نابلس - النجاح الإخباري - دعت لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها الـ99 "دورة القدس"، المنظمات الدولية كافة العاملة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس إلى بذل المزيد من الجهود في توفير الحماية للمدارس الفلسطينية من الممارسات الاسرائيلية، خاصة مدارس مدينة القدس المحتلة وفقا للقوانين الدولية الملزمة.

كما دعت اللجنة الدول العربية كافة الى الانتصار للتعليم في مدينة القدس وذلك من خلال تمويل شراء المباني لصالح إنشاء مدارس عربية وترميم المدارس الآيلة للسقوط، وإدانة قرار دولة الاحتلال الحالي منع تطبيق المنهاج الوطني الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة وفرض المناهج الإسرائيلية المحرفة.

كما دعت اللجنة في ختام أعمالها، اليوم الأربعاء، بمقر دائرة شؤون فلسطين في عمان، بحضور مسؤول ملف التنمية في قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية محمد شقورة، ومدير عام المتابعة الميدانية بوازرة التربية والتعليم أيوب عليان، المنظمات الدولية والإقليمية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة معاناة الطلبة الفلسطينيين بالقدس بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى دفع الطلبة للتسرب من المدارس، واستغلالهم كأيد عاملة رخيصة، أو الدفع بهم إلى انحرافات اجتماعية خطيرة، خاصة ما تقوم به من تسهيل ترويج المخدرات بين الطلبة والشباب في مدينة القدس، وتقديم الدعم اللازم للمؤسسات التعليمية الفلسطينية في القدس للتصدي لهذه السياسات.

وأكدت اللجنة، ضرورة استمرار إبراز وضع مدينة القدس المحتلة باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية (عاصمة الثقافة العربية على الدوام) و(عاصمة دائمة للإعلام العربي)، و(عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية) وأهميتها التاريخية والدينية للأمتين العربية والإسلامية، وفضح الانتهاكات والاعتداءات المتزايدة التي تتعرض لها بهدف تهويدها في المناهج التعليمية والتربوية.

ودعت، جميع الدول والمنظمات الدولية المختصة بضرورة إلزام إسرائيل بعدم إعاقة أو منع بناء مدارس جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة مدينة القدس ومناطق ما تسمى بمنطقة (ج)، كما أدانت اللجنة، قيام سلطات الاحتلال بإغلاق بيت الشرق والمؤسسات الوطنية الفلسطينية، وخاصة المؤسسات التعليمية وحرمان أبناء مدينة القدس المحتلة وكذلك الطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسـهم، وطالبت اللجنة المنظمات الدولية للتدخل من أجل إعادة فتح بيت الشرق والمؤسسات الوطنية في القدس.

وأكدت اللجنة، تحميل إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) كامل المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التربوية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) والاستمرار في مطالبة المجتمع الدولي، خاصة اليونسكو، بتوفير الحماية الدولية لأهلنا وأبنائنا الطلبة العرب في الاراضي العربية المحتلة لضمان سير العملية التربوية، كما أدانت قرارات الحكومة الإسرائيلية بتصعيد وتشديد الإجراءات القمعية ضد الأسرى الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم والتي تضمنت العزل والغرامات ومنع الزيارة من قبل الأهالي والإقامة الجبرية (الحبس المنزلي) ومنع الأسرى من التقدم لامتحانات الثانوية العامة والالتحاق بالتعليم الجامعي.

ودعت اللجنة، إلى ضرورة توفير الدعم المالي المستدام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) للاستمرار في تقديم خدماتها وبرامجها وبشكل خاص برنامج التعليم للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمسة، كما ثمّنت الدور الذي تقوم به وكالة الغوث الدولية في الشرق الادنى (الاونروا) للتخفيف من معاناة أهلنا في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما دعت الدول المانحة لتغطية العجز الحاصل في موازنتها لتستطيع القيام بمهامها دون انتقاص حسب قرار إنشائها، وهنا تشيد اللجنة بدور الجهود العربية والإسلامية المساندة لعمل ودور وكالة الغوث الدولية (الاونروا) ومساندتها في تخطي الأزمة المالية التي تعاني منها.

وشددت اللجنة على ضرورة مواصلة الطلب من الدول العربية والإسلامية والمنظمات العربية والإسلامية (الألكسو- الأسيسكو) ومكتب التربية لدول الخليج العربي الاستمرار في إثراء محتوى مواقعها الخاصة بالقدس على الشبكة (الإنترنت) العربي بموضوعات باللغات الحية لفضح الممارسات العنصرية والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، داعية الجهات الإعلامية العربية إلى الاستمرار في إنتاج برامج إعلامية تفضح المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تقسيم الحرم القدسي الشريف وتقويضه وبناء الهيكل المزعوم، وتوعية أبنائنا الطلبة وجيل الشباب بأهمية مقدساتنا في مدينة القدس وبخاصة المسجد الأقصى المبارك والتركيز على إظهاره بمساحته (144 دونما).

وأشادت اللجنة بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والدفاع عن المقدسات وحمايتها وتجديد رفض كل محاولات إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) المساس بهذه الرعاية والوصاية الهاشمية، وتثمين الدور الأردني في رعاية وحماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس وجهود الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وجهود وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية في دعم المسيرة التعليمية في مدارس مدينة القدس.

ورفضت اللجنة تهديدات قسم المعارف في بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة بمصادرة الكتب المدرسية الفلسطينية من المدارس، وفرض عقوبات على تلك المدارس التي ترفض اجراءات الاحتلال، وثمنت رفض مديري المدارس ومجالس اولياء الامور في مدارس القدس المحتلة للإجراءات الإسرائيلية كافة بفرض مناهج دراسية مشوهة على ابنائهم في المدارس، وموقف أولياء الأمور في رفض المغريات الإسرائيلية لنقل أبنائهم إلى المدارس التي تطبق المنهاج الإسرائيلي رغم المضايقات والممارسات الإسرائيلية نحوهم نتيجة هذا الرفض.

ودعت اللجنة المنظمات العربية والاسلامية والدولية (الألكسو، الإيسيسكو، اليونسكو) الى فضح الممارسات الاسرائيلية خاصة قرارها بفرض المناهج المحرّفة على طلبة مدارس مدينة القدس المحتلة، كما أدانت فرض حكومة الاحتلال وضع رموز "إسرائيلية" على جدران المدارس الفلسطينية وداخل غرف التدريس مثل ما يسمى "النشيد الإسرائيلي"، و"صور قادة إسرائيل" (دولة الاحتلال)، وما يسمى "بوثيقة الاستقلال"، وهو ما يعتبر اعتداء على حرمة المدارس وعلى نفسية الطلبة الفلسطينيين الدارسين فيها وطالبت اللجنة زيادة برامج التوعية لمواجهة ذلك من قبل وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية ومجلس أولياء الأمور والمؤسسات الأهلية في مدينة القدس.

وأكدت اللجنة، أهمية استمرار وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة في الدول العربية في إنتاج البرامج المساعدة التي توضح آثار ومخاطر الاستمرار والتمادي في الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية غير المسبوقة في الأراضي العربية المحتلة، وبناء جدار الفصل العنصري، وتهويد القدس، وقضم وابتلاع ومصادرة الأراضي العربية المحتلة، والتركيز على حق العودة للاجئين الفلسطينيين والنازحين إلى ديارهم وممتلكاتهم تطبيقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، خاصة القرارين رقم 194 و237، ورفض محاولات التوطين بأشكاله كافة، والعمل على توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية المستمرة.

كما دعت، اللجنة الدول العربية إلى الاستمرار في إعداد مواد إعلامية حول جدار الفصل العنصري بالتعاون مع دولة فلسطين والدول المضيفة، واقتراح يوم 9/7 من كل عام (وهو تاريخ صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول جدار الفصل العنصري) لعرض تلك المواد الإعلامية بالتنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربية، وضرورة دعم مدارس التحدي التي تقوم ببنائها وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المهددة بالمصادرة فيما يسمى بمناطق ج، والتركيز على معاناتها المستمرة، وثمنت اللجنة مبادرة "مدرستي فلسطين" التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبد الله، والتي تساعد على التخفيف من معاناة الطلبة وتأمين متطلبات المدارس في القدس والدعوة إلى مبادرات مماثلة من قبل الدول العربية.

وأكدت اللجنة أهمية الاستمرار في بث البرامج التعليمية لأكثر من مرة يومياً، والتأكيد على أهمية تحميل إرسال الإذاعات العربية التي تبث برامج تعليمية إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة على شبكة (الانترنت)، وبخاصة إذاعة فلسطين/ صوت العرب من القاهرة، وإذاعة فلسطين من دمشق، لإتاحة الفرصة للطلبة للاستفادة منها، والطلب إلى دولة فلسطين الاستمرار في تقديم تقارير دورية حول ظروف البث والاستقبال.

وأشارت اللجنة إلى أهمية مواصلة وتكثيف وتقوية بث البرامج التعليمية واستخدام البدائل التقنية المتاحة (وسائل التواصل الاجتماعي) لتعويض الطلبة عما يفوتهم من تحصيل علمي في مدارسهم نظرًا لاستمرار إسرائيل في سرقة الفضاء الفلسطيني وإحكام السيطرة عليه لصالح المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة واستمرار عمليات الحصار والإغلاق التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية المحتلة، ودعت الدول الأعضاء إلى مواصلة تزويد وفد دولة فلسطين بالبرامج الموجهة (المسموعة والمرئية والمواقع الالكترونية) ليتسنى تعميمها وضمان وصولها لطلبة المدارس، وكذلك الاستمرار في تبادل البرامج بين أعضاء اللجنة، من خلال قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة.

وطلبت اللجنة من الدول الأعضاء والمنظمات المتخصصة الاستمرار في إنتاج مواد إعلامية لكشف ممارسات سلطات الاحتلال الرامية إلى سرقة الفضاء الفلسطيني لصالح المستوطنات والعمل على إنهاء هذا الاعتداء الإسرائيلي المستمر على حق الفلسطينيين في التعبير وتمكينهم من السيطرة على فضائهم وتزويد اتحاد اذاعات الدول العربية بهذه المواد حتى تتولى بثها عبر منظومة المنوس Minos لصالح هيئاته الأعضاء .

كما أكدت أهمية الاستمرار في تزويد وزارة التربية والتعليم العالي في دولة فلسطين بالأدلة الخاصة بمواعيد بث وعناوين البرامج التعليمية الموجهة في كل دورة بقصد استفادة الطلبة والمعلمين الفلسطينيين منها ووضع هذه البرامج على المواقع الالكترونية الخاصة بأعضاء اللجنة والتنويه على هذه المواقع من قبل هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطيني، داعية بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذي يصادف يوم 29/11 من كل عام إلى استمرار مشاركة وفود الدول الأعضاء بها في اليوم الإعلامي المفتوح للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وصمود أهل القدس، بالتنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربية.

كما لفتت اللجنة بمناسبة يوم التضامن مع الاسرى الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم "يوم الاسير الفلسطيني" الذي يصادف يوم 17/4 من كل عام إلى ضرورة استمرار مشاركة وفود الدول الأعضاء بها في اليوم الإعلامي المفتوح للتضامن مع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي والطلب من اتحاد اذاعات الدول العربية التنسيق والمتابعة مع هيئات الإذاعة والتليفزيون في الدول العربية بهذا الخصوص.

وفِي الختام أبدت اللجنة اعجابها لما شاهدته واستمعت إليه من مواد احتوت على مضامين قومية وموضوعات وطنية حيث عرض وفد دولة فلسطين فيلماً حول "مدارس في دائرة الاستهداف، وفيلماً آخر حول "مدارس التحدي"، وعرض وفد المملكة الأردنية الهاشمية أيضا فيلماً حول التعليم في القدس، وأوصت اللجنة بإنتاج المزيد من هذه الأعمال مع التركيز على الموضوعات التي تفضح الممارسات العنصرية الإسرائيلية والانتهاكات كافة في الأراضي العربية المحتلة، كما رحبوا بانضمام مسئولي قناة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) الفضائية إلى عضوية هذه اللجنة والتأكيد على مشاركتها في الدورات القادمة .

كما قدمت اللجنة التي استمرت أربعة أيام، الشكر إلى وزارة التعليم العالي الفلسطينية على جهودهم المميزة في اعداد الأفلام الوثائقية وهي: "مدارس في دائرة الاستهداف"، "مدارس التحدي"، وتقديم الشكر ايضاً على الدراسة القيمة من قبل فريق وزارة التربية والتعليم العالي "التحريض في المناهج الإسرائيلية"، كما طالبت اللحنة المشاركين بضرورة تزويد قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالمواد التعليمية والإثرائية لتضمينها على نافذة اللجنة ضمن ايقونة القطاع على الموقع الالكتروني لجامعة الدول العربية .

ورحبت اللجنة بعقد دورتها (100) القادمة في النصف الثاني من شهر اكتوبر 2019 في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.