رويدا عامر - النجاح الإخباري - قبعة سوداء وخيل عربي أصيل ينتظر طفلة بعمر التسع سنوات كي تقفز به على حواجز مرتفعة، طفلة تمتلك مهارات السباق العالية، عشقها للخيل جعلها ترافق أخوها للتدرب والمشاركة في المسابقات، "هلا البطراوي" من مدينة غزة، ترتاد نادي الجواد للفروسية كي تتدرب على مهارات التعامل مع الخيل.

عقدُ صداقة
فرسها "زينة" ذات اللون البني هي صديقتها المقربة والمدللة، تقول لـ"النجاح الاخباري": "أحب فَرَسي زينة كثيراً، لأنها صديقتي". ولم تقتصر علاقة هلا بالخيل بمجرد الركوب والتمرن عليه بل تجاوزت ذلك، فهي دائماً ما تعتني بخيلها، تطعمها، وتهتم باه، وتسرّح شعره.

وقبل دقائق معدودة فقط من التدريب وأثناء تجهيز زينة وإطعامها تروي هلا بداية عشقها لركوب الخيل فتقول: "رافقت شقيقي يوسف البالغ من العمر (10) سنوات مراراً لنادي الجواد للفروسية أثناء تعلمه مهارة ركوب الخيل، وأحببت ذلك كثيرًا لذا طلبت من والدي أن أتعلم ركوب الخيل ".

دعم أُسري
لاقت هلا تشجيعًا من عائلتها إذ قَبٍلَ والدها طلبها دون تردد مسرعًا ليسجلها في النادي للتدريب على ركوب الخيل، إذ ألّحت هلا على والدها كمال البطراوي ليصطحبها وأخاها يوسف لتعلم مهارة القفز، ما دفعه لتفريغ ساعتين من وقته لاصطحاب أبنائه للنادي، يقول: "بالفعل تكحلت عينا هلا وهدأ بالها وغدت خيلها زينة حاضرة حتى على موائد الطعام والجلسات العائلية".

تتوجه هلا إلى النادي ثلاث أيام أسبوعياً وتتمنى أن تمتلك جواداً خاصاً بها في منزلها، وتقول والدتها: "تسارع هلا بمجرد عودتها من المدرسة لحل واجباتها ومذاكرة دروسها، وتبدأ بعدها بالإلحاح على والدها للتوجه إلى النادي".
خلال التدريب

عند حلول وقت التدريب، ترتدي هلا قبعتها السوداء وتربط على رقبتها شريطة بيضاء، ثم تتناول عصاها الصغيرة وتتوجّه لإسطبل الخيل، وتسير بفرسها إلى ساحة النادي لتكمل تدريبات قفز الحواجز، وتنطلق متخطية الحواجز بكل جرأة ورباطة جأش.
ويقول مدربها الكابتن "أحمد عبد العال" لـ"النجاح الإخباري": "هلا رغم صغر سنها أثبتت جدارتها واجتازت ارتفاعات أكبر من عمرها خلال ثلاثة شهور، حيث تعلمت على حركات القفز وفن التعامل مع الخيل وكيفية الصعود على ظهره".
وطلب مدربها عبد العال من هلا المشاركة بعد ذلك في بطولة استعراضية "تجريبية" ليتأكد من قدرتها على المنافسة، وبالفعل حصلت على درع "أفضل أداء بين الفارسات المشاركات".

وتلا العرض، إقامة دوري في ذات النادي الذي تتدرّب به هلا، وحصلت على المركز الثاني خلاله.

جهود عائلية

تبذل أسرة هلا جهوداً لتحقق طفلتهم طموحها في تسجيل اسمها بموسوعة غينيس للأرقام القياسية، لتصبح أصغر فارسة قفز حواجز في العالم، وتستفيد من التجارب الدولية.

وأرسل البطراوي فيديو صوره لابنته هلا وهي تقفز على الحواجز المرتفعة، إلى إدارة الموقع الرئيسي بلندن، وتواصل مع إدارة غينيس وأعلموه أنّهم أرسلوا اسمها إلى فرع الشرق الأوسط في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدونيين على موقعهم الرئيسي "انتظروا هلا البطراوي".

أهداف مستقبلية

تتمنى هلا أن تمثل فلسطين في بطولات عالمية، ويؤكِّد والدها على أنَّ دخولها إلى غينيس هو أدنى حلم، فهدفنا أضحى الدخول إلى الألعاب الأولمبية.

ودعا والدها إلى إقامة دورات خارجية للعناية بالموهوبين من قطاع غزة، ليستفيدوا من التجارب الدولية، مؤكدًا أنَّ الإنجاز الحقيقي لأيِّ فلسطيني هو "التتويج بالمحافل العالمية".

الإبداع الفلسطيني يثبت وجوده في المجالات كافة فعلى الرغم من الحصار المفروض منذ أكثر من عشرة أعوام، إلا أنَّ أهالي قطاع غزة مازال لديهم طاقات إيجابية تستنفذ من أجل الإبداع والمشاركة الدوليَّة لتخطي الحواجز وكسر الحصار، موسوعة جينيس ليست بالصعبة على أطفال يبنوا مستقبلهم بأيديهم من خلال موهبة قوية تركض نحو الهدف .