نابلس - أكرم عطا الله - النجاح الإخباري - لم يعد هناك الكثير مما يقال عن مشهد عربي بالغ الدلالة في التعبير عن نفسه بتفاصيله وبشموليته فالأشياء تتشابه في النجاح أو في الاخفاق وحين تجتمع القمة فإنها تعكس تماماً حالة العرب مطلع هذا القرن وبعد أن تسلموا حكم أنفسهم واذ بهم أكثر عجزاً عن الاقلاع ، دولاً بائسة وشعوب مسكينة فقيرة وأنظمة حكم ضعيفة في مواجهة خصومها وعالم عربي مشغول بذاته دول تتآمر على شقيقاتها.

الحقيقة أن كثيرين هاجموا القمة العربية والحقيقة أن صورة الزعماء النيام كانت أكثر استفزازاً لعالم أكثر اشتعالاً يبحث عن حلول سريعة من قمة رأسه حتى أطراف أصابعه والقرارات التي اتخذت والتي تشبه ما يعاد تكراره في مواقف سياسية نظرية لتبرئة الذات ولو بالكلام من جرائم ترتكب في وضح النهار كأن العربي اكتفى بالقول كبديل عن الفعل لدى أمة امتهنت الشعر والكلام مبكراً.

أمام حجم الأخطاء والكوارث فان أية قمة عربية أضعف من أن تواجه ما تواجهه تلك الدول التي أوغلت في نفسها عداء وكراهية ولكن الأهم كما يأمل الفلسطينيون هو قدرة العرب على اتخاذ مواقف أمام العاصفة الأميركية التي تهدي لإسرائيل أراضي العرب ودرتها القدس، وعلينا أن نرى الأمور بموضوعية  أكثر فأن تجمع القمة العربية هو تجمع لهذه الدول الضعيفة وأن مجموعها لم يعد يشكل أية قيمة في المعادلات السياسية الدولية وحتى الاسرائيلية.

في العالم العربي أنظمة تخاف شعوبها وتخاف من اسرائيل ومن الولايات المتحدة وفي العالم العربي شعوباً تخاف أنظمتها وأحزابها وأجهزة أمنها والبوليس الذي يلاحقها في كل شيء ووسط هذا العالم الخائف من نفسه ومن الآخرين لا يمكن أن نتوقع أن يشكل اجتماع أية قمة قيمة حقيقية.

العالم العربي في أسوأ أزمنته وأردأ عصوره فحين تعقد قمة أوروبية يتناولون العلوم والاقتصاد والتكنولوجيا ورفاهية الشعوب ماذا تقول القمم العربية غير جمل انشائية يعاد تكرارها وفي كل مرة نرى هبوط السقف بشكل ثابت الى الحد الذي أصبح بيان الشجب والاستنكار الذي كان محل سخريتنا يوماً ما أصبح طموحاً في هذا الزمن ننتظر موقفاً من زعيماً أو ملكاً حتى لو كان لا يعني شيء على الأرض لتتصدره صحفنا باعتباره صلاح الدين.

ماذا لو توقفت القمم التي تجر نفسها بتثاقل؟ ماذا لو ألغيت مؤسسة القمة العربية ومعها الجاهة العربية؟ فلا حيلة لمواجهة اسرائيل، ولا يتحدثون عن اقتصاد عربي مشترك ولا جيش ولا تعاون في أي شيء بعيد عن التكنولوجيا والتطور ،عالم مجرد مستهلك لما ينتجه العالم، ولا قدرة على انتقال العربي من بلد الى آخر دون تأشيرات ولا شيء يجمع هؤلاء سوى اللغة وحالة الضعف التي تغذي الجميع والأسوأ أن تلك القمم لم تعد تلتزم بما قررته سابقاً وهنا لا نتحدث عن قمة الخرطوم ولأءاتها بل على الأقل قمة بيروت التي قدمت مبادرة سلام لإسرائيل لاستيعابها في المنطقة وركلتها اسرائيل لنرى الدول العربية تفتح علاقات مع تل أبيب متجاوزة كل القمم بعدها ولا أحد يسأل.

حين لا تتداعى القمة العربية بعد اعلان ترامب المشئوم حول القدس وتقرر سحب سفاراتها من واشنطن حينها علينا أن نعرف أن مؤسسة القمة لا دور لها لقد قالت حينها ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي بعد اعلان ترامب " أنظروا لم تسقط السماء" وهو ما حدث فعلاً كان يوماً عادياً يمارس فيه العرب عاديات أيامهم فعلاً لم تسقط السماء ولحقت بها الجولان لذا لن تسقط السماء حين تتوقف القمم العربية عن الانعقاد فعلى الأقل تعفينا من رؤية مشهد نوم العجائز...!!!