نهاد الطويل - النجاح الإخباري - وفق ما تشير المعطيات، فإنَّ الزيارة المرتقبة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تعتبر من الزيارات النادرة التي يقوم بها للمقاطعة في رام الله لمقابلة الرئيس محمود عباس، وستكون هامّة عند كل المقاييس لاسيما أنَّها تأتي بعيد انتهاء أزمة  المسجد الأقصى المبارك،  وإزالة جميع البوابات الإلكترونية لفحص المصلين، وأيضًا في ظلّ التوتّر الشديد الحاصل بين عمّان وتل أبيب على خلفية قتل المواطنين الأردنيين.

مستشار الرئيس للشؤون الخارجية د.نبيل شعث، أكَّد على أنَّ قضايا وأزمة ستكون مطروحة على أجندة القمة الهامّة أولها قضية الأقصى وتطوراتها المفصلية.

وقال شعث في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" الأحد، إنَّ الأردن جار وشريك وهو توأم الفلسطينيين.

ورأى شعث أنَّ ملف تنسيق الحملة الدبلوماسية ضد إسرائيل سيكون مطروحًا أيضًا على الأجندة السياسية للزيارة.

مراقبون يتحدثون ..

وفي الصالونات السياسيّة الأردنيّة ثمة من يتحدث عن موقف أردني داعم لتوجه القيادة الفلسطينية على ضوء مواصلة إسرائيل ممارساتها الاستيطانية وعدوانها الأخير على المسجد الأقصى إلى جانب تعقيدات إحياء ملف المفاوضات المتعثرة.

ويؤكِّد رئيس تحرير وكالة "الشمس للأنباء"، أمجد معلا: أنَّّ الملك عبد الله بخطوته هذه، سيُعطي للرئيس عباس دعمًا إضافيًّا في ظلّ التصعيد بين السلطة وحكومة الاحتلال، وقطع الاتصالات كافة بينهما، بما في ذلك التنسيق الأمنيّ.

وأضاف معلا في تعقيب لـ"النجاح الإخباري" الأحد :" الزيارة تأتي دعمًا لموقف أبو مازن وإرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنَّ  الأردنّ لن يتخلى عن فلسطين وهو ما أكَّد عليه الملك قبل أيام أيضًا."

سلسلة رسائلة متبادلة ..

في الشكل، تعكس الزيارة سلسلة رسائل أوضحت حقيقة الموقف الأردني وبدَّدت ما يتم الترويج له لجهة الفتور في العلاقات الثنائية بين البلدين بما يحقق التطلعات.

وفي هذا الصدد يؤكّد عدنان بريَّة، الباحث الأردني المختص في الصراعات، أنَّ القيادتين ستضعان خطوطًا وعناوين عريضة للمرحلة المقبلة في مختلف المجالات.

ومن شأن الزيارة المرتقبة أن تشكّل أيضًا رسالة إلى رئيس  الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" تعكس غضب الأردن مما جرى أخيرًا في السفارة بعمان.

ورأى بريَّة أنَّ الخطوة في حدّ ذاتها رسالة حادّة لتل أبيب للتعبير عن مدى غضب المستوى الرسمي الأردني من قضية الحارس الإسرائيليّ، الذي قتل بدمٍ باردٍ اثنين من مواطني المملكة في العاصمة عمّان.

وتابع برية :" غالبًا سيتم التأكيد من طرف الرئيس محمود عباس على أهمية الدور الأردني لكن دون أن يستثني جهود أي من الدول التي ساهمت في اتصالات الأزمة الأخيرة.. وخصوصًا السعودية.. وهذا يشكّل مصلحة فلسطينية أردنية.. فالسعودية تعتبر داعمًا أساسيًّا للطرفين."

وأضاف: " الأردن في وضع حرج بعد حادثة السفارة ويريد تحسين هذا الوضع من خلال البوابه الفلسطينية."

ورغم أنَّه لم يرشح حتى لحظة إعداد هذا التقرير موقف إسرائيلي رسمي واضح حول الزيارة إلا صحيفة "يديعوت أحرنوت" التي اعتبرت في تقرير لها أنَّ توقيت الزيارة لا يقل أهمية عن الزيارة الأخيرة للملك إلى رام الله في العام (2012).

وتابعت الصحيفة :" الملك الأردني سيصل إلى رام اللّه ويعانق أبو مازن بعد وقت قصير من حادثة إطلاق النار في عمان وبعد أزمة البوابات في الحرم القدسي هي كلام واضح وذو دلالة لإسرائيل. "

خطوة هامة ..

عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير ، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، اعتبر الزيارة الملكية للمقاطعة بأنَّها تنسيقية بامتياز وتمثّل خطوة هامّة في دعم القضية الفلسطينية في توجهاتها الرامية لحل الدولتين وتحقيق فرص السلام في المنطقة.

وقال قريع في تصريح وصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري" الأحد، عشيَّة القمة الأردنية الفلسطينية برام الله: إنَّ التنسيق بين القيادتين الفلسطينية والأردنية مستمر في مواجهة مشاريع التهويد المتصاعدة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والاستيطان الذي يفتك بمدينة القدس المحتلة.

الكاتب الفلسطيني محمود الفطافطة يرى أنَّ الزيارة تأتي بعد حسم المواجهة مع الاحتلال في الأقصى وإجباره على إزالة البوابات والكاميرات لوضع ملامح المرحلة المقبلة في نفس خط التنسيق الاستراتيجي والتشاور المشترك المستمر بما فيه مصلحة البلدين.

ولم يستبعد الفطفاطة لـ"النجاح الإخباري" في الوقت ذاته أن تكون الزيارة في إطار التحولات والاصطفافات في المنطقه في ظلّ الحديث غير الرسميّ عن تقاسم وظيفي كسيناريو قادم لمستقيل الصراع مع إسرائيل.

وكان ملك الأردن قد زار رام الله قبل خمسة سنوات ومكث فيها ثلاث ساعات وذلك في أوّل زيارة لزعيم عربي بعد حصول فلسطين على صفة دولة "مراقب" في الأمم المتحدة.