زيد الأيوبي - النجاح الإخباري - صباح هذا اليوم هاتفت صديق لي قديم وهو مصري ويعمل في وكالة الشرق الاوسط للانباء المصرية متسائلا عن حقيقة الانباء التي اشيعت امس حول توصل المفصول الى مذكرة تفاهم مع القيادي في حماس يحيى السنوار .
لكن صديقي الصحفي المصري تفاجأ من سؤالي وعاتبني قائلا : بالله عيلك يا استاذ زيد انت بتسأل عن حاجة زي كدة من عقلك ؟؟؟؟ دي مجرد افلام محروقة هدفها انه يبقى الدحلان تحت الاضواء ...يا بيه دحنا جمهورية مصر العربية مش قطر.
فقلت يا صديقي اذن ما هو الصحيح ؟؟؟؟ قال : قبل عدة ايام ونحن في فندق شيراتون الجزيرة الذي يقيم فيه وفد حماس برئاسة السنوار وبعد آذان المغرب حضر الدحلان ومعه بعض الاشخاص وطلب من عاملة الاستقبال مقابلة وفد حماس المتواجد في الفندق وبعد اجراء الاتصال على غرفة السنوار نزل احد اعضاء الوفد الحمساوي وسلم على الدحلان بفتور واضح ثم ابلغه باعتذار الوفد عن مقابلته لاسباب امنية وفنية. واضاف صديقي ..لقد اصر الدحلان على لقاء السنوار قائلا انه قد جاء مخصوص من دبي لمقابلة السنوار وتسليمه مبادرة شخصية للخروج من الازمات التي يعاني منها القطاع الا ان موفد السنوار كان حاسما في الرد والاعتذار عن المقابلة فما كان من الدحلان الا ان اخرج من حقيبته ورقة قال انها المبادرة التي يسعى لنيل قبولها من حماس وطلب من موفد السنوار توصيلها لرئيس الوفد الحمساوي لدراستها وفعلا استلمها الموفد وانتها اللقاء ...يتابع صديقي الصحفي قائلا نحن كنا كاعلاميين متواجدين اصلا في قاعة الفندق لمحاولة اجراء اي مقابلة مع وفد حماس وراينا هذه المجادلة باعيننا...
لكن صديقي الصحفي اردف قائلا: بعد انتهاء المجادلة اقترب منا الدحلان للسلام علينا والتعرف على باقي الزملاء ولكن لسوء حظه انه لم يطلب اي اعلامي متواجد منه اجراء اي لقاء معه لكن وبحكم معرفة اصدقاء الدحلان ببعض الزملاء الصحفيين تم دعوتنا لاحتساء القهوة مع المفصول وفعلا هذا ماحدث.
ويضيف صديقي قائلا انه وخلال جلوسنا على طاولة الدحلان كان يحاول الاتصال بمسؤول كبير في الدولة للقائه الا ان هذا المسؤول اعتذر عن اللقاء لعدم الترتيب له مسبقا ...لكن دحلان اصر على لقاء هذا المسؤول لتسليمه ورقة فيها وجهة نظره لحل ازمة القطاع فما كان من المسؤول المصري الا ان قال له سارسل لك مساعدي لاستلام الورقة ولك ان تشرح له وجهة نظرك وسندرسها وسنرد عليك لاحقا...لقد اسود وجه الدحلان امامنا وشعر بالاحراج والقلق لدرجة انه كان يقضم اظافره ويهز ساقيه والعرق يتصبب من جبينه ...لقد بدى عليه عدم الارتياح والشعور بقلة القيمة لكنه صمد وانتظر للقاء مساعد المسؤول ...بعد حوالي نصف ساعة حضر مساعد المسؤول الرفيع وهو السيد سامح وجدي ابو الوفا وهو ضابط برتبة عريف ويعمل سائقا لدى المسؤول الرفيع الذي حاول الدحلان لقائه. فنهض زلمتكم (ويقصد المفصول) ومن معه وسلموا على الضابط سامح بحفاوة ومن ثم طلب الدحلان من الضابط سامح الانتقال الى طاولة اخرى ليناقش مع موضوع ورقته ..فانتقلا الى طاولة مجاورة وقريبة منا بجانب النافذة وقام الدحلان بتسليمه ورقته وشرح لسامح عنها ..كنا نراقب جلستهم عن بعد ...كان الدحلان يتحدث والضابط سامح يستمع ..استمر اللقاء لحوالي سبع دقائق ثم استأذن سامح من الدحلان واخذ الورقة ثم طواها ووضعها في جيبة قميصه وغادر الفندق ....ثم عاد الدحلان ادراجه الى جلستنا وقال لنا: لقد ارسلنا للمسؤول الفلاني وجهة نظرنا لحل ازمة اهلنا في غزة وانشاء الله الايام القادمة ستكون افضل لاهل غزة وللجميع .
يقول صديقي الصحفي: ان موقفان قاتلان تعرض لهما الدحلان امامنا الاول عندما رفض السنوار استقباله والثاني عندما اجتمع مع ضابط برتبة عريف يعمل سائق لدى احدى المسؤولين واضاف بلهجته المصرية : دي تتسمى عندنا قلة قيمة يا افندم لما واحد كان وزير ومسؤول في بلده بيجتمع مع السواق عندنا ...ده معنا انه مفيش حاجة عندنا اسمها دحلان ...نحن دولة عمرها سبعة الف سنة ...دي مصر ام الدنيا ما بتعترفش الا بالشرعيات ومبتتعاملش مع افراد وناس منفلشة .....
عندها استوقفته قائلا : لكن مواقعه تتحدث عن قصة اخرى يا بيك...قال اسمع يا افندم : احنا المصريين كاشفين كل افلامه ودي افلام متمرش علينا ابدا ..بس زلمتكم بيحب كل شهرين تلاتة يسلط الاضواء على نفسه ...هو حاسس انه انتهى وخلاص ..بس ده يكابر يا افندم ...ولو بيحترم نفسه مبيرجعش على القاهرة ابدا خصوصا بعد ما اجتمع مع الشوفير ..ده راجل مهزلة ..
لقد سمعت هذه الكلمات من صديقي المصري وانتابني الشعور بالاسى والاسف كيف لشخص كان بمجد الدحلان يقبل على نفسه ان يلتقي مع شوفير ويناقش معه امور السياسة والحصار بعد ان كان يتكبر على ابناء حماس ها هو اليوم يتوسل للقائهم .لكنه الزمن تدور دوائره دائما على الظالمين ...
وفي النهاية هذه حقيقة مذكرة التفاهم المزعومة بين الدحلان والسنوار والشاهد عليها ضابط برتبة عريف ويعمل شوفير للمسؤول الرفيع.....هذا هو الدحلان يسعى لتضخيم نفسه ...والمسؤولين المصريين من شايلينه من ارضه...واللي استحوا ماتوا ...والسلام...