ساري جرادات - النجاح الإخباري - أدى التطور المتسارع على التقنيات والاتصالات المستخدمة حول العالم، والثورة التكنولوجية الحديثة إلى الكشف عن مواهب وقدرات شبابية محلية واسعة، وفتحت المجال أمام تفجير الطاقات الإبداعية ومواهب الشباب في شتى المجالات بصورة دراماتيكية متسارعة لمواكبة حجم الطلب عليها والحاجة للإبتكار والاختراع.

وهنا، وسط المدينة الذي يضربها الاستيطان والحواجز والكانتونات المغلقة شتى أركانها، ومن بين أزقة جبل جوهر المقابل للحرم الإبراهيمي في الخليل، جلس الشاب العشريني مهند الرجبي يبحث في خفايا وأواصر هذه التكنولوجيا التي برغم كل الخنق والتضييق الذي تتعرض له مدينته الخليل، إلا أنَّها لم تستطع وقف رغبته وإرادته على الإبداع والتطوير.

يقول مهند الرجبي لـ"النجاح الإخباري": "لا يمكن لأي قوة في العالم أن تقف أمام إرادة الإنسان، نحن من نضع العقبات والحواجز أمام أنفسنا أغلب الأحيان، ونحن ذاتنا مقتنعين تمامًا بوهم تلك العقبات في أغلب المواقف والمراحل التي نواجهها، ناهيك عن وجود الاحتلال الذي يهدف ويسعى لتكريس ثقافة التبعية والتخلف والجهل في صفوف الشعب الفلسطيني".

ويبيِّن الرجبي لـ"النجاح الإخباري" أنَّه طالب هندسة مدنية في جامعة بوليتكنك فلسطين، وبدأت قصته حينما كان في إحدى الندوات التي عقدتها جامعته تتحدث عن كيفية العمل من المنزل، وجني الأرباح خلال فترة الدراسة، من خلال العمل على مواقع الإنترنت، باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.

وأشار الرجبي لمراسلنا" بعد عودتي إلى البيت فكرت في إنشاء قناة لي على اليوتيوب، وأسميتها (M.A TUBE)، لم أسمح لليأس أو الإحباط من مداهمة فكري ورغبتي بالإنجاز، وواصلت الليل بالنهار وبمعدل عمل يمتد لعشر ساعات متواصلة في بعض الأحيان في إنتاج وصناعة الفيديوهات لرفعها عبر قناتي".

قناة اليوتيوب الخاصة بمهند، والتي كانت سبباً في وصوله لأكثر من مليون مشترك، وحصوله على الدرع الذهبي من شركة "اليوتيوب"، هي قناة معرفية ثقافية، وفي بعض الأحيان يقوم بتدعيمها بالمحتوى الترفيهي، مثل الألغاز واختبارات الشخصية والتحليل النفسي وغيرها من المجالات التي تستهدف الجمهور من كل مكان وبحسب التفاوت الثقافي والاهتمام.

ويروي الشاب الرجبي لـ"النجاح الإخباري"،  أنَّ عمله يحتاج منه جهدًا مضاعفًا لحصد أكبر عدد من المتابعين عبر قناته على "اليوتيوب"، فالأمر ليس سهلاً كما يقول، وعمل حوالي لسنتين حتى يحصل على المليون مشاهدة، وعمل ستة أشهر أنتج بها حوالي (100) إلى (150) فيديو وكان يشاهدها وحده.

وتابع الرجبي "الفيديوهات التي حظيت بالمتابعة الكبيرة، جاءت نتيجة خاصية نظام الاقتراح الذي توفره شركة "اليوتيوب" حيث ساهمت الخاصية باقتراح فيديوهاتي، ما منحها شهرة ورواجا أكبر، ووصل عددها (541) فيديو، وعددها الكبير هو الذي سبب هذا النجاح، فكلما زاد العدد زاد الربح والنجاح".

وبما يتعلق بالعائد المادي من "اليوتيوب"، أوضح الرجبي لمراسلنا أنَّه جيد جدًا فالقنوات التي تحصل على مشاهدات واشتراكات عالية يستفاد منها مالياً، بسبب وجود المعلنين الذين يدفعون لشركة "جوجل"، لوضع إعلاناتهم على الفيديوهات التي ينشئها منشئي المحتوى على الموقع، حيث إنَّ شركة "جوجل" تدفع (55%) من الأرباح كلما شاهد وتفاعل المستخدم مع الإعلان.

وختم الشاب مهند الرجبي حديثه مع "النجاح الإخباري"، بأنَّه يمتلك عزيمة تدفعه على مواصلة تقديم الفيديوهات المتنوعة والهادفة، وكشف عن نيته بالعمل على مواقع الإنترنت والتطبيقات المختلفة مستقبلًا لتكون رافداً ونافذة جديدة له، بعد إنهاء متطلبات دراسته الجامعية.