النجاح الإخباري - لعل مشاكل الحياة التي يعيشها اللآجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات، لم ترو عطشها بعد، بل استشرست وأطلقت العنان لكل جيوشها للتفنن في خلق عذاب جديد حتى عند الوفاة الذي يعتبر نهاية لكل مأسي الحياة.   

وباتت مشكلة ضيق مساحات المقابر في مخيم برج البراجنه، تشكل عائقًا جديداً أمام أهالي المخيم، وأصبح دفن أيّ ميّت فلسطيني، يدخل أقارب المتوفي في دوامة البحث عن قبر متاح لدفنه.

مقبرة مخيم برج البراجنة، أصبحت عاجزة عن استقبال موتى جدد، مما دفع المشرفون عليها بإيجاد حلول مبدئية، فقاموا بهدم المكان المخصص للصلاة على الميت، ومكان إقامة واجب العزاء لأهل الميت.

حسين سعادة، وهو ناشط اجتماعي وصحافي، "إنَّ المقبرة كانت عبارة عن ملعب لكرة القدم سابقا"، أسس من قبل مؤسسة الأشبال والفتوّه التابعة لفتح عام (1981)، قبل الإجتياح.

وأضاف: "تحوّل إلى مقبرة إستجابة لطلب أهالي المخيم من القيادة الفلسطينيه بتوفير  مقبرة ضمن نطاق المخيم، في فترة الإجتياح، والمشاكل مع الجوار بين حركة أمل والجبهة العربية الذي أدّى إلى صعوبة التحرك خارج نطاق المخيم".

وزاد: "نتيجة حرب المخيمات، لم يعد باستطاعة أهل المخيم الدفن في مقبرة الشهداء، وهي مقبرة خارج نطاق المخيم، فكان هنالك إستخدام حصري لهذه المنطقه منذ ذلك الوقت".

وأضاف قائلًا: "تكلفة الدفن خارج نطاق المخيم مكلفة جدًا على أبناء المخيم، إذ تبلغ تكلفة الدفن ثلاثة آلاف دولار وهي تكلفة عالية، نسبة للوضع المادي الصعب الذي يعيشونه".

وقال أمين سرّ الّلجنة الشعبية لمخيم برج البراجنة حسني أبو طاقة، بأنَّ السبب الرئيس للمشكلة يعود إلى الدفن العشوائي في الزمن الماضي.بحسب ما نقلته مواقع لبنانية.

ولم يتم حينها إستغلال المساحه بشكل يمكن من رفع قدرة استيعاب المقبرة، وقد أشار بأنَّ الّلجنة بدأت بأخذ التدابير اللازمة بعد أن تمَّ استغلال نصف مساحة المقبره بالشكل الخاطئ.

ومن هذه التدابير: إلزام العائلات التي لديها قبر قديم، بأن تقوم بالدفن فيه من جديد، والقيام باستغلال المساحات المتوفرة بين القبور خلال فترة الدفن العشوائي.

كما وتمَّ منع دفن أيّ موتى فلسطينيين من خارج المخيم إلا في حال تواجد عائلة له من ضمن المخيم.

وأشار أبو طاقة إلى أنَّه من المستحيل شراء أرض جديدة قريبة من المنطقة لعدم توفر الإمكانيات الماليّة، كما وأنَّه لا يوجد عقارات متاحة داخل المخيم لإنشاء مقبرة جديدة.

وذكر أنَّه بعد مناشدات عديدة من الجهات المعنية، تمكنوا مبدئيًّا وفي الوقت الحالي استغلال مساحة في منطقة مجاورة للدفن.

وقال وليد شريفة وهو المشرف عن المقبرة، أنَّ المقبرة باتت تشكل بيته الثاني فهو نفسه الشخص الذي يهتم بتنظيمها نظرًا لأحكام اللجنة الشعبية، فهو من يقوم بتدبير مساحات عن طريق فتح القبور وتوسيعها.

وأضاف: "اللجنة الشعبية والشباب يعملون جهدهم لإيجاد مساحات جديدة لتسهل عملية الدفن وتخفف من المشكلة الحاليّة، على أمل ان يتم تواجد أرض بديلة في الزمن القريب".