نسرين موسى - النجاح الإخباري - شلل  في الحياة العامة يسببه قطع الكهرباء المستمر في قطاع غزة، أعاد سكانها إلى الحياة البدائية، فأصبح المواطن يجفف طعامه ويخزنه تحت أشعة الشمس.

ولا ينفك سكان غزة عن التساؤل هل من حلول قريبة في الأفق لأزمة الكهرباء؟

محللون اقتصاديون أجابوا  بالنفي وشددوا على أن الأزمة ستكون في الأسابيع والأشهر القادمة أكبر.

يقول المحلل الاقتصادي معين رجب لـ"النجاح الاخباري": "الوقود طاقة محركة لكل نشاط، ولازمة لكل بيت و للمشاريع وكافة الأنشطة، و تشغيل المصاعد،  والوزارات والمدارس، وفي حياتنا جميعا لا يستغني بيت عن الكهرباء، ولا تقل أهمية  عن الماء والهواء، وتوقفها يشل الحياة الإنتاجية والعامة بشكل عام".

وفي معرض رده على سؤال ما هو دورهم في وزارة الاقتصاد لتجنب المشاكل الناجمة عن أزمة الوقود؟ أردف رجب:" هناك أمور قد يكون لنا جهد، أو مساهمة جزئية، لكن لدينا محطة تشتغل بالوقود ، والوقود لا يأتينا إلا من الخارج وهذا  خارج عن إرادتنا، والسكان يزداد عددهم وبالتالي تزداد الحاجة للكهرباء".

ويضيف رجب: "المصادر الأخرى من إسرائيل، وإسرائيل قد تعطينا جزئيا، وقد لا تعطينا، فالأمر ليس بأيدينا، وهناك مورد من مصر قد يكون منتظما، وقد لا يكون".

ويشدد رجب على أن غالبية مصادر الكهرباء من الخارج، لكن هذا لا يعني أننا نقف مكتوفي الأيدي، ونبحث بكل الطرق بما في ذلك البدائل، والبدائل صعبة ومكلفة ولا تحل المشكلة بالكامل".

ويختم رجب: "الأسر مضطرة لإتباع أساليب بدائية،  وهذا مظهر مضطر له الإنسان لكنه ليس الحل".

وبعد انقطاع الكهرباء المتكرر ، لم يعد لوجود الثلاجات من ضرورة خاصة لسكان مدينة رفح .

المواطنة يسرية برهوم من رفح توقفت عن التسوق أسبوعياً، وأصبحت مضطرة للذهاب يومياً لشراء احتياجاتها من الطعام ، الذي يكفي أسرتها ليوم واحد فقط ،خوفاً من تلف الأطعمة في حال حفظتها في الثلاجة.

تقول برهوم: "كنت في السابق أتسوق لأسبوع كامل وأخزن الخضروات واللحوم في الثلاجة، لكن بعد خسارتنا للأطعمة بسبب انقطاع الكهرباء امتنعت عن ذلك، فوضعنا المادي لا يسمح بخسارة هذه الكمية من المشتريات".

وتتحدث أم سمير عن تعايشها مع أزمة الكهرباء وتقول:" أصبحت أصنع من الأكل كمية محدودة دون  أن يزيد  شيئاً كما كنت في السابق ،لأن ما نحفظه في الثلاجة يفسد ولا نستفيد منه ".

وتختم أم سمير: "لم نكن نرغب تناول المعلبات لكن أزمة الكهرباء دفعتنا لشراء أكثر الأكلات منها مثل الفاصوليا والبازيلا والسمك وغيرها التي لا تحتاج إلى الثلاجات".

وتبتسم المواطنة سميرة أحمد من المخيم الغربي في خانيونس حين سؤالها عن البدائل التي تستخدمها بسبب انقطاع الكهرباء في التعامل مع طعامها وتقول:" عدت للحياة البدائية ،أحفظ طعامنا بالهواء ،أو أجففه تحت الشمس".

وأصبحت أحمد تدقق عند شراءها للطعام ، وتشتري الخضروات الغير ناضجة لتستطيع حفظها في الهواء دون أن تفسد مثل ورق العنب والملوخية والبامية والبندورة.

لكن جارتها عليا السوسي اضطرت للاشتراك بمولد منطقتها بمبلغ مرتفع حتى تتجنب خسارة طعامها .

تقول السوسي:  "ما لا نخسره في الطعام نخسره  بالدفع للمولد ".

ويشدد د. ماهر تيسير الطباع الخبير الاقتصادي ومدير العلاقات العامة و الإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة على  أن أزمة الكهرباء أثرت بشكل كبير خاصة على القطاعات الصناعية في ظل عدم انتظام الجدول ووصوله إلى ثلاث ساعات .

ويردف في معرض رده على سؤال كيف يتم تجنب الخسارات في القطاع الصناعي؟ من الصعب تجنب ذلك لأن البدائل معدومة، والعميلة الانتاجية  لا تعمل على المولدات بسبب استهلاكها للسولار، وذلك يؤثر على سعر تكلفة المنتج ، وغير من الممكن تشغيلها أيضاً بواسطة الطاقة الشمسية.

وقرر المجلس الوزاري لحكومة الاحتلال المصغر أو ما يعرف بالـ"كابينت"، تقليص امدادات الكهرباء لقطاع غزة.

وتزود الخطوط الإسرائيلية قطاع غزة بحوالي 120ميغا وات من الكهرباء، وهي المصدر الوحيد للشركة، في ظل توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منذ منتصف ابريل الماضي، فضلا عن الانقطاع المتكرر للخطوط المصرية، الأمر الذي جعل جدول التوزيع يقتصر على 4 ساعات وصل فقط.

و حذرت شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة، من تقليص الاحتلال الإسرائيلي لكمية الكهرباء الواصلة إلى قطاع غزة لما يسببه من كوارث على كافة الأصعدة.

وأوضح انه بات يفكر جدياً بزيادة كمية الكهرباء التي يحصل عليها من مولد الحي المشترك به إلى الضعفين على الأقل، رغم ما يتطلبه ذلك من أعباء مادية، كي يتسنى له تشغيل الثلاجة ولو لثماني ساعات يومياً، كي يبقى الأطعمة محفوظة، ويحافظ على جودة الخضروات واللحوم غير المستهلكة، لاسيما وان التوجه للسوق يوميا في رمضان أمر مرهق للصائم.

وأشار أبو عابد إلى إن أثر أزمة الكهرباء في الصيف أكبر منها في الشتاء، وهم لم يعايشوا أزمة كما في الوقت الراهن، متمنيا انتهائها.