النجاح الإخباري - بقلم: لما جمال العبسة

«ضم غور الاردن» الى ما تُسمى اسرائيل أثار على امتداد الكثير من الدول حول العالم ومرورا بالمنظمات العالمية وصولا الى نقطة الاصل الاردن، موجة سخط من القرارات العشوائية في نظر كل هؤلاء للحكومة الاسرائيلية التي زادت حدة تعنتها في رغبتها لفرض واقع جديد على منطقة الشرق الاوسط لتكون دولة مقبولة من الجميع عدا عن رغبتها في بسط سيطرتها الموجودة اساسا داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة انما بشكل شرعي مقبول عالميا.

محللو الصحف الاسرائيلية وخبراؤها السياسيون والعسكريون اجمعوا - باستثناء اليمين من مؤيدي بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة- على ان خوض هذه المعركة انما سيكون له تداعيات اكبر مما يتخيله نتنياهو، فهو ليس قرارا يُتخذ ويمضي في تنفيذه انما ابعاده على كافة الصعد لا تحمد عقباها، حتى ان مجالس نواب اكثر الدول تبنيا لافكار رئيس الوزراء الاسرائيلي ترفضه البته وتعتبره المسمار الأخير في نعش عملية السلام في المنطقة.

معارضة الصحف الاسرائيلية للقرار تندرج تحت رصد ما يتم داخل الحدود الاردنية على صُعد مختلفة منها العسكري واخرى الاقتصادي عدا عن الاجتماعية .

التسريبات الاسرائيلية واستخدام المنصات الاعلامية العالمية للخوض في الموقف الاردني الرسمي وتفسيره كما يشاؤون انما هو كمن يحاول رش الرماد في العيون، وهذه المحاولات على المستوى العام لا تلقى اي اذن تسمع او عقل يتشبع بهذه الاراء.

 

ان ما يميز الاردن كدولة توافق كامل ما بين القيادة والشعب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وابعادها، يرافقه توافق الرؤيا مع السلطة الوطنية الفلسطينية وتوحد الرأي بين الطرفين، وان الاسرائيلين اعتادوا ان يكونوا هم من يعرف وهم من يقرر وينفذ، ليصطدموا بحاجز الصمود على الجبهتين الاردنية والفلسطينية تجاه مهاترات الدولة الاسرائيلية وفرضها لسياسة الامر الواقع.

ليس بعد الآن اي دور خفي تلعبه ايد عابثة مصدرها اسرائيل في الامن المجتمعي في الاردن وفلسطين فالاوراق انكشفت، ولن تكون الاردن وفلسطين تحت اي بند الورقة الرابحة في يد اليمين الاسرائيلي باستقطاب الناخبين والفوز بمنصب رئيس الوزراء هناك، ان الامر اضحى اكبر مما يتخيله العدو الاسرائيلي واستباحة الاراضي ولي عنق القانون بما يخدم مصالحهم اصبحت غير ذات معنى ولن يكون هناك اي استسلام لامر يريده نتنياهو واقعا.

نقلاً عن صحيفة الدستور الأردنية