خلف خلف - النجاح الإخباري - العث، وما أكثره في فلسطين. وهي معلومة يعرفها جيدًا الإعلام الإسرائيلي، ويلعب على وترها منذ القدم. فيطلق الشائعات وتتلقفها بعض الجهات والأسماء المشبوهة محاولة اللعب على وترها. وحتى عندما تتضح الحقيقة، يصر هؤلاء على روايتهم، خشية سقوط أوهامهم التي أستغرقهم الكثير من الوقت لبنائها.

مما لا شك فيه أن الإعلام العبري يتقن وضع "السم في العسل"، لذلك فقد ينشر آلاف الأخبار الصحيحة المتعلقة بالشأن الفلسطيني، ثمر يمرر خبرا واحدا كاذبا يزعزع النسيج الوطني الفلسطيني.

لقد أطلق صحافي إسرائيلي يسمى يوني بن مناحيم شائعة وقوف رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، خلف مقتل شاب فلسطيني كشف ما اسماه فضيحة جنسية للأول في احد فنادق رام الله.

هذه الشائعة جاءت عبر حساب الأول عبر تويتر، لكنه عاد بعد دقائق حذفها، مشيرًا في تغريدة أخرى أن هناك من يحاول تصفية الحسابات مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، هناك ما لا يقل عن اثنين من قادة حركة فتح !

انهي الاقتباس هنا، واطرح تساؤلات كبرى، لماذا إن كان مطلق الشائعة نفسه تراجع عنها وحذفها بعد دقائق، يصر البعض على ترويجها؟ ولماذا تعمل أطراف بعينها على التشويش على سير الحكومة الفلسطينية في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا حتى بعد نشر تفاصيل ما حدث من قبل وسائل إعلام فلسطينية، تتمسك أسماء وجهات بعينها في الشائعة الإسرائيلية وتروجها تحت مصطلح "الفضيحة"؟

للإجابة على هذه الأسئلة، علينا أن نعرف جيدًا أن ظهور الشائعة والترويج لها لا يأتي بطريقة عبثية، بل عادة تكون موظفة ومدروسة، تحددها الأهداف التي وضعت من أجلها.

وان اتفقنا ان الإعلام الإسرائيلي نعرف سبب إطلاقه لمثل هذه الشائعات، لكن ترويجها يأتي من قبل الآتي:

1- أسماء مشبوهة تنشط على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي تختبئ خلف ثوب الدفاع عن الديموقراطية والشفافية ومحاربة الفساد.

2- مواقع وصفحات إلكترونية تتبع لجهات فلسطينية معارضة وتهدف إلى ضرب القيادة الفلسطينية بأي طريقة كانت.

3  - صفحات تتبع للاحتلال ومخابراته وأذنابه.

4- شخصيات بعينها تريد خلق البلبلة على الساحة الفلسطينية.

لكن مروج هذه الشائعة حول رئيس الوزراء الفلسطيني، لا يتمتع بالحنكة الكافية، فعندما تطلق شائعة ما وتريد لها النجاح، عليك توفير مقومات أساسية لها، وأهمها: توقع الناس لها، أي أن تكون شائعة قابلة للتصديق. والدكتور رامي الحمد الله، هامة وطنية مشهود لها بالنزاهة والأخلاق الرفيعة، جعلته يتولى رئاسة أكبر جامعة فلسطينية، وبفعل نجاحاته المتتالية، أصبح رئيسا للوزراء ! بالتالي فاسطوانة الفضائح الجنسية مشروخة، وهي لعبة مكشوفة تستهدف خلق إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار الفلسطيني.