خلف خلف - النجاح الإخباري - بعد أن تحدث رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله في كلمته يوم الثلاثاء في مستهل اجتماع مجلس الوزراء عن نضال وميخائيل تساءل المواطنون من يكون نضال ومن يكون ميخائيل اللذان تحدث عنهما رئيس الوزراء؟

نضال الذي انفرد النجاح الاخباري باجراء مقابلة معه فور التقاط صور له وهو يحمل الانجيل ويصلي بين المواطنين الجمعة الماضية دفاعا عن المسجد الاقصى.

اما ميخائيل فقد ترك منزله وعائلته، عمله ومواعيده مع أصدقائه، ودع معارفه على عجل، ثم حزم حقيبته الصغيرة، ومضى إلى فلسطين.

المتضامن الهولندي ميخائيل (37 عامًا) يرابط مع المتضامنين المقدسيين في باب الأسباط من ساعات الصباح الباكر حتى آخر الليل، غير آبه باحتمالية تعرض حياته للخطر.

فساعة تجده يتجول بين الشبان الفلسطينيين ووميض عينيه يقول كل شيء: "أنا متضامن معكم".

وفي أوقات كثيرة تجبره أشعة الشمس للبحث عن الظلال بجانب جدران أسوار القدس العتيقة، فيجلس متكئًا على حجارتها، ساردًا لمحدثيه من متقني اللغة الإنجليزية، إلمامه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتتبعه لحيثياته منذ زمن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

ميخائيل الذي درس تاريخ الديانات في الشرق الأوسط يؤمن بأحقية الفلسطينيين بالقدس، ورغم موقف بلاده الداعم إلى إسرائيل إلا انه شق طريقه الرافض للاحتلال.

تقول الكاتبة رجوى الملوحي: "تعتبر هولندا حليفا تقليديا لدولة الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك ميخائيل الشاب الهولندي حرر فكره من أي سلطة. فأوصله إلى الحق، مرابطا في الأقصى".

ولهذا الشاب الهولندي قصصًا مع متضامنين مقدسيين، حيث قضى معهم لحظات تمتزج فيها لحظات الأسى مع الدماء، عندما اعتدى جيش الاحتلال على المتضامين فسقط منهم الشهداء والجرحى. 

تفيد إحصائية الهلال الأحمر أن خمسة شهداء و1090 جريحا سقطوا منذ 14 يوليو/تموز 2017.

مع الوقت صار وجه ميخائيل مألوفاً عند باب الأسباط، حيث اعتاد المتضامنون عليه، كما اعتاد هو على أجواء الرباط والطعام المقدسي الذي يُقدم لهم من الأهالي.

ويسرد الكاتب المقدسي عيسى القواسمة، قصة طريفة حدثت معه عندما التقى ميخائيل، مبينا أنه في البداية طلب منه متضامنون أن يصف للشاب الأجنبي، الطعام الذي يأكله، وحينها كانت "القدرة" هي الوجبة التي وزعها المقدسيون على المرابطين الذين يفترشون الأرض عند أبواب المسجد.

ويقول القواسمة في منشور كتبه على "فيسبوك" "وصفت له باللغة الإنكليزية الوجبة التي يأكلها، وهي عبارة عن لحم وأرز، ثم سألته عمّا يفعله هنا، فكانت المفاجأة أنه يعلم عن تاريخ القدس أكثر منا".

ويضيف: "بعد تعمقنا في الحديث أخبرني ميخائيل، أنه وصل من هولندا مؤخراً للرباط مع المقدسيين؛ فهو ملم بطبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل يعلم الكثير عن تاريخ القدس القديم، كما أنه دارس لتاريخ الديانات في الشرق الأوسط".

وتداول ناشطون صورا لميخائيل خلال الأيام الماضية مشيدين بموقفه ودعمه للقدس، وعقد بعضهم مقارنات بين دعم هذا الشاب الأجنبي لفلسطين بينما يعجز العرب والمسلمين عن اتخاذ موقف فاعل يوقف الاعتداءات الإسرائيلية على أولى القبلتين.

وتحفل فلسطين بدعم شعبي واسع في الكثير من البلدان الأجنبية بسبب عدالة قضيتها، وهو ما يترجمه وصول الاف المتضامنين الأجانب إلى الأراضي الفلسطينية سنويًا ويشاركون في احتجاجات وتظاهرات تطالب بزوال الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ اندلاع الأحداث الأخيرة في الأقصى ورغم ما فرضه الاحتلال من إجراءات أمنية مشددة تحول دون الدخول إلى القدس، إلا أن بعض المتضامنين الأجانب نجحوا في الوصول إلى باب الأسباط للانضمام للاحتجاجات على الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

وقام الاحتلال بتاريخ 14/7/2017 بتركيب بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وبسبب موجة الاحتجاج العارمة اضطر إلى إزالتها، لكنه قام بوضع كاميرات مراقبة على أسوار القدس، وهو ما قوبل برفض رسمي وشعبي أيضاً.

لقراءة قصة نضال من هنا