هاني حبيب - النجاح الإخباري -  

ما زال الهدوء الحذر يسيطر على تخوم قطاع غزة مع الاحتلال إثر موجة التصعيد الأخيرة، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع العديد من المحللين إلى اثارة المزيد من الخشية من أنّ ذلك قد يفتح على حرب واسعة جديدة، خاصة إثر رشقات التصريحات التحريضية الواسعة التي شنتها أوساط سياسية وأمنية وحزبية مؤخراً على رئيس الحكومة وتحميله مسؤولية ما يسمى تآكل قوة الردع في مواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، رد نتنياهو على هذه الرشقات تمت بإتجاهين، الأول من خلال أوامره لنشر بطاريات من منظومة القبة الحديدية المضادة لصواريخ المقاومة على الحدود مع القطاع وبشكل موسع تجاوز المرات السابقة التي تم فيها نشر هذه المنظومة أما الثاني فكان ذات طبيعة سياسية في محاولة منه لإستشمار هذ التصعيد نحو استهدافات تشكيل الحكومة الاسرائيلية عندما دعا نتنياهو إلى تشكيل حكومة طوارئ أمنية وأن هناك مساعٍ جدية للسطو على إمكانية تشكيل هذه الحكومة من قبل حزب ازرق أبيض ذلك أن المقربين من نتيناهو أشاروا إلى أنّ هناك خطة شبه تفصيلية وتشكيل حكومة طوارئ فعلاً وانّ نتنياهو سيعين حليفه في التجمع اليميني نفتالي بينيت كوزير للحرب في هذه الحكومة وما تسرب عن اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر الأحد الماضي يشير إلى ان هناك خطوات جدية بإرسال رسالة إلى المقاومة في قطاع غزة إلى أن حرب واسعة باتت قريبة خاصة وان مثل هذه الحرب ستسهم بشكلٍ فعّال في استمرار نتنياهو على رأس الحكومة ما يجعله في هذا المنصب المحصّن إلى ما بعد توجيه لائحات اتهام ضده من قبل النيابة العامة.

 

وتؤيد أوساط واسعة في حزب الليكود والتجمع اليميني ضرورة تدحرج التصعيد إلى حرب واسعة ما يؤكد ذلك تصريح الجنرال السابق ووزير الإسكان الحالي ما حكومة نتنياهو وعضو الكابينيت يو آف غالات عندما قال بعد اجتماع المجلس الوزاري المشار إليه من أنّ ردود الفعل الإسرائيلية على رشقات الصواريخ غير مجد وبدون فعالية، وعليه لا بد من أن تطلق إسرائيل معركة عسكرية شاملة على قطاع غزة في الوقت والظروف التي ترتأيها، يضاف إلى ذلك جملة من التصريحات من قبل مختلف الأطراف تحرض نتنياهو على القيام بعمليات اغتيال واسعة الأمر الذي من شأنه تدحرج التصعيد إلى حرب واسعة.

لذلك، يتوجب الحذر المدعم بالاستعداد لاحتمالات هذه المغامرة الإسرائيلية وعدم منح الاحتلال أي ذريعة يستند إليها بالدفع لهذه المغامرة إلى الأمام، رغم قناعتنا أن الاحتلال ليس بحاجة لمثل هذه الذريعة كونه يدرك أنه في حال تحقق من انتصاره في مثل هذه الحرب فإنه لن يتأخر لحظة واحدة عن شنها وإلى قناعتنا أيضاً أن ما يمنع الاحتلال من الاقدام على مثل هذه الحرب هو شكوكه الأكيدة في أمكانية الانتصار فيها.