تسنيم علي العامودي - النجاح الإخباري - في زواية من زوايا البلدة القديمة في حارة الياسمينة تفوح رائحة البهارات العتيقة والقهوة العربية الأصلية من مطحنة بريك، والذي يعدُّ واحدًا من بين أشهر المعالم في البلدية القديمة في مدينة نابلس.

صاحب مطحنة البريك باسل عبد الفتاح البريك قال لـ"النجاح الإخباري": "إنَّ المطحنة تأسست منذ عام (1936)، كمحل للبهارات بأنواعها".

وأضاف البريك أنَّ المطحنة بدأت بشكل بسيط جدًا ببعض البهارات والعطارات، والتي تعطي الطعام نكهات محببّة بالإضافة إلى فوائدها العديدة، بحسب بريك.

وأكَّد بريك اهتمامه بتوعية الناس حول البهارات، و الأعشاب، و العطور، وفوائدها على صحة الإنسان، و قدرتها على إعطاء نكهات متنوعة وعديدة للأطعمة، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كما يمكن تحضير أنواع من البهارات حسب طلب الشخص.

تنوع

ويكمل بريك حديثه  عن بعض  أنواع البهارات و فوائدها منوّهًا لقلة وعي الناس حولها كإكليل الجبل المعروف أيضًا بـ"حصى البان"، ويستخدم لعلاج السكري، و تقوية الذاكرة، و السعال الشديد، ويمتاز طعمها بالمرار الشديد، وهناك الدّقة  الغزاوية وهي عبارة عن خليط من القمح و الزعتر الفارسي و الشطة، وتعتبر وجبة الفطور الصباحية، بالإضافة إلى "شرشر البلوع" الذي يأتي من لبنان، من جبل رحمون، ويستخدم لتقوية الأعصاب، وكذلك نواة التمر اليت تستعمل كبديل عن القهوة و الشاي، و من أهمّ فوائدها تقوية عضلة القلب، وورق الزعرور الذي يستخدم للكولستريل و الشريان.

ويعتقد بريك  أنَّ الكركم من أكثر الأعشاب المحاربة الخلايا السرطانية، و يساعد على تقوية المناعة للجسم الإنسان، والقرنفل الذي يعتبر دواءً  لتخفيف ألم الأسنان.

ولفت بريك إلى "الشومر" الذي يستخدم علاجًا للنفخة، و التهاب المعدة، وللحلويات كنكهة مميزة".

ورأى بريك أنَّ (80%) من الأعشاب و البهارات متوفرة في فلسطين، و (20 %) يتم استيرادها من أندوسيا، والهند، والصين، ولبنان، والأردن، ويتم طحن وخلط القهوة العربيّة وإضافة الهال والقرنفل بمقادير خاصة تكسبها نكهة تميّزها، بحسب بريك.

قصة المتحف ..

وحفاظًا على جهوده في هذا المجال، أنشأ بريك المتحف التراثي الأصيل عام (1990).

وعن أهداف المتحث شدَّد بريك على الحفاظ على الهوية، وقد سجِّل كأحد الأماكن التي يتم زيارتها بنابلس في دليل السياحة الإيطالي.

ويرفض بريك الخروج من البلدة القديمة للمحافظة على التراث ومهنته العتيقة.

ويؤكِّد البريك إصراره على المحافظة على بعض ملامح  التراث الفلسطيني الذي كاد أن يندثر، والتراث البدوي العربي الأصيل.

 أضاف بريك: "وللمحافظة على المهنة و عبقها التراثي الأصيل انتقلنا من قديم إلى أقدم".

و أخيرًا يؤكّد بريك على أنَّ مدنية نابلس تتميز بحضاراتها القديمة وتراثها القديم ما يجعلها تفوح برائحة الأصالة والعراقة.