عمري حسنين - النجاح الإخباري - فنان فلسطيني من الطراز الأول، حمل القضية على أكتافه وقاوم بدون سلاح، قاوم بفنه الراقي وأداءه الإبداعي المميز، وأثبت أن الكلمة الصادقة الهادفة من الفنان على خشبة المسرح أهم من كل الخطابات على المنابر السياسية، وأن القلم الحر أهم من الكلاشنكوف، وأن رسالة الفنان لا تقل أهمية عن الصاروخ. ترك بصمة فنية مميزة في مجال الكتابة والدراما والإخراج والمسرح، وتميزت أعماله بجرأة الطرح وقوة المضمون.. نتحدث عن عقلية شاسعة بآفاق مضيئة، وروح لاتعرف الهزيمة، وفن لا حدود له.. الفنان الممثل والمخرج القدير "زهير البلبيسي"

قضى طفولته في مصر وحتى الإنتهاء من مرحلة التعليم العالي، كان حلما يراوده أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية أو معهد السينما بعد إجتياز مرحلة الثانوية العامة بنجاح، لكن والده رحمة الله عليه رفض من باب الحرص على مستقبله ولأن الفن على حسب اعتقاده "مابأكل عيش"، فالتحق بكلية التربية في جامعة عين شمس ليتخصص في تعليم الرياضيات، وبعد أن تخرج عام 1980؛ سافر الى ليبيا ليعمل هناك معلم رياضيات لمدة عام واحد ليجمع تكاليف التسجيل في معهد الفنون المسرحية.. ليحقق حلم طفولته! وكان له ما أراد.. حيث تخرج من معهد الفنون عام 1985 بامتياز.

ونظراً لصعوبة الحصول على فرصة عمل في مجال التمثيل في مصر، اضطر للسفر الى الجزائر للعمل في مجال التعليم هناك لمدة 9 سنوات.

وفي عام 1995 أفاقت أحلامه النائمة بعد عودة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة، حيث عاد الى أرض الوطن ليعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني وقناة فلسطين الفضائية، التي كانت أرضاً خصبة لأحلامه كي تثمر وتتحقق بالعمل في مجال التمثيل والإخراج.

وفي عام 1995 أفاقت أحلامه النائمة بعد عودة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة، حيث عاد الى أرض الوطن ليعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني وقناة فلسطين الفضائية، التي كانت أرضاً خصبة لأحلامه كي تثمر وتتحقق بالعمل في مجال التمثيل والإخراج.

ومن هنا كانت الإنطلاقة نحو عالم الإبداع اللامحدود، حيث أطلق العنان لمواهبه الفنية لتبحر بلا مرسى ، فقام بإخراج العشرات من البرامج والأفلام والمسرحيات والعديد من المسلسلات التلفزيونية وأثرى الساحة الفنية الغزية بفيض من أعماله الناجحة والهادفة.. بالإضافة إلى أعماله المسرحية المميزة، ومن أهمها:

مسرحية دار الجنون (تمثيل وإخراج) الخروج من ثقب الإبرة (تمثيل وإخراج) روميو وجولييت غزة (تمثيل وإخراج) الأسد والثيران الثلاثة. (تمثيل وإخراج) آخر العنقود (تمثيل وإخراج) الحبل السري (ممثل) مسرحية آه ياقلبي (ممثل)

ومن أهم المسلسلات: مسلسل ليالي الصيادين ممثل 1996 مسلسل سوالف تأليف وبطولة 1995 مسلسل دبوس من كل بيت حكاية محظوظ حظه من السما مسلسل لعبة الأيام.. والذي غنى الفنان محمد عساف أغنية الشارة (من بطن واحد) عندما كان يبلغ من العمر حينها 11 عام. وعدد كبير من الأفلام منها: على ضفاف الذاكرة الراية البيضاء ليلة شتاء ساخنة أبطال الإرادة عصفور الوطن لا زالوا على قيد الحياة وفيلم الإسعاف.

كما كان للمرأة مكانه بين أعماله الفنية، وقدم العديد من الأفلام الروائية التي تساند حقوق المرأة منها فيلم "الأباتشي" الذي يتحدث عن حق المرأة الأرملة في تقرير مصيرها بعد وفاة زوجها بعيداً عن قيود العرف والعادة، وفيلم "الخيط الرفيع" الذي يتحدث عن حب الزوج لزوجته من ذوي الإحتياجات الخاصة وتمسكه بها ومساندتها بعد عجزها اثر تعرضها لإصابة خلال حرب 2014.

كما كان هناك العديد من الأعمال التي تعاون من خلالها مع فنانين من الضفة الغربية والداخل منهم الفنان "محمد بكري" الذي شارك في مسلسل سوالف.

وعلى الرغم من إفتقار قطاع غزة لمؤسسات تدعم وتساند الفن والفنانين، بالإضافة الى أن تكاليف إنتاج الأعمال الفنية كانت بسيطة جدا وتكاد لا تذكر ؛ إلا أن الفنان زهير البلبيسي إستطاع أن ينافس بنجاحه وأعماله في عدة مهرجانات ومحافل دولية، أهمها مهرجان القاهرة الدولي لأكثر من 5 دورات، وحصل على الميدالية الذهبية عن دوره في فيلم الإسعاف، كما شارك في دورتين لمهرجان القدس الدولي.

ومن الحري ذكره أن الفنان البلبيسي لديه جينات فنية تسري مجرى الدم إستطاع أن يتوارثها عنه أبناءه، الذين كان لهم نعم السند والأب الداعم.. الفنان المتألق"رؤوف زهير البلبيسي" صاحب الحنجرة الذهبية والموهبة المتمكنة والصوت العذب الأصيل، إستطاع أن يصنع لنفسه مجداً بمثابرته واجتهاده ودعم والده وعائلته له، وبصوته المخملي وعزفه الإبداعي على آلة العود أصبح فنان غزة الأول، وعنوانا للفن الراقي والأداء المميز، وتمكن من التغلب على الظروف القاسية التي يواجها الفن والفنانين في قطاع غزة، ليثبت نفسه وموهبته داخل وخارج حدود القطاع حيث شارك في يوليو الماضي في "مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الفرانكو" في شرم الشيخ ونال المرتبة الثانية عن جدارة واستحقاق.

و"إسلام زهير البلبيسي" عازف الإيقاع المبدع الذي يرافق رؤوف في كل حفلاته ومشاركاته الفنية.

والمصور والمخرج المتألق "رامي زهير البلبيسي" الذي تشرب الموهبة والفن عن والده المخضرم، ورافقه في عدد من أعماله ليكتسب من خبراته ومهاراته الفنية.

أيقونة الفن الكاتب والمخرج والممثل القدير "زهير البلبيسي" مجرة من الإبداع والأداء الراقي والأعمال الهادفة، ومن عمق الشاشة الى خشبة المسرح ترك بصمة لاتضاهى على الساحة الفنية الغزية، كانت عبارة عن توليفة من الأعمال التي تهتف بأن الأحلام لكي تتحقق وتصبح واقعاً تتطلب منا جهداً ومثابرة وعزيمة و إصرآر، وأن نبحر في عمق الخيال ونلتمس الواقع الموجود ونطلق العنان لأنفسنا لنكون حيثما أرادت أرواحنا أن تكون.