هاني حبيب - النجاح الإخباري - سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليكون أول المهنئين بفوز الرئيس الأوكراني المنتخب فلاديمير زيلنسكي داعيًا له لزيارة إسرائيل، بينما تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية بكثير من التفاصيل سيرة حياة الرئيس الأوكراني المنتخب، باعتباره ليس مجرد ممثل كوميدي شهير، بل كونه من أصول يهودية مما يزيد احتمالات أن تصبح أوكرانيا آخر دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل حتى الآن، وأن بإمكان إسرائيل الاستفادة من امتلاك الرئيس الأوكراني المنتخب لأكبر إمبراطورية انتاج تلفزيوني وسينمائي، حيث تلقى منتجاتها شعبية كبيرة في أوروبا الشرقية، وخاصة في دول الاتحاد السوفياتي السابق.

كما بإمكان الدولة العبرية الاستفادة من فقر هذه الدولة التي تعتبر الأكثر فقرًا من بين كافة دول الاتحاد السوفياتي السابق، حيث يفوق عدد المهاجرين الشباب منها كافة المهاجرين من أفريقيا وسوريا والشرق الأوسط مجتمعين حسب صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية، من خلال علاقات شراكة تستفيد إسرائيل من خلالها باستثمار طاقات هذه الفئة الشبابية من حملة الشهادات العليا والحرفيين الماهرين، ومع أن هناك الآن عددًا كبيرًا ومتزايدًا من الشركات الإسرائيلية التي تعمل في أوكرانيا، إلا أن مع الرئيس المنتخب، يجب أن يصبح هذا المجال هدفًا أكثر تحديدًا وتخطيطًا.

وقبل فوز زيلنسكي، كانت إسرائيل تقيم علاقات قوية مع أوكرانيا، وقد اعتمدت هذه الأخيرة مؤخرًا على مشتريات السلاح من إسرائيل، وتم التوقيع على عقود هامة في هذا السياق أثناء زيارة الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو أوائل العام الجاري، بالتوازي مع التوقيع على اتفاقية تجارة حرة بينهما، ما يشير إلى تلك العلاقات القوية التي كانت بين نتنياهو وبوروشينكو، وهذا الأخير تلقى برقية شكر من قبل الأول قبل مغادرته قصر الرئاسة.

إلا أن هذه العلاقات ستظل بالغة الحساسية، بالنظر إلى الموقف الروسي منها، فالخلاف الروسي مع أوكرانيا، سواء لجهة ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا، أو بالحرب الداخلية على أطراف أوكرانيا والتي تتهم بها روسيا، في وقتٍ تسعى فيه إسرائيل إلى عقد العديد من التفاهمات مع القيادة الروسية على خلفية الأحداث في سوريا.

روسيا التي اعترضت على القرار الأمريكي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، اتخذت هذا القرار تبريرًا لضمها شبه جزيرة القرم، مع إشارتها للفرق بين الحالتين، إذ أن القرم تعتبر أراضي روسية من الناحية التاريخية والجغرافية والسياسية، بينما هضبة الجولان أراضٍ سورية عربية وفقًا للقوانين والقرارات الدولية.

الرئاسة الجديدة في أوكرانيا، ستشكل اختراقًا جديدًا للسياسة الإسرائيلية في أوروبا، وعلى تخوم الصديق الروسي اللدود، وهنا يمكن لإسرائيل أن تلعب دورًا ابتزازيًا على الجانبين، وهو ما برع به نتنياهو!