عاطف شقير - النجاح الإخباري -  

لقد شكلت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية مفارقة كبيرة في الوعي العربي السياسي سيما وأن مصر كانت تتربع على هذا الثقل السياسي العربي، وهذا ما فعله الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حيث كانت جولته الأولى في منطقة الشرق الأوسط قد بدأت من مصر، فلماذا هذا التحول يا ترى؟.

يرى مراقبون أن ترامب كانت وجهته المملكة العربية السعودية، لأنه من المتوقع ان يبرم معها اتفاقات بيع أسلحة أميركية متطورة، وقد تجاوزت هذه الصفقة 350 مليار دولار، وهذا الرقم الكبير كفيل بأن يغير وجهة الرئيس الأميركي -من مصر إلى السعودية- الذي وعد بلاده بتحسين ظروف اقتصادها وخلق فرص عمل للشباب الأميركي فيها.

الأمر هنا يثير الجدل، لماذا تنفق السعودية هذه المبالغ المهولة  في تسليح قواتها، ولماذا لا تنفذها في مجال التنمية والصناعة ومساعدة الدول العربية والإسلامية الفقيرة كالصومال لتفكيك أزمتها الاقتصادية.

هذه المبالغ الضخمة تنفقها المملكة العربية السعودية  لمحاربة  التمدد الإيراني في المنطقة، لان إيران تبسط نفوذها على العراق وسوريا واليمن ولبنان وأجزاء من البحرين الأمر الذي يقلق السعودية من هذا الخطر الإيراني الزاحف.

وهذا الأمر كان مدار مباحثات الزعماء العرب والمسلمين مع الرئيس ترامب الذي أجمعوا من خلال إعلان الرياض على مكافحة ما أسموه "الإرهاب" وإدانة إيران.

الأمر هنا طال حركة حماس الفلسطينية التي نعتها الرئيس ترامب "بالارهابية" في ظل الرعاية السعودية لهذا الجمع الدولي الذي تم تحديده لمواجهة الإرهاب دون الإتفاق على توصيف دقيق ونزيه لمعنى "الإرهاب".

فالارهاب لن يطال الشعوب التي تبحث عن الحرية والاستقلال وتقرير المصير والانعتاق من ربقة المحتل الغاصب للارض  الفلسطينية المحتلة.

لقد عبرت ايران عن ادانتها لمخرجات اعلان الرياض التي وصفها بالقوى التي تدعم الإرهاب في منطقة الشرق الاوسط، وردت إيران كما كل مرة بأن أميركا هي التي تدعم الإرهاب في سوريا وفي العراق عبر دعمها للجماعات الإنفصالية.

الامرهنا يثير الجدل، لماذا تلجأ أميركا إلى تأجيج الصراع بين إيران والسعودية؟.

   أدركت أميركا ان صفقة الأسلحة المبرمة مع المملكة العربية السعودية لن ولم تستخدم في حربها مع إسرائيل، ولكنها تعلم وجهتها الحقيقية التي تقوم على مزيد من الفتن في المنطقة العربية.

وبعد انتهاء جولته في السعودية،

وصل ترامب إلى إسرائيل قادما من الرياض، وحطت طائرته في مطار اللد، وكان قد صرح خلال خطابه أنه من حق الشعوب في هذه المنطقة ان تعيش بسلام.

  زيارة ترامب هذه كانت قد أثارت قلق الساسة الاسرائيلين سيما وتدخله في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومطالبته نتنياهو بضرورة وقف الاستيطان.

     كثير من المراقبين اجمعوا على القول انه مهما وصلت حدة التوتر بين ترامب ونتنياهو لم تصل للدرجة التي وصلت ايام الرئيس السابق باراك اوباما ولكن شيئا لم يحدث في التقدم في مبدأ حل الدولتين.

ولكن الرئيس ترامب يريد ان يحرز شيئا على الصعيد الخارجي كاتفاق سلام بين اسرائيل وفلسطين، ولكنه بالطبع سيقف عاجزا امام تعنت اليمين الاسرائيلي الذي يصر على السلام الذي يراه ووفق مقاساته الخاصة.

الأيام القادمة ستبرهن على قدرة ترامب في تحريك ملف السلام الاسرائيلي الفلسطيني وفقاً لقواعد القانون الدولي.!