ابراهيم ادعيبس - النجاح الإخباري - بالمختصر ... وربما المفيد

عن انتصار إرادة الأسير الأخرس وغير مأسوف على ترامب

بقلم: ابراهيم ادعيبس

ما يحدث في الولايات المتحدة حاليا يعتبر مهزلة سياسية وديمقراطية من الدرجة الأولى، فالخلافات حول نتائج الانتخابات والتشكيك بالنزاهة والتهديد باللجوء الى القضاء والمطالبة بإعادة فرز الأصوات في بعض المناطق والولايات، والتظاهرات المؤيدة او المعارضة، وغير ذلك من التصريحات والمواقف كلها مؤشرات على أشياء غير عادية ولا تحدث في دولة ديمقراطية فعلا، كل هذا يحدث بينما تؤكد النتائج فوز بايدن

الانتخابات تعني القبول بالنتائج مهما تكن واعتراف الخاسر بخسارته، وتهنئة الفائز بفوزه، وغير ذلك هو «مسخرة» فعلا، وهذه البلبلة التي تجتاح أميركا ويتابعها العالم كله تقريبا ستظل نقطة سوداء بالتاريخ الديمقراطي الأميركي.

على أية حال، فإن فوز بايدن هو أفضل كثيرا لنا وبتصريحاته السابقة، مواقف ايجابية الى حد كبير، على أمل أن ينفذها، فقد دعا الى حل الدولتين تمتع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بالحرية والأمن ورفض أية خطوات احادية ووعد بتقديم الدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني وإعادة القنصلية الأميركية الى القدس الشرقية، كما أنه تقرب الى المسلمين، وعددهم نحو اربعة ملايين، وقال انه سيلغي أية قيود على سفرهم الى أية بلاد يريدون.

وبالمناسبة فقد انتقد السعودية وولي العهد بشدة، وقال انه لن يبيع لهم أسلحة، وهم يقتلون الأبرياء!!

بالطبع هذا لا يعني انه سيكون ضد اسرائيل، ولكنه سيكون افضل من ترامب في تأييده الأعمى وانحيازه اللامحدود لاسرائيل وغطرستها وتوسعها الاستيطاني.

وتظل الحقيقة الراسخة دائما، وهي ان السياسة مصالح، وبقدر ما نستغل قدراتنا وتأثيرنا تكون بوصلة السياسة، وفوز بايدن قد يشكل مناسبة للتحرك والعمل اذا توفرت الارادة والتفكير السليم، واذا التزم هو بما وعد به ودعا اليه.

انتصرت إرادة الأسير ماهر الأخرس !

بعد إضراب عن الطعام، استمر أكثر من 100 يوم، انتصرت إرادة الأسير ماهر الأخرس، وقرر الاحتلال عدم تجديد اعتقاله الاداري، وقال انه يهدي انتصاره هذا الى كل أبناء شعبنا والاحرار في كل العالم.

وكان منظر طفلته الصغيرة وهي تقعد على سريره بالمستشفى وتطعمه بيدها، من أكثر المشاهد الانسانية اثارة واعجابا ومحبة وتقديرا.

إن قضية الاضراب 104 أيام ليست مجرد خبر، وانما هي تعبير عميق وقوي عن التمسك بالحقوق وحب الحياة والحرية، وللأسير ماهر كل الاحترام والتقدير من شعبنا كله ومن أحرار العالم جميعا، مع الدعاء بالتحرر لبقية أسرانا الذين يقبعون وراء القضبان في ظروف معيشية قاسية، بعيدا عن الأهل والأقارب والأصدقاء، وهم ارادة شعب وعنوان حرية !

التدمير ليس للفرجة !!

اسرائيل وكعادتها دائما، دمرت 70 مسكنا ومنشأة في الأغوار الشمالية، وشردت عشرات العائلات وتتركت المئات بمن فيهم اكثر من 40 طفلا، بدون مأوى، وأعمال الهدم لا تتوقف ابدا، ومنذ بداية هذا العام هدم الاحتلال اكثر من 600 منزل بأنحاء مختلفة من الضفة، وتحذيرات الهدم متواصلة.

وقد قام ممثلو دول الاتحاد الاوروبي ورؤساء بعثات دولية بزيارة موقع الهدم هذا في الأغوار، وأعربوا عن رفضهم لهذه الممارسات، وفي لندن قال وزير شؤون الشرق الأوسط «يقلقني بشدة هدم منازل خربة حمصة البقيعة البدوية».

لقد تكرر الاعراب عن الرفض والقلق مئات المرات، ولكن الاحتلال لا يسمع ولا يبالي، وذلك نحن الفلسطينيين ما عادت أقوال كهذه تحرك شعرة فينا، لأنها تظل بلا قيمة ولا أي مفعول، وكنا نتوقع مثلا أن يقدم هؤلاء المندوبون تبرعات مالية لإعادة بناء منازل للعائلات المشردة، وكنا ننتظر مواقف عملية ضد الاحتلال كفرض عقوبات أو وقف تعاون في بعض المجالات، أو على الأقل ارسال رسائل تحذير رسمية للحكومة الاسرائيلية.

إن زيارة مناطق الهدم ورؤية النتائج شيء ضروري لكن الزيارة ليست «للفرجة»، ولكنها انطلاقة لاتخاذ مواقف فعلية وخطوات ميدانية وبدون ذلك لا قيمة لهذه التحركات.