النجاح الإخباري - بعد الكثير من المماطلة ومحاولة التنكر، أقر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة، خليل الحية، أن الحركة تجري لقاءات مستمرة مع فريق القيادي المفصول من "فتح"، محمد دحلان، وتدعو لتشكيل ما أسماها "جبهة إنقاذ وطنية"، وتأتي تصريحات الحية في الوقت الذي ظلت حركة حماس تعتبر فيه محمد دحلان عدوها الأول.

وكشف الحية أن الحركة اتفقت مع فريق دحلان على السير في المصالحة المجتمعية  مؤكدا أن اللقاءات بين الجانبين لم تنقطع.
وقال: "إن هذا الأمر ليس سرا، ما تم بشكل واضح ومحدد هو استكمال العلاقة بيننا وبينهم على صعيد استكمال العمل الإنساني والتكافلي الذي بدأ منذ سنوات".
ولفت الحية إلى وجود تفاهم عام حيال صعوبة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية حسب وصفه.
وقال: "نحن نريد أن نعمل مع كل مكونات الشعب الفلسطيني بما يخدم ويخفف المعاناة عن شعبنا، وهي ليست اللقاءات الأولى".

وزعم الحية أن العلاقات بين حماس ومصر ذاهبة للتحسن بعد اللقاء الأخير مع الجانب المصري، الذي كان الأفضل في اللقاءات السابقة على مدار 15 شهرا، حسب زعمه.
وبين أن الحركة تعمل على شراء الوقود المصري لحل أزمة التيار الكهربائي، مؤكدا استعداد الحركة لدفع ثمن خط كهرباء 161 لحل المشكلة.
وتوقع الحية جاهزية معبر رفح للتشغيل قبل عيد الأضحى المبارك، بعد إنهاء التطويرات المصرية فيه.
من جهتها ردت حركة فتح على تصريحات الحية قائلة: "إن خليل الحيّة ساق في تصريحاته جملة من التناقضات والأباطيل، بهدف تضليل الراي العام الفلسطيني، تبريرا لاستمرار الانقسام والانقلاب، الذي أضر بالكل الوطني الفلسطيني".
وأضافت الحركة، في تصريح صحفي ردا على تصريحات الحية: "أن حماس لو تعقل قليلا وتهدأ، ولا تأخذها العزة بالإثم، لأدركت أنها أيضا متضررة من ذلك الوضع الشاذ، ولذهبت مسرعة لتنفيذ المتفق عليه، باستثناء بعض قياداتها المتنفذين المستفيدين من استمرار شرذمة الشعب الفلسطيني".

وتابعت حركة "فتح"، أنه انطلاقا من حرصنا على تفويت الفرصة لتمرير الأباطيل والتضليلات، فإننا نفند تصريحات الحية بالتالي:

 على الصعيد السياسي:

 1- توافق "حماس" بشكل رسمي على مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة، أو/ ودولة فلسطينية في غزة، المشروع الذي يستثني القدس بأقصاها وحائط البراق وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية وملف اللاجئين تماما، ويمكن إسرائيل من السيطرة الكاملة عليها وعلى الضفة الفلسطينية، ونذكر "حماس" أن القيادة الفلسطينية هي التي قاتلت من أجل استصدار القرارات الأممية في "اليونسكو" أو الأمم المتحدة، التي تحدد أن القدس الشرقية بكل ما فيها لنا وحدنا كفلسطينيين.

 2- من يطيل عمر الانقسام ويعمل على تحويله لانفصال، هو الذي يخدم المشروع الإسرائيلي الهادف إلى فصل القطاع، وليس حركة "فتح" التي تسعى بكل صدق وأمانة لإنهاء الانقسام وتحمل المسؤوليات الوطنية، وعندما قال رابين بالمعنى المجازي أنه يحلم بأن "يبتلع البحر غزة" هو أرادها كما فعلت "حماس" عام 2007 تماما منفصلة عن الضفة.

 3- لم تتنازل القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس عن أي من ثوابت الشعب الفلسطيني التي أقرها المجلس الوطني الفلسطيني عام 88 رغم كل الضغوطات والانقسام، ومواقف قيادتنا واضحة لا تقبل التأويل، بعيدا عن المواقف المتناقضة التي تمارسها "حماس"، وعملت القيادة على تثبيت حقوق شعبنا في كافة المحافل الدولية.

4- إن وثيقة "حماس" الأخيرة توضح لكل المعنيين بالأمر الفلسطيني، أن "حماس" حركة متناقضة في كل شيء، فهي تريد أن ترضي إسرائيل والعالم الغربي، وتصدر شعارات رنانة للفلسطينيين، وما مفاوضات "حماس" مع إسرائيل أو وكلائها إلا دليل على ذلك.

5- نسأل "حماس" بكل هدوء : ما الذي قدمتموه للقضية الفلسطينية على المستوى السياسي بعيدا عن الشعارات التي لا تسمن أو تغني من جوع ؟ وماذا فعلتم لكي يبقى الشعب الفلسطيني صامدا فوق أرضه؟

6- نعمل على تعزيز صمود شعبنا فوق أرضه بالإمكانيات المتاحة، ولا نأخذ شعبنا إلى التهلكة دون حصاد سياسي.

7- أولستم أنتم في "حماس" من تدخل في شؤون مصر وسوريا واليمن والأزمة الخليجية اليوم؟ وأنتم بذلك تضرون الشعب الفلسطيني بشكل مباشر.

 

أما على الصعيد الداخلي وملف المصالحة:

1- "حماس" هي التي رفضت وما زالت ترفض إنجاز الوحدة الوطنية، وعملت طيلة السنوات الماضية على تعطيل المصالحة تحت حجج الملاحظات والاستدراكات والتسويف والشروط الخارجة عن الاتفاقيات، ابتداء من اتفاقية مكة، وصولا لاتفاق الشاطئ.

 2- إن الرئيس محمود عباس وحركة "فتح" لم يتركوا فرصة إلا وتم استغلالها لإنجاز الوحدة الوطنية، التي كان آخرها تشكيل حكومة الوفاق الوطني بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، وسقوط الإخوان في مصر، الأمر الذي يؤكد منطلقاتنا الوطنية وعدم استغلالنا لظروف "حماس" الصعبة، ورغبتنا القوية بإنقاذ أهلنا في غزة وإنجاز الوحدة.

 3- إن "حماس" هي التي وضعت مخططا لمنع حكومة الوفاق الوطني من العمل في غزة، وشكلت حكومة ظل ولجنة إدارية "حكومة انفصال" لإدارة القطاع وفصله، وللتذكير هي من حجز الوزراء في الفنادق واعتدت عليهم ومنعتهم من الوصول لمكاتبهم، وعطلت عمل اللجنة الإدارية الخاصة ببحث ملف الموظفين في غزة، وقامت بتفجير بيوت حركة "فتح" ومنصة الشهيد ياسر عرفات.

 4- "حماس" تريد استمرار الوضع الراهن إلى أجل غير مسمى، بمعنى تريد أن تحكم القطاع ويستمر الانقسام وتحويله لانفصال، وتريد أن تستمر في جبي الأموال لصالحها، وتريد من حكومة الوفاق الوطني أن تنفق على حكمها غير الشرعي، الأمر الذي نرفضه تماما.

 5- إن أي إجراء يتم اتخاذه من قبل القيادة الفلسطينية والحكومة بحق الحكم غير الشرعي في غزة بعد عشر سنوات، يهدف إلى الضغط على "حماس" فقط، لكي تذهب للوحدة الوطنية والمصالحة، ولكي تعلم أن الوضع لا يمكن أن يستمر كسابق عهده.

 6- "حماس" هي المسؤولة عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهلنا في القطاع، فهي التي ترفض المصالحة والوحدة الوطنية، وهي التي تمنع الحكومة من العمل في غزة، وتصر على السيطرة على المعابر، وهي التي دمرت القطاع الخاص بكافة أشكاله.

 7- نؤكد في حركة "فتح" أننا الأقرب لـ"حماس" من طهران، وشعبنا في غزة هو جزء أصيل وغال علينا، ولن تنجحوا في تسويق الأضاليل.

 وختم المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي بالقول، "إننا في حركة فتح سنبقى نقاتل من أجل وحدة الأرض والشعب، وندرك تماما أن تناقضنا كان وسيبقى مع المحتل الغاصب، وأن الوحدة الحقيقية هي مصلحة للجميع، ونعتبر حماس جزءا من شعبنا لا يمكن أن نتجاهلهم وإن ضلّوا الطريق ولم يصونوا اتفاقا واحدا، وندعو حماس إلى وقف مهاتراتها وتسويق وتبرير سلوكها بروايات باطلة، فقضيتنا هي قضية الأمة العربية والإسلامية، وهي قضية إنهاء الاحتلال الغاشم، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين، وليست قضية إنسانية كما تريدها إسرائيل، وسنبقى عند ظن شعبنا بنا أوفياء لدماء الشهداء ومعاناة أسرانا البواسل".