غيداء نجار - النجاح الإخباري - تجتمع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مساء اليوم لمناقشة مجمل التطورات السياسيَّة على الساحة الفلسطينية، وخاصة المستجدات منها.

وحسب التوقعات فإنَّ اللجنة ستدعو لعقد اجتماع المجلس الوطني، بما يسهم في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.

المجلس الوطني الفلسطيني... متى أسس ولأي هدف؟ كم عدد أعضائه، ولماذا لم يعقد منذ زمن؟ وما أهمية إعادة انتخاب اعضاء جدد؟ تساؤلات عدة نجيب عليها بهذا التقرير.

وللمعرفة أكثر حول المجلس، يقول عضو المجلس الوطني، تيسير نصرالله: "المجلس الوطني الفلسطيني هو الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها، أي الفلسطينين من سكان المناطق المحتلة عام (1967)، والفلسطينين سكان المناطق المحتلة عام (1948)، واللاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق لجوءهم، وفلسطينيي المنفى، وهو السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو الذي يضع سياسة المنظمة ومخططاتها".

لماذا لم ينعقد منذ زمن؟

وبالعودة لتاريخ تأسيس المجلس، يقول نصرالله: "تأسس عام (28/5/1964) وقد كانت آلية انعقاده معقدة في ظلّ الانقسام، بالإضافة لتوزع الأعضاء في مختلف أنحاء العالم وهذه كانت أحد أسباب عدم انعقاده منذ زمن".

ما مهامه؟

يضيف نصر الله: "تتمثل مهام المجلس بتمثيل فلسطين في الاتّحادات التي هو عضو بها ومنها اتّحاد مجالس الوطنية أو البرلمان العربي والدولي، كما ويشارك بكل هذه الاتّحادات البرلمانية، ويقوم بمقرّه في عمان بمتابعة الأعمال اليومية للمجلس الوطني وإصدار البيانات والمواقف التي تتعلق بالتطورات والأحداث".

كم عدد الأعضاء وتوزيعهم؟

يبلغ عدد الأعضاء (765) عضوًا موزعين كالآتي: قائمة المستقلين، قائمة الجدد في الوطن، قائمة المجلس التشريعي، قائمة حركة فتح، قائمة العسكريين، قائمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قائمة أعضاء المجلس المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، قائمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قائمة الاتحاد الديمقراطي، قائمة جبهة التحرير الفلسطينية، قائمة الصاعقة، قائمة حزب الشعب، قائمة جبهة التحرير العربية، قائمة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، قائمة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قائمة الجبهة العربية الفلسطينية، قائمة الجبهة الإسلامية الفلسطينية، قائمة حركة المسار الوطني الفلسطيني.

أما مقاعد الاتحادات فموزعة كالآتي:قائمة اتحاد المرأة الفلسطيني، قائمة الإتحاد العام لعمال فلسطين، قائمة اتحاد المعلمين الفلسطينيين، قائمة اتحاد الطلاب الفلسطينيين، قائمة جمعية الهلال واتحاد الأطباء الفلسطينيين، قائمة المهندسين، قائمة اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، قائمة اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين، قائمة المجلس الفلسطيني الأعلى للشباب والرياضة، قائمة الاقتصاديين الفلسطينيين، قائمة اتحاد الفلاحين الفلسطينيين، قائمة اتحاد الفنانين التعبيريين الفلسطينيين، وقائمة اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين.

ويُشار إلى أنَّه تناوب على رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني كل من: أحمد الشقيري، عبد المحسن القطان، يحيى حمودة، خالد الفاهوم، عبد الحميد السائح، سليم الزعنون حتى الآن.

أعلى سلطة بمنظمة التحرير

وبهذا الخصوص، يقول المحلّل السياسي عبد المجيد سويلم: "إنَّ المجلس الوطني هو أعلى سلطة تشريعية في منظمة التحرير الفلسطينية، وقد عقد المؤتمر الأول له عام (64) لتأسيس المنظمة، وقد انبثق عنه حينها عدَّة هيئات منها الَّلجنة التنفيذية وجيش التحرير الفلسطيني وغيرها من المؤسسات، وبقي هو أعلى سلطة في منظمة التحرير، وعندما ينعقد تكون كل الهيئات داخل هذا المجلس محلولة إلى أن يتَّخذ هذا المجلس القرارات المناسبة بإعادة تشكيل هذه الهيئات في دورات انعقاد المجلس".

فهو عمليًّا برلمان الشعب الفلسطيني والذي يحدّد من الناحية التشريعية وجهة السياسة الفلسطينية من ناحية الوجهة العامة وليس التفاصيل والاتجاهات الرئيسة، ويحدّد صلاحيات كل مؤسسات المنظمة، فهو الأب الشرعي للنظام السياسي الفلسطيني، هذا وقد عقد  فترات طويلة ومنه تفرَّعت المنظمة وهيئاتها، وهو الصيغة الشرعية التشريعية الأولى بالنسبة للشعب الفلسطينية، ويشارك في هذا المجلس كل من فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وبالتالي هو الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها"

وأشار سويلم عن الهدف من وراء عقد المجلس: "سيعقد المجلس الآن من أجل إعادة ترميم وطلاء النظام السياسي الفلسطيني به فهو يعاني من مشكلة أنَّ العلاقة بين السلطة والمنظمة ليست واضحة ولا مع المجلس التشريعي وهو الآن معطل، فجزء منه موجود في قطاع غزة ويعمل بشكل مستقل عن أعضاء المجلس الآخرين ويذهب باتِّخاذ إجراءات وقرارات ليست قانونية ولا من صلاحياته، ثمَّ علينا أن نبيّن أنَّ بين دورتي المجلس الوطني هناك هيئة منبثقة عن المجلس الوطني تسمى المجلس المركزي الفلسطيني وهو الحلقة الوسيطة ما بين دورتي المجلس الوطني".

عقبات في طريق الانعقاد

كما وأوضح سويلم أنَّه من الصعب عقد المجلس الوطني، كون هناك العديد من العقبات ومنها: التوزع ما بين الشتات وهنا، المجلس التشريعي ووضعه، الإجراءات الإسرائيلية، بالإضافة لحالة الانقسام؛ ففي كثير من الأحيان تمَّ تأجيل المجلس الوطني من أجل محاولة إقناع حركة حماس والجهاد الإسلامي بالانضمام إلى التوافقات الوطنية وفي معظم الوقت يتهربون من المشاركة وعندما كانوا ينون المشاركة يضعون شروطًا متطلبات تعجيزية.

وبخصوص انتخاب أعضاء جدد للمجلس، يقول: "المجلس بحاجة لتغيير الأعضاء لأنَّ هناك جزء كبير منهم كبار في السن، والمجلس يحتاج لعناصر شابة وإلى قوى جديدة ومن الطبيعي أن يتم تجديد عضوية المجلس الوطني".

ومن الجدير ذكره، أنَّ السلطة التشريعية تشمل كلًا من المجلس الوطني، والمجلس المركزي "وهما كالمجلس النيابي"، بالإضافة للجنة المركزية.