النجاح الإخباري -  

في مساء إحدى ليالي الصيف في منزل السيد سامي يلدريم بمدينة أزمير التركية، في منتصف الستينات، أنهى هو وزوجته مدرّسة مادة العلوم  وصلة نقاش أخرى مع ابنتهما حول ما يجب أن تفعله في المستقبل.

كان الجدل حاداً بين المراهقة ووالديها، هي تعشق الغناء والموسيقى ووالداها يريدان لها مستقبلاً جاداً ووظيفة مضمونة كمهندسة أو طبيبة.

لم يقنع أي منهم الآخر وانصرفت الشابة الصغيرة محبطة كعادتها إلى غرفتها. ما أن سمعت الباب يغلق خلف والديها اللذين خرجا لمشاهدة فيلم في السينما حتى تسللت بهدوء من غرفتها، أطفأت أضواء البيت، وخرجت إلى شرفة المنزل. شاهدت والديها يبتعدان، فوقفت في الشرفة، وتحت أضواء الشارع الخافتة بدأت تغني للمارة.

تجمّع بعض الأشخاص الذين استمعوا لها وصفق بعضهم وانصرفوا. بعد عشرين عاماً كانت تركيا كلها تنحني لهذه الشابة التي تربعت على عرش الغناء والموسيقى منذ أكثر من ربع قرن، وملأت الدنيا غناء وألحاناً وأشعاراً فهي فاطمة سيزين يلدريم (13/ يوليو/ 1954) سراي كوي-دنيزلي ) مغنية  وشاعرة ، وملحنة، ومنتجة،  لُقّبت بالعصفور الصغير بموسيقى البوبالتركي .