية القدس إلى صدارة الوعي الشعبي والرسمي في البلاد العربية والإسلامية، عبر تكثيف الندوات والمؤتمرات التي تؤكد على أهمية القدس وفلسطين لكي لا ينسى المسلمون والأجيال القادمة فلسطين والقدس وزيادة التضامن العربي والإسلامي مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحصار خانق من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال.