خاص - النجاح الإخباري -
تمضي حركة حماس قدما على ما يبدو في اتفاقها مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وفي الوقت ذاته بدأت أصوات حمساوية تعلو في الضفة الغربية رفضا لهذا الاتفاق، بعد أن ظلت تلك الأصوات خافتة وتعترض بصمت على تفاصيل ما يجري بين قيادة حماس في غزة ومحمد دحلان. 
لكن معلومات من أكثر من مصدر تؤكد أن عناصر حماس في الضفة الغربية غير راضين تماما عن أي اتفاق مع دحلان، لكنهم لا يملكون أي ورقة ضغط لتغيير موقف الحركة في الوقت الذي تغيب فيه قيادات في صفوف حماس بالضفة، الأمر الذي حول الضفة الغربية لمجرد لمؤيدين ومناصرين للحركة ولا يشاركون في صنع القرار، ووصل الأمر أن رأى البعض نفسه ضحية لمواقف سابقة رفضت حماس اتخاذها ضد الانقلاب في قطاع غزة، بينما ما  يعتقدون أن اتفاق "حماس – دحلان" ربما يكون خطوة أكثر إثارة للجدل فيما لو أقدمت حماس في الضفة على استنكار الانقلاب وحافظت على وجودها ومؤسساتها في الضفة الغربية.
ونشط أكثر من شخص على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منتقدين اتفاق "حماس – دحلان". 

تغريدة للناشط فؤاد الخفش
تغريدة للناشط فؤاد الخفش

وقال فؤاد الخفش وهو ناشط في شؤون الأسرى على صفحته على موقع فيس بوك منتقدا ما يجري "لا أجنحة وتيارات داخل حماس بل دوائر وعددها ثلاثة دوائر تصنع قرارها والسجون دائرة رابعة يستأنس بها ودوائر حماس هي ضفة، وغزة، وخارج"
وأضاف "بعد احداث ٢٠٠٧ غابت دائرة الضفة عن صنع القرار وبقيت دائرتي (الخارج وغزة) ... عن دائرة الضفة لا يمكن أن أنسى ما قاله الشيخ الرنتيسي يوم اغتيال جمال منصور وبعد ساعه من الحدث في ساحة المدرسة الإسلامية خلف مسجد الروضة حيث قال (كنا في غزة إذا اختلفنا في أمر نعيده للضفة وكنت أستشير جمال منصور قبل بعض المقابلات المهمه"
متابعا "بغياب الضفة خسرت حماس يد لها دور هام ومن يظن أن صفقة محرري وفاء الأحرار من الضفة بالخارج يمكن أن يغلق هذه الثغره يكون مخطئ مع تقديرنا لهم فهم غابوا عقود بالسجون وباتوا يحسبون على الخارج".


وأضاف "من وجهة نظري الخاصة وهذا قلته في حينه وقد أكون مخطئ، كان المفروض على حماس الضفة أن ذهبت باتجاه اتفاق خاص مع السلطه على غرار اتفاق حماس غزه ودحلان، وهذا قلته مرارا وتكرارا وكان يقال لي في حينه حتى لو فعلت ما فعلت (فتح الضفه) لن تفعل شيء ولن تخفف ..( كانت فتح وأجهزتها الأمنية تطلب استنكار رسمي من حماس الضفة لما حدث في غزة وحماس الضفه ترفض ودفعت ثمن كبير من فصل وظيفي وتدمير بنية التنظيم وإغلاق مؤسسات الحركة و و و ) كنت اقول لما لا وكنت افكر بصوت عالي ومرات كنت أقتنع بوجهة نظر من يقولون عن فتح (لا يؤمن جانبها) وهس بقول لي هو (دحلان) يؤمن جانبه !!"
ويقول الخفش "اتفاق حماس دحلان (أنا مش ضده) والتخفيف على غزة بعد هذه الحروب هام ومهم، فقط اريد أن أقول ستبقى الضفة فاقدة للقائد والرجل الرشيد المبادر، غائبة عن الحدث لوقت طويل وعلى أبناء حماس في الضفة الاعتياد على ذلك فلن يسمح لكم الاحتلال بترتيب بيتك، وأن قلت هل ننتظر الاحتلال حتى يسمح أقول لو لم ينسحب الاحتلال من غزة لما وصلت غزة لما وصلت له... وإلى أن يغير الحال ما في عليك يا رب محال".
وكان الخفش قال في منشور سابق "هل ستشمل تفاهمات (حماس دحلان) فؤاد الخفش الموظف(المثبت والمصنف) منذ عام ١٩٩٩ والمفصول عن عمله منذ شهر 8/2007 بسبب خلاف حماس غزة مع دحلان؟.

اليد الطولى

من جهته كتب الصحفي أحمد البيتاوي إنه كما في كل مرة، تثبت حماس في غزة أنها الوحيدة التي تعتقد نفسها أنها صاحبة اليد الطولا في التنظيم وبقية الاقاليم "الضفة، الخارج، السجون" مجرد اتباع يسيرون خلفها، هي تقرر وعلى البقية التأقلم مع قراراتها.. بالأمس اختلفت مع دحلان فدفعت حماس الضفة الثمن، واليوم تصالحت مع دحلان والضفة ستدفع الثمن ايضاً... 
على الهامش، حماس توافقت مع دحلان على دفع ديات الذين قتلوا من الجانبين في غزة خلال مرحلة ما قبل الانقسام وما بعدها، فهل تم الحديث يا ترى عن الذين قتلوا على يد جماعة دحلان في الضفة؟ وعن الذين أحرقت مكاتبهم ومحلاتهم التجارية؟ أم أن هؤلاء لا بواكي لهم؟؟؟


وأضاف "هذا الأمر ليس وليد اليوم طبعاً، ففي منتصف تسعينات القرن الماضي وبعد أن ضيقت السلطة الخناق على حماس في غزة، قررت الأخيرة إنشاء حزب سياسي "الخلاص" للخلاص من أزمتها الداخلية، وجاء مندبون من الحركة إلى الضفة محاولين الضغط على قيادة حماس هناك من أجل عمل فرع للحزب عندهم، الأمر الذي قوبل بالرفض."
 

العاروري ورفض الانقلاب

صالح العاروري
صالح العاروري

وكانت أصوات سابقة من حركة حماس في الضفة الغربية رفضت الانقلاب في قطاع غزة، ومن بينهم الشيخ صالح العاروري أحد قادة حركة (حماس)، ومؤسس جهازها العسكري في الضفة الغربية. 
 ولعب العاروري دوراً مهما في محاولة تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، والتقى من اجل ذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) 
ونقل عن العاروري قبيل اعتقاله بساعات رفضه حسم الخلافات الفلسطينية بقوة السلاح مطالبا باللجوء إلي طاولة الحوار. وقال العاروري: «أعلنا موقفنا وأبلغناه للأخوة في الضفة وغزة. نحن لا نقبل أن تحسم الخلافات الفلسطينية بقوة السلاح ونحن نرى أن حل الخلافات الفلسطينية مكانها طاولة الحوار وليس قوة السلاح، ولذلك لا نقبل أن يحسم الخلاف في غزة عسكرياً بقوة السلاح». وحول شرعية ابو مازن، قال: «شرعية الرئيس عباس ليست محل خلاف وشرعية المجلس التشريعي المنتخب أيضاً ليست محل خلاف ونحن هنا بالضفة الغربية لا نريد أن ندخل في نقاش حول شرعية الحكومات الموجودة».

وكشف العاروري أن قيادة حماس بالضفة الغربية أجرت اتصالات ولقاءات مع قيادات في السلطة والأجهزة الأمنية «بهدف الحفاظ على الاستقرار في الضفة ومنع نقل الأحداث من غزة إلى الضفة" لكن بعد هذه التصريحات بساعات فقط اعتقلت سلطات الاحتلال العاروي، الأمر الذي بعث برسائل واضحة حينه وأهمها إصرار الاحتلال على بقاء الانقسام.