النجاح الإخباري - خلال الثلاثة أيَّام الماضية تذمر المواطنون من المشاكل التي أدَّت إلى ايقاف خدمات الإنترنت عن الكثيرين ما أثار موجة سخط كبيرة، خاصة أنَّ بعض الخدمات توقفت بالكامل بسبب أعطال في أجهزة الراوتر لدى المواطنين، حيث استهدفت الهجمات الراوترات وشركات توزيع الإنترنت، ما أدى إلى إغلاق ملايين الخوادم المزودة للإنترنت خلال 72 ساعة.

ويبدو أنَّ الرواترات القديمة تأثرت أكثر من غيرها بهذه الهجمات، حيث إنَّها غير محدَّثة وتحتوي على العديد من الثغرات التي تمَّ استهدافها ومهاجمتها من خلالها .

وكثرت شكاوي المواطنين بخصوص مشاكل الإنترنت، وهذا ما أكَّده المواطن (خ.خ) أنَّ شركات الاتصالات قالت بأنَّها سترفع سرعة الإنترنت ولكن السرعة بقيت كما هي، بل زادت سوءاً وربما السبب هو الهجمات، ولكن لاحقًا حصل عطل في الراوتر.

ويرى المواطن أنَّه على شركات الانترنت أن تتحمل مسؤولية الأعطال التي حصلت، لأنَّها هي المسؤولة في المقام الأول عن حماية الشبكات، وأيضاً ضمان حصول المستخدمين على خدمات إنترنت بجودة عالية.

وقال المواطن (ن .ط): "إنَّ العطل في الإنترنت استمر مدة تزيد عن (10) ساعات إضافة لسرعته البطيئة جداً ما سبَّب الكثير من العناء".

 وقال: "يعتبر الإنترنت جزءًا لا يتجزء من حياة المواطن فالكثيرون يعتمدون عليه  بأعمالهم سواء التجارية أو التسويق أو حتى الأخبار".

ويضيف: "لذلك أتمنى من الجهات المختصة الوقوف أمام مسؤولياتها، وحل هذه الأزمة التي تؤثّر بشكل كبير على عمل الكثير من المواطنين".

وزارة الاتصالات تعقِّب

بدورها أوضحت وزارة الاتصالات في بيان لها نشر تعقيباً على الهجمات. ان "الهجوم لا يستهدف المحتوى الرقمي المحفوظ على شبكة الإنترنت، إنَّما الأنظمة وخوادم الحواسيب لوقفها عن العمل، مبيّنة أنَّ الحاسوب الحكومي ما زال يتعرض لهجمات إلكترونية متلاحقة.

وطمأنت الوزارة المؤسسات الحكومية والهيئات المستضافة كافة،لدى الحاسوب الحكومي و قواعد البيانات، وتلك التي لها أرشيف إلكتروني على الإنترنت، أنَّ تلك البيانات محميَّة وخارج دائرة الخطر، وقد قامت طواقم الوزارة باحتواء هذه الهجمات المستمرة حتى الآن.

وثمَّنت الوزارة عاليًا يقظة المشتركين وجهودهم في التصدي لهذه الهجمات العابرة للحدود التي تعرضت لها الراوترات المنزليَّة، وتفهمهم لصعوبة الوضع، مشيدة بجهود طواقم الوزارة وطواقم الشركات المزودة لخدمات الإنترنت وشركة الاتصالات والخبراء الذين حالوا دون تعطل شبكات الإنترنت، وحدوا بشكل كبير من تأثيرات هذه الهجمة.

سيطرة كاملة على الهجمات

كما قال وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سليمان زهيري: إنَّه تمَّت السيطرة بشكل كامل على الهجمة التي تعرضت لها شبكات الإنترنت قبل ثلاثة أيام، وإنَّ الأمور عادت إلى طبيعتها، ولا يوجد أيّة اختراقات ذات قيمة منذ مساء أمس حتى اليوم.

وكانت الهجمات استهدفت عناوين افتراضية (IPs) لمختلف الشركات المزودة للإنترنت في فلسطين من خلال إغراق خوادمها بملايين الرسائل الإلكترونية لشل عملها.

وأشار زهيري إلى أنَّ هذه الهجمات تعتبر عابرة للحدود، ومصدرها آسيا، وأميركا، وأوروبا الشرقية، إضافة إلى عشرات الدول التي يتم استخدامها كمنصات للهجوم، حتى دون معرفة الجهاز الذي يقوم بالهجمة، وهو ما تسبَّب في إضطراب في الخدمة لفترة قصيرة جدًا، وبطء في التصفح، كون الأجهزة الطرفية القديمة "الراوتر" غير محدَّثة البرامج، وتحتوي على العديد من الثغرات التي تمَّ استهدافها ومهاجمتها.

"فلسطين هي جزء من دول العالم التي تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات قراصنة الحاسوب "هاكرز"، لكن وتيرة هذه الهجمات تقل وتزداد من وقت لآخر، ودائما ما يتم وضع مجموعة من الإجراءات للحد من آثارها" قال زهيري، وبيَّن أنَّ فلسطين تعرضت لهجمة كبيرة في العام (2012).

وأكَّد أنَّه تمَّ استخدام برامج وأنظمة حماية أكثر تطورًا لمزودي خدمات الإنترنت، وحواجز أكثر تطورًا، وهو ما أدى إلى تخفيف حدَّة هذه الهجمات العنيفة، مشيرًا إلى أنَّ عنصر الحسم كان الأنظمة الحديثة التي تمَّ تركيبها بعد هجمة (2012).

وقال: إنَّ البوابة الإلكترونية ما زالت محتلة ومسيطرًا عليها من قبل دولة الاحتلال، وكل شيء يمر عبر البوابة الإسرائيلية الإلكترونية، والذي جرى هو استهداف لبعض العناوين الافتراضية التي لا تشمل عناوين المحتل".

وأضاف أنَّه من السهل تحديد الدول التي قامت بالهجمات، ولكن من الصعب معرفة الأسباب، فقد تكون الأسباب سياسية، حيث عندما تمَّ التصويت على فلسطين كدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة في العام (2012)، تعرَّضت شبكات الإنترنت لهجمات عنيفة على مواقع عدَّة من قبل أنصار دولة الاحتلال.

ورجح أيضًا أن يكون "انتصار الشعب الفلسطيني وأهل مدينة القدس بإزالة البوابات الإلكترونية سببًا في هذه الهجمات"، معتبرًا أنَّ الموضوع الرئيس هو استهداف عناوين افتراضية، وليس المقصود دولة فلسطين.

وأكَّد الزهيري "جاهزية الوزارة للتصدي لمثل هذه الهجمات، وأنَّها على اتصال دائم مع الشركات المزودة للإنترنت، وسيتم وضع معايير وتعليمات لمختلف الشركاء، سواء أكانوا مزودين للخدمة، أم متلقين لها، ليتم حماية الأجهزة الطرفية لدى المشترك، بحيث يتم اعتماد مجموعة من الإجراءات التي تقلل من أثر أي هجمة مستقبلًا".

وتعقيباً على هذا الموضوع رصد "النجاح الإخباري" آراء المواطنين.