نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - بسعف النخيل وأغصان الزيتون والشموع يشق المسيحيون طريقهم اليوم احتفالا بعيد الشعانين، ويسمى أحد الشعانين أو أحد السعف.

الأطفال تحديدًا يحتفلون بهذا اليوم كإرث تاريخي ينفّذ فيه المسيحيون مسيرات حول الكنائس قبل أسبوع واحد من عيد الفصح ويسيرون مع جموع المؤمنين هاتفين: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي".

والشعانين كلمة عبرية معناها "الله هو المخلّص"، يؤمن بها المسيحيون في انتظار المسيح ليخلص الأرض.

وبحسب المسيحيين فإنّ الناس استقبلوا السيد المسيح في مثل هذا اليوم في القدس، فارشين ثيابهم وحاملين أغصان الزيتون والنخيل، ودخل بهيئة متواضعة راكبًا على أتان.

أمّا أغصان الزيتون فلها دلالة إذ كانت تدهن بها رؤوس الملوك والأمراء، واستعملت للشفاء، وترمز للسلام وهو الرسالة التي حملها اليسوع بحسب المسيحيين.

في حين ترمز سعف النخيل للفتح إذ كان يُستقبل بها الفاتحون  والأمراء والملوك، ولخلوّ القدس من أغصان النخيل اعتاد اليهود الذين يحتفلون بنفس الفترة بعيد الفصح اليهود على الإتيان بها من أماكن بعيدة، وهو بحسب عقيدتهم العبور من العبودية إلى الحرية في أرض المعاد.

 

أمّا خلع الملابس ففيها رمزية لتجديد النوايا، حيث يخلع المسيحي الإنسان القديم ويبدأ سيرة جديدة تحت أقدام المسيح، وفيها كذلك رمز للتواضع، وخلع الأمور الدنيوية.

الدكتور حنا عيسى – أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية أكَّد على أهمية هذا العيد بالنسبة للمسيحيين، قائلًا: " أهمية عيد الشعانين تكمن في أنَّ فلسطين من خلال هذا العيد وغيره من الأعياد ترسل دائمًا الرسائل للآخرين عبر المحبة و الرحمة و السلام الموجودة بين أبناء شعبها لتؤكّد على أنَّ قوة فلسطين وثبات موقفها نابع من الإرث الإنساني، وأنَّ العلاقة التي تجمع المسيحية و الإسلام في فلسطين هي علاقة تكامل حضاري عميق عمق التاريخ .. وان هذا العيد يرمز إلى العيش المشترك للمسيحيين والمسلمين في حياة واحدة مشتركة أساسها المحبة و الأخوة و الانتماء إلى نسيج اجتماعي وثقافي وحضاري واحد".

ويعد أحد الشعانين - الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الشعانين أو أسبوع الآلام.


ولفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، في العظة الّتي ألقاها خلال ترؤسه قداس ​أحد الشعانين​ في ​بكركي في لبنان​، إلى "أنّنا نحمل أغصان النخيل والزيتون والشموع، ونواصل هتاف ذلك الجمع في أورشليم: "هوشعنا، مبارك ​المسيح​ ملكنا الآتي باسم الرب".

وركّز على "أنّنا نلتمس للجميع سلام المسيح، ولا سيما لبلداننا المشرقية الّتي تعاني من الحروب والانقسمات و​النزوح​ و​الهجرة​ والأزمات. نلتمس هذا السلام للعراق و​سوريا​، مع عودة جميع ​النازحين​ والمهجرين إلى وطنهم، ليواصلوا كتابة تاريخهم ويحافظوا على بلدهم، فلا يكونوا كالعبء على البلاد التّي استقبلتهم وبخاصة ​لبنان​".

ونوّه إلى أنّ "الحجر يُعوَّض إنّما الهوية فلا".

وذكر "أنّنا نلتمس السلام للقدس حيث أتمّ المسيح سرّ الفداء بموته وقيامته. في أورشليم، أعلن وأسّس الكنيسة وحلّ عليها الروح ​القدس​، فأرسلها إلى العالم كلّه كأداة الخلاص الشامل"، مؤكّدًا أنّه "لا يمكن القبول بانتزاع هوية القدس المنفتحة على الديانات التوحيدية، وجعلها عاصمة لإسرائيل​ اليهودية. كما لا يمكن القبول بإلغاء الدور المسيحي البنّاء وبتجاوز المسلمين، فيما لهم من أماكن عبادة وحضور".

وركّز الراعي على أنّ "من أجل إحلال السلام، لا يمكن القبول بحرمان الفلسطينيّين من دولة خاصة بهم، ومن عودة اللاجئين إلى أراضيهم".

وأشار إلى أنّ "مملكة المسيح لا حدود لها وتشمل كلّ الأرض. هذه المملكة تُدعى ملكوت الله، الّذي يبدأ في كنيسة الأرض ويكتمل في ملكوت السماء"، لافتًا إلى "أنّنا ننتمي إلى هذه المملكة بالمعمودية والميرون، وبرسالتها نحن ملتزمون في كلّ وطن نعيش فيه". وركّز على "أنّنا فيما نحتفل بعيد الشعانين​، لا بدّ من فهم الرموز الّتي نقوم بها، ونسأل الله أن يملأ بحبّه وسلامه كلّ لبنان ومجتمعاتنا".