نابلس - النجاح الإخباري - أكد الرئيس محمود عباس أن قانون الضمان الاجتماعي وضع لمصلحة الناس والعامل، وهناك بعض الكبار الذين لا يستفيدون من القانون يحرضون على إلغائه.

وقال الرئيس عباس خلال كلمة له في اجتماع استشاري حركة فتح، إن قانون الضمان الاجتماعي ليس مقدساً كما أي قانون، ويوجد فيه أخطاء، لكنه قانون، ويصحح بالنقاش والحوار وإبداء الملاحظات، ويمكن أن يعدل تعديلاً كاملاً من الألف إلى الياء، والباب مفتوحاً للتصحيح والتغيير.

وأضاف، هناك من يحاول أن يستغل مشكلة قانون الضمان الاجتماعي لأغراض خاصة، وهناك من يحاول أن يستغل الموضوع لأغراض خاصة، وهناك بعض الكبار الذين لا يستفيدون منه يحرضون على إلغائه، مشيراً إلى أن الجميع يعرف كيف تحرك ما يسمى الربيع العربي ومن الذي حركه.

وتابع قائلاً:" لا أريد أن أسعى وأركض وراء نظرية المؤامرة، ولكن أرجو أن ننتبه أن هذا القانون موجود وفيه أخطاء وهو أمر عادي، والأبواب مفتوحة للتصحيح والتغيير والتبديل، متسائلاً أين الخطأ إذن؟.

وأكد الرئيس عباس أن قانون الضمان الاجتماعي، يساعدنا في الحصول على أموالنا المتراكمة لدى الإسرائيليين. مشيراً إلى أن إسرائيل تحتجز ما بين 3-10 مليار شيقل استحقاقات عمال عندها بسبب عدم وجود قانون.

وحث المعترضين على المشاركة لتصحيح القانون بأثر رجعي حتى لا يتضرر أحد. مؤكداً أن القانون صدر ويمكن تصحيحه.

إنشاء بنك للحد من البطالة

وفي موضوع آخر، حث الرئيس عباس المجتمعين على أن يضعوا اقتراحه بإنشاء بنك من أجل تشغيل الناس موضع التنفيذ، لافتاً إلى أنه اقترح بالأمس على رجال الأعمال إنشاء البنك، نظراً لوجود بطالة تتراوح بين 30-40%، ومن خلال هذا البنك يمكن للشباب أن يعملوا لوحدهم ويكونوا منتجين ويصبحوا رجال أعمال.

توسيع عضوية المجلس الاستشاري

واقترح المجلس الاستشاري للحركة، بان يتم توسيع عدد أعضاءه ليصل 400 عضواً، وأن يتم ضم أعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية والتنفيذية والوزراء والضباط المتقاعدين السابقين، ليسمعوا ويُسمعوا، ويتم الاستفادة من خبراتهم. مشيراً إلى أن الحركة بحاجة لخبرات الجميع، ولا يوجد في الحركة شيء اسمه متقاعد من الحركة، والتقاعد فقط في الوظيفة.

محاربة الفساد

وتحدث الرئيس عباس عن قانون محاربة الفساد، والذي يعد انجازاً كبيراً، مؤكداً أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. وقال:" أتحدى أي أحد لديه قضية على فساد وأرسلها ولم تعالج.

ولفت إلى أن الانضمام لمنظمة الانتربول الدولي ساعدت في إمكانية إعادة الفاسدين الهاربين إلى أرض الوطن، وخرجت بطاقات بعدة شخصيات سيتم جلبهم عن طريق الانتربول الدولي.

الوضع السياسي والعلاقة مع أمريكا وإسرائيل وحماس

وحول الوضع السياسي، وصف الرئيس عباس الواقع السياسي الفلسطيني بالصعب، مشيراً إلى أنه عندما جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، تم الاجتماع به أربع مرات، في البيت الأبيض، والسعودية، وبيت لحم، ونيويورك. موضحاً أنه في اللقاء الأخير في نيويورك، كان هناك وفدان أمريكي وفلسطيني وتم الحديث في السياسة لمدة نصف ساعة، وشعرنا أن القضية الفلسطينية تم حلها، بعدما أعرب ترامب عن موافقته لما تم طرحه، حول حل الدولتين. وتابع، أنه في نهاية اللقاء أخبره ترامب بأنه سيتصل به، والنتيجة بعد أسبوعين من اللقاء تم إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وأعلن نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب للقدس، وأن القدس العاصمة لإسرائيل، وأوقف المساعدات للأونروا، وسفيره في "إسرائيل" قال إن الاستيطان حق من حقوق "إسرائيل، فكان الموقف الفلسطيني على هذه الإجراءات الأمريكية قطع العلاقات مع أمريكا.

وأوضح أن الرد الفلسطيني على ما يسمى صفقة القرن، كان ما هي الصفقة طالما طالما أخرجتم القدس واللاجئين والأرض والحدود والمساعدات، فأين هي الصفقة؟ مشدداً على عدم الاعتراف بالصفقة الأمريكية كلها، والاستمرار في القطيعة لأمريكا.

وأشار إلى أن بعض الوسطاء .. سألوه ماذا تريد من الأمريكان، فكان الجواب على الجميع واضحاً، على أمريكا أن تتراجع عن موضوع القدس والأونروا.

ولفت إلى أن الكونجرس الأمريكي صدر 27 قراراً يصفنا بالإرهابيين، متسائلاً كيف نحن إرهابيين ونتعامل مع الجميع ضد الإرهاب؟ ضمن 83 بروتوكول مع 83 دولة لمحاربة الارهاب.

ونوه إلى وجود اتفاقات بين الفلسطينيين والأمريكيين، من بينها عدم الانضمام إلى بعض المنظمات الدولية مقابل تعهدات أمريكية مكتوبة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وذلك بعد أن حصلت فلسطين على عضوية مراقب في الأمم المتحدة وأصبح بمقدورها أن تنتمي إلى 522 منظمة دولية.

ولفت الرئيس عباس إلى أن فور البدء بالانضمام للمنظمات الدولية، وعندما وصلنا للانضمام لـ 90 منظمة، تحدث معي أوباما وقال أنتم تنتسبوا إلى المنظمات كلها وانتماؤكم لبعضها يؤذينا وهي 22 منظمة، وطلب عدم الانضمام لهؤلاء المنظمات. فطلبنا منهم عدم الاقتراب من السفارة الفلسطينية، وعدم نقل السفارة الامريكية للقدس، وعدم وقف المساعدات، فوافق أوباما ووقع على ذلك، وجاء ترامب ونسف كل شيء.

العلاقة مع اسرائيل

والأمر الذي ينطبق على أمريكا ينطبق على إسرائيل أيضاً، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تترك شيئاً إلا وتجاوزته بما فيها اتفاق أوسلو واتفاق باريس، ولذلك سيتم وقف أي علاقات معها. مستدركاً حتى لا نغلق الباب كله وفي ظل وجود عدة قضايا بيننا وبينهم (الإسرائيليين)، وسنبدأ خطوة خطوة، وتم البدء باتفاق باريس الاقتصادي، حيث تم الطلب من الجانب الإسرائيلي قبل عشرة أيام، تعديل اتفاق باريس، وردوا بأنهم سيردوا علينا.

العلاقة مع حركة حماس

ونوه الرئيس عباس إلى أن الطرف الثالث الذي سيتم اتخاذ إجراءات ضده هي حركة حماس، مشيراً إلى أنه جرى التوقيع معهم على عدة اتفاقات وكان آخرها اتفاق القاهرة في 12 أكتوبر 2017، وينص على حل اللجنة الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق الوطني وتمارس مهامها كما تمارسه في الضفة الغربية، وأن نذهب لانتخابات تشريعية ورئاسية، ووافقوا على ذلك. والنتيجة أنهم وضعوا متفجرات لموكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج في غزة.

وتابع، بعد ذلك جاء المصريون وطلبوا العودة لمفاوضات من أجل المصالحة، وقلنا لهم لا بد من تطبيق الاتفاق ونتحمل مسؤولية كل شيء أو يتحملون ورفعنا شعار (إما أو)، ولم يطبق شيء لذلك قررنا أن نبدأ بالتدريج معهم. (حركة حماس).

ولفت إلى أن السلطة كانت تدفع 110 مليون دولار شهرياً لقطاع غزة، والآن تدفع 96 مليون دولار شهرياً، وهي قرارات من المجلس المركزي الأخير، وتم تشكيل لجنة من 22 عضواً من أجل متابعة تنفيذ هذه القرارات.

وأشار إلى أن أمريكا وإسرائيل ضغطوا من أجل أن ندفع أموال لحركة حماس، لإبقاء الحال على ما هو عليه، (دولة في غزة وحكم ذاتي في الضفة الغربية إلى الأبد) وهذا بحد ذاته تنفيذ لمشروع قرار وعد بلفور. وهو ما يؤكد عليه الإسرائيليون في تصريحاتهم بأن لا تحلموا في دولة.

مشروع إدانة حماس بالإرهاب

وعن المشروع الأمريكي في الأمم المتحدة لإدانة حركة حماس بالإرهاب، قال الرئيس عباس أن أمريكا جاءت فجأ وقالت نريد تقديم مشروع بإدانة حماس بالإرهاب، وكان موقفنا واضح ضد المشروع في الأمم المتحدة، وأكدنا أن حماس هي جزء من الشعب الفلسطيني، ولن نسمح لأحد بأن يقول عنها أنها إرهابية، ومارسنا عملنا الدبلوماسي وأسقطنا القرار.

وأكد على أن الدبلوماسية الفلسطينية حمت شعبنا ورفضت أن يوصف أي جزء من هذا الشعب بالإرهاب.

وشدد على أن الإجراءات تجاه الأطراف الثلاثة (أمريكا وإسرائيل وحماس) تسير دون تراجع.

وشدد على أن عدالة قضيتنا في منتهى الأهمية، مشيراً إلى أنه على مدى تاريخ 100 سنة كان هناك تغييب كامل للشخصية والقيادة الفلسطينية، أي أن الفلسطينيين ليس لديهم تمثيل، فهم لاجئون والذي يتحدث عنهم باعتبار قضية قومية أي أحد غير فلسطيني، وأصبح أي أحد يتحدث بالنيابة عنا ولذلك لم نستطع أن نفعل شيئاً.

وتابع، في عام 1948 في النكبة الفلسطينية أخرجونا من ديارنا إلى أن جاء أحمد الشقيري وأسس منظمة التحرير الفلسطينية، وبعدها جاء أبو عمار وعمل القرار التاريخي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولذلك نحن بخير ولدينا تمثيل صحيح أننا دولة تحت الاحتلال والشخصية الفلسطينية قائمة ومستمرة.

وأضاف، رغم كل هذا الذي نمر فيه فهناك 83 دولة في العالم تحتاج لنا في مسألة نحن مقتنعون بها وهي محاربة الإرهاب، لأننا شعب نشيط وناجح ونقتنع بمحاربة الإرهاب الدولي، ومستعدين أن نستمر في محاربة الإرهاب وهذه الدول الـ 83 تشكر السلطة الفلسطينية على جهودها، ونحن متعاونون مع الأمريكان في هذا الأمر لكن عندما يبيعون القدس، فالقدس ليست للبيع ولن نسمح ببيعها.

الاهتمام بالمدارس والأجيال

وأضاف، أنشأنا ما يسمى التميز والابداع لأننا بدأنا بزيادة الاهتمام بالمدارس والأجيال، وكوننا بلد فقير لا تملك بترول ولا غاز ... ولكن نمتلك العقل، ولذلك نعمل على تنميته من خلال الاهتمام بالمدارس والصحة والاقتصاد الوطني.

وأوضح، أننا سنرى على الأقل 10 مدن صناعية في فلسطين تصدّر، لكي لا نعتمد على أحد.

مخيم اليرموك

وأكد الرئيس عباس، على أن مخيم اليرموك من الأشياء المهمة، ونحن لم نتدخل في الحرب في سورية، كما هو الحال في أي بلد عربي، والنتيجة أن أكبر تجمع فلسطيني اسمه مخيم اليرموك تم تدميره. مشيراً إلى أن السلطة هي الطرف الثالث إلى جانب الحكومة السورية والأونروا الذي يعيد إعمار مخيم اليرموك وباقي المخيمات من أجل إعادة أهلنا لها.

إنعاش المرأة والشباب 

وعن الاهتمام بالمرأة، أكد الرئيس محمود عباس على ضرورة الاهتمام بالمرأة والشباب، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة أنجح من الرجل، والآن في المدارس يوجد 50% من البنات والشباب، وفي كل سنة العشر أوائل في الثانوية من البنات.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك رعاية لإنعاش دور المرأة والشباب وعلى كل المؤسسات أن تعمل في هذا السياق، ويجب أن يلعب المجلس الاستشاري دور في هذا الأمر.