النجاح الإخباري - قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن من يظنُ أن "الأقصى" يعني الفلسطينيين وحدهم مخطئ، بحكم أنه يُعد جزءاً من وطنهم المحتل، فهذه البُقعة المباركة هي عنوانٌ لهويتنا العربية والإسلامية، إليها تتطلع أفئدة العرب والمسلمين جميعاً، وبها تتعلق أرواحهم وعلى حجارتها الطاهرة تشكل وجدانهم الديني والروحي، وأنه إذا دعانا "الأقصى" فكلُنا يلبي النداء بلا تردد أو تهاون أو تأخير.

جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى اليوم الخميس، في مقر الجامعة العربية برئاسة الجزائر.

وشدد أن القدس خطٌ أحمر لا نسمح لأيٍّ كان بتجاوزه، ولا نقبل أن يكون واقع الاحتلال المرفوض منّا، ومن العالم أجمع، مُقدمة لتغيير الوضع القائم في هذه البُقعة الشريفة المباركة، فالقدس الشرقية مثلها مثل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ولا سيادة لدولة الاحتلال على الحرم القدسي أو المسجد الأقصى المُبارك، ولا أحد في العالم يُقر بهذه السيادة، ومحاولة فرضها بالقوة وبحكم الأمر الواقع هي لعبٌ بالنار.

وقال الامين العام، إن "هذه الأزمة كشفت قبل أي شيء آخر عن أن تضامننا وتكاتفنا هما السبيل الوحيد لمواجهة أي تحد، والوقوف بوجه كل من تسول له نفسه المس بمُقدساتنا، فالتحيةُ أولاً إلى الشعب الفلسطيني البطل، الصامد والمرابط والذي تدفقت جموعه حتى فاضت الساحات المُحيطة بأبواب الأقصى بعشرات الآلاف من أبنائه الذين أتوا من كل حدب وصوب للصلاة والاعتصام والاحتجاج على الإجراءات الإسرائيلية الظالمة".

وأعرب أبو الغيط، عن احترامه للقيادة الفلسطينية التي أعلنت موقفها الواضح من اليوم الأول بُمطالبة سُلطات الاحتلال بالتراجع عن كافة الإجراءات التي اتخذتها، وعدم القبول بأي حل وسط في هذا الخصوص، وعن شكره  إلى الزعماء والوزراء العرب، الذين تحركوا سريعاً وبادروا إلى إجراء الاتصالات الضرورية من أجل وقف الإجراءات الإسرائيلية.

وقال، إن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي هو أمرٌ ممكن عندما تجتمع الإرادة العربية، وتتوحدُ كلمة العرب، وتراجع إسرائيل عن إجراءاتها الاستفزازية وغير القانونية، وإن كان يُمثل حلاً للأزمة التي افتعلتها، إلا أنه لا يعني أن نهج الاحتلال نفسه قد تغير، فجميعُنا يتابع المخططات الإسرائيلية الحثيثة منذ سنوات طوال لتهويد القُدس الشرقية عبر تكثيف البناء الاستيطاني، والسعي إلى تغيير طابعها العربي والإسلامي.